سيطر القلق على السوريين في مناطق النظام من احتمال التداعي المتسارع للمؤسسات تدخل السوريين في دورة انفلات أمني جديدة، على خلفية انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي. وذلك في أعقاب تصاعد التوتر في مدينة السويداء جنوب سوريا مع احتجاجات نددت بتدهور الأوضاع المعيشية وعجز النظام عن لجم الانهيار الذي تشهده البلاد منذ نحو الأسبوع، جراء اشتداد أزمة المحروقات التي أدت إلى شلل الحركة في معظم مناطق البلاد مع موجة ارتفاع غير مسبوقة للأسعار. وعزز القلق إصدار رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس قرارا بتخفيض الكميات المخصصة من مادتي البنزين والمازوت للسيارات السياحية الحكومية (مخصصة… خدمة)، بنسبة 40 في المائة من الكميات المخصصة حالياً لكل سيارة ما عدا وسائط النقل الجماعي وذلك حتى نهاية العام الحالي.
كما طلب من الجهات العامة، عدم منح مهمات السفر التي يترتب عليها صرف محروقات، إلا للأسباب الضرورية والملحة باقتراح من الوزير وموافقة مسبقة من رئيس مجلس الوزراء، وذلك حتى نهاية العام الحالي أيضاً. وبحسب البلاغ، فإن هذا التخفيض يأتي في إطار استجابة الحكومة للظروف التي يشهدها سوق المشتقات النفطية.
وذكرت مصادر حكومية في المحافظات أن نسبة التخفيض تجاوزت الـ50 في المائة، ما أدى إلى وقف توزيع مازوت التدفئة، وألغت شركات النقل بين المحافظات معظم رحلاتها، وتفاقمت أزمة النقل الداخلي مع استغناء غالبية أصحاب السيارات السياحية عن استخدامها، وسط انقطاع للكهرباء لساعات طويلة وخروج مقاسم الهاتف من الخدمة لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات، وانقطاع خدمات الاتصالات الأرضية والإنترنت والخليوي.
كما توقفت المطاعم والمحلات والورش، التي تعتمد على مولدات الكهرباء في عملها لعدم توفر الوقود وارتفاع أسعاره في السوق السوداء.
المصدر: الشرق الأوسط