جلال بكور
انطلقت، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الكازاخية نور سلطان(أستانة سابقاً) أعمال الجولة 19 من اجتماعات صيغة أستانة حول السلام في سورية بمشاركة وفود المعارضة والنظام والدول الضامنة وعلى رأس ملفاتها التصعيد الأخير في شمال سورية وإيصال المساعدات الإنسانية.
وقالت وكالة سانا التابعة للنظام السوري إنّ الاجتماعات التي سوف يجريها وفد النظام مع بقية الوفود ستعقد حول ملفات مكافحة الإرهاب وتوطيد الاستقرار والعقوبات المفروضة على النظام وإعادة اللاجئين.
وقالت مصادر مطلعة من المعارضة السورية، لـ”العربي الجديد”، إنّ الجولة الحالية ستستمر على مدى يومين، ومن المتوقع أن يجري وفد المعارضة خلالها مناقشة لملفات التصعيد على الأرض، وملف المعتقلين، ووصول المساعدات الإنسانية، وتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية.
وبحسب المصادر، فإنّ من غير الواضح ما إذا ستكون اللجنة الدستورية السورية من الملفات المطروحة للنقاش، ومن غير المتوقع أن تأتي الجولة الحالية بجديد أيضاً على غرار معظم الجولات السابقة، وليس هناك آمال في أن يكون لها دور في خفض التصعيد إضافة إلى أنّ الآمال حول مساهمة الجولة في إحياء العملية السياسية “ضعيفة”.
التصعيد التركي
وتأتي الجولة الحالية بالتزامن مع تصعيد تركي ضد مليشيات “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد) شمالي سورية والتهديد بشن عملية عسكرية برية ضدها، وفي هذا الشأن قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، في افتتاح جولة أستانة، إنّ بلاده تدعو الشركاء الأتراك إلى ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد في سورية.
ونقل موقع “روسيا اليوم” عن لافرينتييف قوله: “ندعو زملاءنا الأتراك إلى ضبط النفس من أجل منع تصعيد التوتر وليس فقط في شمال وشمال شرق سورية بل في الأراضي السورية كلها”، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل بالتعاون مع كل الأطراف المعنية لمحاولة إيجاد حل سلمي لـ”القضية الكردية”.
وقال المبعوث الروسي: “نحاول إقناع شركائنا الأتراك بضرورة تجنب استخدام القوة المفرطة في الأراضي السورية”، مضيفاً “سنتحدث مع شركائنا عن عمل الآلية العابرة للحدود لإيصال المساعدات الإنسانية. ما زلنا نعتقد في روسيا أن هذه الآلية عفا عليها الزمن ويجب التخلي عنها”.
وبشأن اللجنة الدستورية، قال إنه “لا يوجد حتى الآن أي معلومات بشأن موعد ومكان إجراء لقاء اللجنة الدستورية السورية”، مشيراً إلى أن روسيا ترى التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن “ممكناً”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الكازاخية أبيك سمادياروف، قد أشار إلى أنّ الجولة ستناقش ملفات مثل “الوضع على الأرض” في سورية، بما في ذلك القضايا الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف أنه سيجري خلال اليوم الأول من المحادثات مشاورات ثنائية وثلاثية للدول الضامنة ومفاوضات مع الأطراف السورية، واتصالات مع وفود الأطراف المراقبة العراق والأردن ولبنان، وكذلك مع مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون ومكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأنه من المقرر إجراء المزيد من المشاورات في اليوم الثاني، فضلاً عن عقد جلسة عامة.
وكانت جولة أستانة 18 قد عقدت، في يونيو/ حزيران الماضي، وأكدت الدول الضامنة في بيانها الختامي مواصلة العمل لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والوقوف ضد الأجندات الانفصالية وضرورة الحفاظ على الهدوء من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات القائمة بشأن إدلب.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران التوصل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن قوات النظام وداعميها تهاجم المنطقة بين الحين والآخر، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 مارس/ آذار 2020.
المصدر: العربي الجديد