هبة محمد
دعت تركيا والدول الغربية والأمم المتحدة، إلى تجديد الآلية التي يتم من خلالها إرسال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا عبر بوابة باب الهوى الحدودية، بينما رفضت روسيا في كلمة لسفيرها خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي توصيل المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري التي تضم نحو 4 ملايين نسمة شمال غربي سوريا عبر الحدود، والتي من المقرر أن تنتهي هذه الآلية في العاشر من يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال المندوب الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، إنه من المهم الاستمرار في تقديم المساعدات للسوريين في ظل إطالة أمد الأزمة الإنسانية وزيادة الاحتياجات. وأوضح حسب وكالة الأناضول التركية، أن آلية المساعدة عبر الحدود تعتبر بمثابة خط إنساني موثوق به لملايين الأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. وأكد أن الهدف الوحيد من مواصلة العمل بالآلية هو إنقاذ حياة ملايين المحتاجين في الشمال السوري.
روسيا: المساعدات تنتهك السيادة
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، للمجلس إن “الوضع الإنساني في سوريا، بصراحة تامة، يخلق سياقاً أقل ملاءمة للنقاش حول تمديد آليات عبر الحدود”. وأضاف أن “هذا ليس لأننا ضد مساعدة السوريين العاديين… بل نحن – بالأحرى – نؤيد مساعدة المجتمع الدولي لجميع السوريين من دون تمييز أو تسييس” موضحاً أن حكومة بلاده “غير مقتنعة” بعدم وجود بديل لعملية توصيل المساعدات إلى سوريا من تركيا.
وتجادل روسيا، التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد في الحرب التي بدأت عام 2011، بأن عملية الأمم المتحدة تنتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وتقول إنه يجب إيصال مزيد من المساعدات من داخل البلاد، الأمر الذي يثير مخاوف المعارضة من أن الغذاء والمساعدات الأخرى ستقع تحت سيطرة النظام.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن – في تقرير هذا الشهر – إن إيصال المساعدات من تركيا كان “شريان حياة للملايين”، وإن تمديد الموافقة عليه أمر حيوي ويمثل “ضرورة أخلاقية وإنسانية”. وأضاف أن شحنات المساعدات من داخل سوريا “لا تزال غير قادرة على استبدال حجم أو نطاق عملية الأمم المتحدة الضخمة عبر الحدود”. وأردف قائلاً إنه “من دون وصول الأمم المتحدة عبر الحدود إلى شمال غرب البلاد، سيزيد الجوع، وسيتعرض الملايين لخطر فقدان المساعدة المتعلقة بالمأوى، وسيقل الوصول إلى المياه”.
يشار إلى أن مجلس الأمن وافق عام 2014 على آلية إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا من العراق والأردن ونقطتين في تركيا. لكن روسيا والصين، اللتين لهما حق النقض (الفيتو) بالمجلس، قلصتا تلك النقاط إلى نقطة حدودية تركية واحدة فقط. واعتمد مجلس الأمن، في 12 يوليو/ تموز الماضي، قراراً بتمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سوريا عن طريق معبر باب الهوى على الحدود التركية لمدة 6 أشهر. ومنذ عام 2011، تشهد سوريا حرباً أهلية بدأت إثر تعامل نظام بشار الأسد بقوة مع ثورة شعبية خرجت ضده في 15 مارس/ آذار من العام ذاته، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.
قالت مصادر محلية إن المدفعية التركية قصفت مواقع قوات سوريا الديمقراطية، في قرية تلّ اللبن بريف تلّ تمر، شمال الحسكة، بينما أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، قتل واعتقال 3 عناصر من قوات سوريا الديموقراطية شمالي سوريا.
وقالت الوزارة في بيان، إن قواتها نفذت عملية ناجحة ضد “الإرهابيين في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون” مضيفة أن القوات الخاصة التركية تمكنت في العملية من تحييد 3 عناصر من قوات “قسد” حاولوا استهداف المنطقتين. ونفذت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عمليات عدة شمالي سوريا، ضد تنظيمي “داعش” و “واي بي جي” (ذراع “بي كي كي” في سوريا).
وطهّرت عبر تلك العمليات آلاف الكيلومترات من الأراضي من الإرهابيين، وأتاحت الفرصة لآلاف السوريين عودة آمنة إلى أراضيهم.
وقالت وكالة هاوار الكردية، إن قرية في ريف ناحية تل تمر بمحافظة الحسكة، تعرضت للقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل الجيش التركي. وأسفر القصف التركي حسب وسائل إعلام كردية، عن “مقتل 119 شخصاً” منذ بدء العملية العسكرية التي أعلنتها وزارة الدفاع التركية. وأشارت إلى أن بين القتلى 15 طفلًا، و23 مقاتلًا تابعين لقوات سوريا الديمقراطية.
دورية مشتركة
تزامناً، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية الخميس، دورية مشتركة، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة، وهي الدورية المشتركة الثانية، منذ بدء الحملة الجوية التركية، حيث رفض وقتها الجانب التركي تسيير الدوريات. وتتألف الدورية من 8 عربات عسكرية مشتركة بين الطرفين، ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الدورية انطلقت من الريف الشرقي لمدينة قامشلي شمالي الحسكة، وجابت قرية درنا أغي الحدودية مع رميلان في الريف الشمالي، مروراً بمحطة آبار النفط في رميلان والقحطانية بريف القامشلي، ثم عادت أدراجها إلى النقطة التي انطلقت منها. ومنتصف الشهر الجاري، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تسيير الشرطة العسكرية الروسية، ونظيرتها التركية، دورية مشتركة في ريف كوباني الغربي، برفقة مروحيتين روسيتين.
في المقابل، أصيب 4 مواطنين من عمال ورشة مياه بجروح بليغة، جراء استهداف القوات التركية بالقذائف المدفعية ظهر الخميس، ورشة صيانة بقرية زور مغار غربي عين العرب “كوباني” بريف حلب الشرقي، حيث جرى نقل الجرحى إلى مستشفى عين العرب لتلقي العلاج. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف جاء بعد هدوء حذر ضمن جميع مناطق شمال وشرق سوريا، منذ نحو 22 يوماً، حيث انخفضت بشكل كبير حدة الاستهدافات، والقصف البري التركي على مناطق وأرياف حلب والرقة والحسكة باستثناء بعض القذائف بشكل متقطع على محاور التماس.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 20 كانون الأول الجاري، قصفاً للقوات التركية والفصائل الموالية لها على قرى بريف حلب الشرقي، حيث استهدف الجيش التركي بالمدفعية الثقيلة قريتي جيشان وكوران في ريف عين العرب الشرقي، كما طال القصف قرى جارقلي وسفتك وزورمغار وشيوخ فوقاني بريف مدينة عين العرب الغربي، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
المصدر: «القدس العربي»