خالد الخطيب
استفز بيان هيئة تحرير الشام الذي نفت من خلاله تواجد مجموعات عسكرية وأمنية تابعة لها في محافظة درعا جنوبي سوريا، الجماعات السلفية المناهضة لها في إدلب، وهو ما دفع الأخيرة لكشف المزيد من المعلومات المسربة التي تتحدث عن مواقع انتشار تلك المجموعات، وأسماء بعض القادة الذين وصلوا تباعاً إلى الجنوب قادمين من إدلب، واللقاءات التي أجروها مع مسؤولين في النظام السوري وفصائل المصالحات.
وكان فريق من السلفيين قد عرض على تحرير الشام تشكيل لجنة قضائية محايدة لإثبات مزاعم تحرير الشام الواردة في بيانها الذي ينفي وجود مجموعاتها في درعا واشتراكها في القتال ضد تنظيم “داعش” هناك، أو لتؤكد اللجنة المعلومات والاتهامات التي تداولها السلفيون.
وجرت مؤخراً نقاشات بين عدد من الناشطين والإعلاميين العاملين في الإعلام الرديف التابع لتحرير الشام مع فريق من السلفيين المناهضين، بينهم الشرعي المصري المنشق طلحة المسير (أبو شعيب المصري) والذي دعا إلى نقاش موسع في غرفة خاصة على مواقع التواصل، ليكشف خلالها المزيد من المعلومات، لكن قيادة تحرير الشام منعت الناشطين من المشاركة وهددت بمعاقبة من يشارك فيها.
وقال طلحة المسير على تلغرام: “لأن تحرير الشام لم تتجاوب مع مقترح تشكيل اللجنة القضائية، فكان المقترح الثاني بتشكيل لجنة من الناشطين والإعلاميين ضمن مجموعة خاصة على مواقع التواصل لعرض الأدلة والمعلومات فيها، وبناء على ذلك تم إنشاء غرفة على تلغرام للنظر في الأدلة”.
وأضاف “بدأ الحديث عن أول مسألة، وقبل أن نتكلم عن بقية النقاط، توقف النقاش والتزم الأعضاء الصمت، وأدركنا حقيقة قمع قيادة تحرير الشام للناشطين في إدلب والخطورة المتوقعة على من يفتش عن الحقيقة، لذا فإني سأخفف عن الناشطين بعض الحمل، وأذكر على العلن معلومات تفيد المهتمين بالأمر”.
وتابع المسير: “أبو الهيجاء حيط غادر إدلب متوجهاً إلى درعا منتصف العام 2022، وتسلم إمارة تحرير الشام التي كانت تنشط في ريف درعا الغربي، وبعد وصوله بأيام قليلة التقى برئيس الأمن العسكري في درعا لؤي العلي، وقد تسرب خبر اللقاء عن طريق أحد المقربين من لؤي العلي وهو فادي الجنادي الذي ذكر ذلك لبعض من حوله فانتشر الخبر بين قيادات فصائل سابقة ومستقلين وغيرهم”.
وقالت مصادر سلفية ل”المدن”، إن “تحرير الشام تدير مجموعاتها العاملة خارج مناطق سيطرتها في إدلب من خلال إدارة خاصة تطلق عليها اسم الملف 111، ويُدار من قبل مقربين مباشرين من زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وقد زاد اهتمام الأخير بإرسال المقاتلين إلى درعا مع بداية العام 2019”.
وأوضحت أن “قيادياً يطلق عليه لقب (دحج) اختير لمهمة تسهيل وصولهم، وكانت مهمة المجموعات الواصلة مبكراً التغلغل داخل المجموعات العاملة لصالح تنظيم حراس الدين التابع لتنظيم القاعدة والتي كانت تنتشر في محافظة درعا ضمن عمليات أطلق عليها التنظيم (خلف الخطوط)”.
وأضافت المصادر أن “مجموعات تحرير الشام نجحت في اختراق المجموعات التابعة لحراس الدين، واستفادت كثيراً من المعلومات التي كان الجهاز الأمني التابع لتحرير الشام يرسلها لهم، والتي كان يحصل عليها من المعتقلين في سجونه، وتمكنت جماعات الأخيرة في العام 2021 من الانقلاب على الحراس في درعا، وسلبهم سلاحهم ومواقع انتشارهم، والتقى عدد من قادتهم بزعيم اللواء الثامن أحمد العودة الذي كان حينها مدعوماً من روسيا، وحصلوا منه على بطاقات أمنية سهلت حركتهم”.
المصدر: المدن