مقتل 3 جنود في انفجار بقاعدة روسية وكييف حيدت أكثر من 4500 هجوم إلكتروني منذ بداية العام. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن مقترحات موسكو بشأن “نزع السلاح” و”القضاء على النزعة النازية” في أوكرانيا معروفة جيداً لكييف، والأمر متروك للسلطات الأوكرانية للوفاء بها، وإلا فإن الجيش الروسي سيبت في هذه القضية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية عن لافروف قوله، إن “مقترحاتنا لنزع السلاح والتخلص من النزعة النازية في الأراضي التي يسيطر عليها النظام والقضاء على التهديدات لأمن روسيا النابعة من هناك، بما في ذلك أراضينا الجديدة، معروفة للعدو”. وأضاف “الأمر بسيط: نفذوه من أجل مصلحتكم وإلا فإن الجيش الروسي هو الذي سيحسم الأمر”.
وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين إن الوضع على الخطوط الأمامية في منطقة دونباس “صعب ومؤلم” ويتطلب كل “قوة وتركيز” بلاده.
وأضاف زيلينسكي، في خطابه الليلي المصور، “أولاً وقبل كل شيء، الأوضاع على الخطوط الأمامية. باخموت وكريمينا ومناطق أخرى في دونباس، وتتطلب أقصى قدر من القوة والتركيز. الوضع هناك صعب ومؤلم. المحتلون ينشرون كل الموارد المتاحة لهم، وهي موارد كبيرة، لتحقيق بعض التقدم”. كما ذكر زيلينسكي أن انقطاعات الكهرباء لا تزال مستمرة وإنها مقطوعة عن نحو تسعة ملايين من السكان.
هجمات إلكترونية
وفي السياق، تمكنت أجهزة الأمن السيبراني الأوكرانية من تحييد أكثر من 4500 هجوم إلكتروني روسي منذ بداية العام، وفق ما أكد مسؤول أوكراني الإثنين.
وقال رئيس قسم الأمن السيبراني في دائرة الأمن الأوكرانية إيليا فيتيوك، في مقابلة مع تلفزيون “ماي يوكراين”، إن “الدولة المعتدية تشن في المتوسط أكثر من 10 هجمات إلكترونية يومياً. لكن لحسن الحظ أن المجتمع الأوكراني لم يسمع بمعظمهما”. وأضاف “لقد دخلنا عام 2022 وخلفنا ثماني سنوات من الخبرة في الحرب الهجينة. في لحظة الحرب، كنا مستعدين لأسوأ السيناريوهات”.
وبحسب هذا المسؤول، تم تسجيل نحو 800 هجوم إلكتروني في عام 2020، وأكثر من 1400 هجوم في عام 2021، وتضاعف الرقم ثلاث مرات في عام 2022.
وتابع فيتيوك “تم صد هجمات إلكترونية ضخمة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) مثلت بالنسبة لنا تدريبات إضافية قبل الهجوم الروسي”.
وأكد أن موسكو تستهدف خصوصاً قطاع الطاقة والخدمات اللوجستية والمنشآت العسكرية، فضلاً عن قواعد البيانات الحكومية ومصادر المعلومات.
وأردف إيليا فيتيوك، “نراقب المخاطر والتهديدات لحظة بلحظة على مدار اليوم والأسبوع. نعرف بالاسم معظم قراصنة الاستخبارات الروسية الذين يعملون ضدنا. بعد انتصار أوكرانيا، يجب محاكمتهم أمام محكمة عسكرية دولية”.
قاعدة إنجلز الروسية
اخترقت طائرة مسيرة يعتقد أنها أوكرانية المجال الجوي الروسي وقطعت مئات الكيلومترات وتسببت في انفجار قاتل بالقاعدة الرئيسة لقاذفات القنابل الاستراتيجية لموسكو في أحدث هجوم يكشف عن الثغرات في دفاعات روسيا الجوية.وقالت موسكو إنها أسقطت الطائرة المسيرة مما تسبب في تحطمها في قاعدة إنجلز الجوية ومقتل ثلاثة جنود. ولم تعلق أوكرانيا وفق سياستها المعتادة تجاه الحوادث داخل روسيا.
والقاعدة الجوية هي المقر الرئيس لقاذفات القنابل التي تقول كييف إن موسكو استخدمتها خلال الأشهر القليلة الماضية لمهاجمة البنية التحتية المدنية الأوكرانية. وتقع القاعدة على بعد مئات الأميال من الحدود الأوكرانية. وتم تصميم الطائرات نفسها أيضا لإطلاق صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية كجزء من الردع الاستراتيجي الروسي طويل المدى.
وتعرضت القاعدة بالفعل لضربة يشتبه في أنها من طائرة مسيرة في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مما كشف عما وصف على نطاق واسع حينذاك بأنه فجوة مهينة في الدفاعات الجوية الروسية. ويوضح أحدث هجوم أن موسكو لم تسد الفجوة بعد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن الطائرات لم تتضرر، لكن حسابات روسية وأوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إن عدة طائرات دُمرت. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير.
رابطة الدول المستقلة عن أوكرانيا
ومع دخول الحرب شهرها الحادي عشر، استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زعماء دول سوفياتية سابقة أخرى في سان بطرسبرغ، الاثنين، لحضور قمة رابطة الدول المستقلة التي انسحبت منها أوكرانيا منذ فترة طويلة.
وفي تصريحات أذاعها التلفزيون، لم يتحدث بوتين مباشرة عن الحرب، لكنه قال إن التهديدات لأمن واستقرار منطقة أوراسيا تتزايد.
ومضى يقول “للأسف، التحديات والتهديدات في هذه المنطقة، بخاصة من الخارج، تتفاقم فحسب كل عام. ويتعين علينا الاعتراف بأن الخلافات تنشأ أيضا بين الدول الأعضاء في الرابطة”.
اختبار للسلطة
يمثل الهجوم العسكري على أوكرانيا اختباراً لنفوذ روسيا الراسخ بين دول الاتحاد السوفياتي السابقة الأخرى. وتصاعد قتال في الأشهر القليلة الماضية بين أرمينيا وأذربيجان، العضوين في رابطة الدول المستقلة، في صراع أرسلت روسيا إليه وسطاء سلام. ونشب نزاع حدودي بين قرغيزستان وطاجيكستان. وقال بوتين إن مثل هذه الخلافات يجب حلها من خلال “المساعدة بين الرفاق والوساطة”.
وقال بوتين الأحد، إنه مستعد للمفاوضات بشأن أوكرانيا وحمل كييف وحلفاءها الغربيين مسؤولية عدم الدخول في محادثات. ولم يظهر بوتين أي بادرة على التراجع عن مطالبته بأن تعترف أوكرانيا بانتزاع موسكو لخمس البلاد. وتقول كييف إنها ستقاتل حتى تنسحب روسيا.
وقال بوتين في مقابلة مع تلفزيون (روسيا 1) الرسمي “نحن مستعدون للتفاوض مع كل الأطراف بشأن حلول مقبولة لكن الأمر متروك لهم. لسنا من يرفض التفاوض، بل هم”.
وانتقد ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التصريحات قائلا على تويتر “روسيا هاجمت منفردة أوكرانيا وتقتل المواطنين. روسيا لا تريد المفاوضات، لكنها تحاول تجنب المسؤولية”.
9 ملايين أوكراني بلا كهرباء
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن الوضع على الخطوط الأمامية في منطقة دونباس “صعب ومؤلم” ويتطلب كل “قوة وتركيز” بلاده.
وذكر زيلينسكي أن التيار الكهربائي مقطوع عن نحو تسعة ملايين من السكان جراء استهداف روسيا البنية التحتية للطاقة.
ولكنه قال إن “عدد حالات انقطاع التيار الكهربائي ومدته في تناقص تدريجي”.
وقالت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الأوكرانية في وقت سابق اليوم إنه ما زال هناك نقص كبير في إمدادات الكهرباء مع فرض قيود على استهلاك الكهرباء في خمس مناطق أوكرانية والعاصمة كييف.
تقدم أوكراني وسيطرة روسية في الشرق والجنوب
ومنذ الحرب، طردت أوكرانيا القوات الروسية من الشمال وهزمتها في ضواحي العاصمة وأجبرتها على التراجع في الشرق والجنوب. لكن موسكو ما زالت تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في الشرق والجنوب يزعم بوتين أنه ألحقها ببلاده.
ولقي عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين حتفهم في مدن دكتها روسيا وقتل آلاف الجنود من الجانبين، مما أجبر بوتين على استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال الجيش الأوكراني، في وقت سابق الاثنين، إن عشرات المدن تعرضت للقصف في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخاركيف وخيرسون وزابوريجيا على طول خط المواجهة.
ودأبت موسكو منذ أكتوبر (تشرين الأول) على استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بطائرات مسيرة وصواريخ. وتقول “إن الهدف هو إضعاف قدرة كييف على القتال”. فيما تعلن أوكرانيا أن الهجمات ليس لها أغراض عسكرية وتستهدف إيذاء المدنيين مع حلول فصل الشتاء وهي جريمة حرب.
المصدر: اندبندنت عربية