محمد علاء الدين
حفلت مواقع التواصل الاجتماعي، في الأیام الماضیة، بجدل كثیر، وما يشبه استنفاراً في صفوف مؤیدي الثورة السوریة، استنكاراً لمدائح علماء ومشايخ محسوبین على الصف الثوري (خصوصا منھم التیار الدمشقي)، بالتمجید، ولیس الاكتفاء بالترحم، في مراثیھم منیرة القبیسي مؤسّسة التیار الدیني النسوي الذي عرف لاحقاً باسم “القبیسیّات”، والتي توفیت یوم 26 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، متجاوزة التسعین عاما. ولا تتعلق أسباب الاستنفار بعقیدة دینیة، ولا لموقف معلن لرائدة التیار ومؤسسته، ولا من الفكرة التي قام علیھا، وراجت، حتى باتت ظاھرة تجاوزت حدود سوریة إلى دول متعدّدة، بل بسبب ما تلا ذلك من توظیف أمني من السلطة الحاكمة في سوریة لتیار القبیسیات، بعد قیام الثورة، وعلى نحو علني ومباشر إلى درجة مستفزّة، وھو ما خلت تلك المراثي من ذكره أو الإشارة إلیه، الأمر الذي أجّج حملة شدیدة ضدھم، ووضعھم في موقف حرج، كون معظمھم في رأس ھرم المجلس الإسلامي السوري الذي يعدّ مرجعیة دینیة في الصف الثوري.
الآنسة المؤسّسة
مؤسسة “تيار القبيسيات”، منيرة القبیسي، من موالید دمشق 1929، ومن أوائل خرّیجات جامعتھا، قسم العلوم الطبیعیة، وھو المجال الذي امتھنت التدریس فيه، إلى أن درست العلوم الشرعیة، وبدأت حركتھا الدعویة في صفوف النساء فقط، منذ مطلع ستینیات القرن العشرین وقبل سنوات من تسلم حافظ الأسد السلطة. وتركّز نشاطھا الدعوي، منذ البدایة، ضمن نساء الطبقة الغنیة والمیسورة، لما لھن من مكانة اجتماعیة وتأثیرٍ سیسھمان لاحقاً في تعزیز انتشار تیارھا ورسوخه، مع المقدرة على افتتاح المدارس الخاصة والمعاھد والجمعیات. لم یخل نشاطھا في أول عقدین من تضییقات أمنیة، وقد جرى توقیفھا عن عملھا في التدریس الحكومي، ما جعلھا تلجأ لجامع أبي النور الذي توسّع لاحقاً إلى مجمع دیني متعدّد الأنشطة، فوجدت فیه ملاذاً ودعماً لدعوتھا بمنحاھا الصوفي من أستاذھا الشیخ أحمد كفتارو، أحد أقطاب الطریقة النقشبندیة في دمشق، والذي تسلم منصب مفتي الجمھوریة عام 1964 مع تفرّد حزب البعث بالسلطة، ثم بات شدید القرب من حافظ الأسد، وبقي في منصبه، حتى وفاته في عھد الابن عام 2004. ولا يزال كثیر من أسرار الحركة وعمق العلاقة بین الشیخ والآنسة منيرة مثار تساؤلات، خصوصا مع طلب إحدى بناته إلیھا علنا الامتناع عن مقابلته، وھو ما كان حتى وفاته، حین استأذنت لحظات للخلو بجثمانه. وقد وجدت تأییداً لاحقاً بعد انتشار دعوتھا من تیارات دینیة دمشقیة عديدة ذات المنحى الصوفي، وتباریاً في نسبة حركتھا إلى طرق هذه التيارات ومدارسھا.
بقیت دعوة منیرة القبیسي تعتمد في انتشارھا على حلقات ضمن المنازل، ولیس في المساجد، وسیلازمھا لقب “الآنسة” باعتبارھا لم تتزوج، إضافة إلى أنه لقبٌ يُطلق، في دارج اللھجة الشامیة، على المعلمة أیضاً، وستغدو دعوة البقاء من دون زواج أسوة بـ”الآنسة” لزیادة التفرّغ للعبادة، على نحو یقارب الرھبنة في المسیحیة، مثار استحسان في الحركة، وإن لم تكن مطلباً لفریق القیادة من النساء و”الآنسات” اللواتي سیتولین نشر الدعوة، تركیزاً في البیوت المیسورة، ومن ثم توسعاً في صفوف النساء من الطبقتين، الوسطى والشعبیة، مع مقدرة على تقدیم الخدمات، لتیسیر أمور المریدات اللائي یتعاملن مع آنستھن بتبجیلٍ وطاعة شبه عمیاء، بل وباستحضار صورتھا قبل كل عبادة، كما في تعامل سائر أتباع الحركات الصوفیة
جوھر الدعوة وبدایات التسییس الخفي
ركزت مؤسسة الحركة جھدھا في العمل الدعوي بمنحاه الصوفي، القائم على العبادة المتبتلة بأورادھا وأذكارھا، تقرّباً للخالق والآخرة. وعلى الرغم من ابتعادھا عن جانب صوفي في الزھد الدنیوي، وتركیزھا على ضرورات التعلم والعمل وتقدیم الخدمة الاجتماعیة بشكلیھا، الخیري والتكافلي، وإن بقي ذلك في حدود منتسبات الحركة ومحیطھن الأقرب الذي سیغدو شریحة اجتماعیة واسعة، تتجاوز المدن الكبرى إلى الأریاف مع مطلع الألفیة الجدیدة، لیصل عدد المنتسبات للحركة إلى عشرات الآلاف (75 ألفاً في معظم التقدیرات). أما الجانب الأھم من منحاھا الصوفي، وعلى طریقة شیخھا كفتارو، فكان الابتعاد عن السیاسة ضرورة، وعبر فتوى “دینیة سیاسیة” تحرّم الخروج على الحاكم، مھما فسد وبغى وفعل. وھذا ما سیجعل السلطة في عھد حافظ الأسد تمیل إلى الإفادة المتدرّجة من الحركة وتیارھا.
بقیت الحركة غیر ملحوظة في الشارع السوري، ولیست ذات تأثیر في العمق الاجتماعي حتى مطلع تسعینیات القرن الماضي. وفي ھذا السیاق، أخالف ما رواه عضو مجلس الشعب السابق، محمد حبش، یوم وفاة منيرة القبيسي، في “تلفزیون سوریا”، وھو القریب منھا ومن أستاذھا كفتارو، إن الحركة بقیت تتعرض لمضایقات من السلطة، حتى بعد سنوات من تسلم بشار الأسد السلطة. والصحيح أن منتسباتھا صرن ظاھرة في الشارع السوري، وفي أكبر مدینتین، دمشق ثم حلب، منذ مطلع التسعینیات، بلباسھن الممیز بلونه الأزرق الكحلي والعقدة الخاصة بغطاء الرأس، ونشاطھن الدعوي غیر السرّي. وقد حاورت أكثر من منتسبة من طالبات جامعیات وخرّیجات بینھن طبیبة متخصصة. ما ھو جدیر بالتسجیل أنھن، ومع أدائهن دورا نھضويا على صعید التعلیم الأنثوي والعمل التكافلي، كنت أدھش لاستلاب إرادتھن وجعلھن “آنساتھن” في مراتب قدسیة، تخوّل الآنسة البتّ في مجمل قضایا من ھي أدنى درجة، حتى على صعد الارتباط والعلاقات الزوجیة والأسرویة وسواھا من العلاقات العاطفیة والاجتماعیة. ولم يكن ذلك الانتشار الملحوظ للحركة، ببعدھا الدیني، لیمرّ من تحت القبضة الأمنیة المتشدّدة، لولا تعلیمات علیا خاصة بعد الصراع الدامي للأسد ومنظومته أوائل الثمانینيات مع جماعة الإخوان المسلمین وطلیعتھا المقاتلة، والذي أوصل عقوبة الانتماء لـ”الإخوان” إلى الإعدام. ولعل الأسد، وبدراسات أمنیة، ونصحٍ من مفتیه، وجد في تیار القبیسیّات ما یمكن أن یُجرّب بالتدرج وتحت المراقبة، خصوصا أن لآنساته ومعظم مریداته من نساء متعلمات دور كبیر في التربیة والتنشئة، فكانت بدایة الانتشار والتوسع الأفقي الذي اتسع لیغدو ظاھرة، وإن بقیت مجالات حلقاتھا في بیوت ومكاتب عمل، لتغدو تلك الحركة النسویة الدینیة مضاھیةً تیارات صوفیة ذكوریة الطابع قدّم لھا الدعم على امتداد الساحة الجغرافیة السوریة من أقصاھا في الحسكة إلى البادیة والأریاف وكبریات المدن، وصولاً إلى قلب العاصمة دمشق. ولعل حافظ الأسد استفاد من تجربته التي أوصلته إلى الحكم، بتحالفه مع الطبقة الاقتصادیة الدمشقیة، مخالفاً نھج قائده صلاح جدید الذي أوغل، بعد وصول حزب البعث إلى الحكم، في تطبیق قرارات اشتراكیة الطابع، بعسف، فیما مال الأسد إلى احتواء المتنفذین الاقتصاديین في دمشق على وجه الخصوص، وبتحالف ضمني بأن یكون لھم الاقتصاد وله الحكم، وكما یفصل حنا بطاطو في كتابه “فلاحو سوریة”، لیستفید الأسد كل الاستفادة من العلاقة الدمشقیة التواشجیة بین اقتصادیّیھا ومشایخھا، فتخرُج المظاھرات المؤیدة لانقلابه ھاتفةً “طلبنا من ﷲ المدد .. بعثلنا حافظ الأسد”. ولا تخفى على المتأمل في الھتاف لمسته الصوفیة، والتي تحرّم الخروج على الحاكم التي یفتي بھا مفتیه شیخ الطریقة، كفتارو، والمحتوي تلمیذته الرائدة، الآنسة منیرة القبیسي.
لا نجد في كل ما تقدّم، وما سیلحق، من مسیرة الشیخة منیرة القبیسي، أي دلیل أو كلمة أو اتھام مباشر لتعاونھا مع السلطات، أو لأي تورّط مباشر في السیاسة، إذ بقیت، على الرغم من نشاطھا الدؤوب عبر عقود، بعیدة عن الأنظار ووسائل الإعلام. ویؤكّد محمد جمال طحان، في كتابه “داعیات وأدعیاء معاصرون” (منشورات المتوسط، ميلانو، 2015)، أن ندرةً من الذكور، وحتى المشایخ، تعرّفوا إلى تقاطیع وجھھا الأسمر وملامحھا التي تنم عن شخصیة قیادیة ذات عزم وإرادة ومنطق بلیغ یستند إلى أرضیة صلبة من حفظ القرآن الكریم ودرایة واسعة بعلوم فقھیة اكتسبتھا بالدراسة والدربة. ما یلفت النظر في الكتاب أن الباحث أشار، في معرض التعریف، إلى الحركة القبیسیة النسویة مقابلا نظیرا من حركات الإسلام السیاسي “الأخوات القبیسیات حركة إحیائیة دینیة نِسویّة، ربما ھي الأولى من نوعھا في العالم الإسلامي، فھي لا تضم في صفوفھا سوى الإناث، وذلك على خلاف معظم حركات الإسلام السیاسي التي تضم كلا الجنسین، وھي لیست مجرّد جمعیّة ولا مؤسسة نسویّة تدافع عن حقوق المرأة، ھي حركة إحیاء دیني غیر مسبوقة. ولھذه الحركة النسویّة دور إیجابي في تماسك المجتمع النسائي… خصوصاً وأن ھذه الحركة لھا موقف إیجابي جداً من العصر”. وبعد ھذه الإشارة التي تربط الحركة القبيسية بحركات الإسلام السیاسي، یعود إلى التساؤل بصریح العبارة: “… بعد أربعة عقود من انتشار الدعوة القبیسیة، ما یزال الخلاف قائماً حول: ھل تمثّل الأخوات القبیسیات. تنظیماً، أم جماعة دینیة نسویة إحیائیة فحسب؟”.
تنظیم دولي وتوظیف أمني
نما تنظیم حركة القبيسيات في السنوات العشر الأخیرة من عھد الأسد الأب وتوسّع، وزاد تعمقها العمودي في صلب الوسط النسائي لعائلات دمشق العریقة وبین نخب منھن، بل وبدأ في تمدّد خارج الحدود مع انضمام أمیرة جبریل، زوجة أحمد جبریل، الزعیم المؤسس للجبھة الشعبیة لتحرير فلسطين – القیادة العامة، فقد انتقلت، بعد فقدان ابنھا الأكبر، جھاد، من ضفة اليسار إلى حالة قریبة من التصوف، وعلى نحو أثّر حتى على التوجه المعلن للفصیل، تزامناً مع السقوط المدوي للمنظومة الاشتراكیة بزعامة الاتحاد السوفيیتي الذي كان قد تفكّك. وكان لانضمام أمیرة جبریل ونخب من سیدات المجتمع الدمشقي بنفوذ عائلاتھن، وعبر علاقات محلیة وخارج الحدود من دول الجوار وما ھو أبعد، وبحكم علاقات تزاوج ومصاھرات وعلاقات عمل تزایدت مع أسر مرموقة في دول عربیة، ومع انتشار الفضائیات وما تلاھا من ثورة معلوماتیة عبر المواقع الإلكترونیة وشبكات التواصل، كان لهذا كله أكبر الأثر في انتقال تأثیر حركة القبیسیّات من نطاقھا المحلي لتغدو، بعد مطلع الألفیة الجدیدة، وانتقال الحكم في سوریة توریثاً من الأب إلى الابن، أقرب إلى تنظیم دولي وصل إلى أوروبا والولایات المتحدة، وھو ما زاد نفوذھا الداخلي وقوتھا ودعمھا واستثماراتھا التي بلغت في دمشق وحدھا عشرات المؤسسات التعلیمیة الخاصة. وقد تعدلت قوانین التعلیم لتُفتح لھا الأبواب. ولم تمنع أقساطھا العالیة من تنافس أسر على إدخال أبنائها في هذه المؤساسات. كما لوحظ تنافس أكبر بین أقطاب زعامات التیارات الدینیة للتقرّب أكثر من الحركة القبیسیة ورائدتھا (الآنسة الكبرى) التي باتت لھا أیضاً أذرع نافذة من عشرات كبار الآنسات، صاحبات النفوذ، بحكم علاقات اجتماعیة واقتصادیة متشابكة.
وبقي التوظیف الأمني لتیار القبیسیّات مستتراً ومكتفیاً بشقّ التسییس غیر المباشر حتى اندلاع الثورة السوریة وزعزعتھا أركان حكم الأسد ومنظومته، فكشرت السلطة عن أنیابھا الدمویة لكل أذرعھا، وفي مقدمتھا المؤسسة الأمنیة، التي ما عاد یھمھا التخفي، فأطلت بفجاجة. یروي زاھر، ابن العلامة إحسان بعدراني، إن رئیس مكتب الأمن القومي، اللواء ھشام بختیار، هو الذي كان تعیین وزیر الأوقاف یتم باختیار منه، استدعى والده في العام 2012، طالباً منه تولّي الوزارة بثلاثة شروط، أولھا بالنص “إخراج القبیسیّات من أوكارھن” لیعملن في المساجد وجمیع المحافل على المؤازرة العلنیة للرئیس والجیش، وبأوامر أمنیة مباشرة واجبة التنفیذ، وھو ما قوبل برفض العلامة البعدراني. أیّاً كانت مصداقیة الروایة المتداولة، فإن ذلك ما حصل تماماً على أرض الواقع، إذ تم تطویع معظم “آنسات” حركة القبیسیات، وبدأن یظھرن في حفلات مصوّرة ومروّجة ینشدن على طاولات یعتلینھا وسط حرم المسجد الأموي الكبیر، بكل رمزیته في قلب العاصمة دمشق، ویتسابقن إلى عبارات التمجید للقائد، والتقاط الصور معه ومع وزرائه في اجتماعات تعقد خصیصاً لھن، وھو ما تمتلئ به وسائل التواصل حالیاً، وتتعمد المنظومة الأمنیة ترویجه في ھذا السیاق. لا بد من الإشارة إلى أن مؤسّسة الحركة الراحلة، منیرة القبیسي، لم یظھر لھا أي كلام مؤید أو رافض، ولا أي ذكر عبر وسائل إعلام النظام، بل اعتمد على كبار “الآنسات” النافذات في الحركة، واللواتي استجابت شریحتھن الكبرى، فیما قلة انسحبن، وحین صرن في مأمن، أدلین بشھاداتٍ عن جوانب خفیة في الحركة یضیق المجال عن ذكرھا.
وفي شھادته في “تلفزیون سوریا”، یوم رحیل الآنسة المؤسّسة، وبحكم قربه منھا، قال محمد حبش إنھا قبل اندلاع الثورة، اعتزلت الحیاة العامة، بحكم تجاوزھا الثمانین وأمراض الشیخوخة، وإنھا لم تقل أیة كلمة لمصلحة أي طرف، وھو ما یراه الرافضون لذلك الصمت أمام فظاعة الإجرام، تماھیاً مع سلطةٍ رعت تیّارھا، لتعرف كیف توظفه ومتى، عبر أذرع مؤسّستھا وآنساتھا اللواتي بتن مغرّدات في كل محافل تمجید السلطة. وقد تشابهت مراثي الراثین من علماء ومشايخ محسوبین على الثورة، ومعظمھم من أقطاب مرجعیات دینیة، وكأنما ھناك توافق بینھم، على الرغم من فجاءة الموت. وقد جاء الرفض الواسع لهذه المرثيات، في معظمه، لما تضمنته من إسراف في التمجید من غیر اكتفاء بترحم على الراحلین. وفیما ذھبت تحلیلاتٌ إلى أن للأمر علاقة بتقالید وعلاقات قربى ضمن ما غمز به من “تقالید دمشقیة ضمن السور”، وھي عبارة معروفة الأبعاد في سوریة. لكن الخشیة الأكبر والتحذیرات مضت إلى ما هو أخطر، ووصلت إلى اتھامات تیار مشیخي بأنه یرسل رسائل مبطنة عن استعداده لمصالحات تُطرح مع نظام ترفض الحاضنة الثوریة أیة طریقة لمھادنته، بعد كل ما ذاقته من فقدان ونزوح وتشرّد، فیما یستمر جدلٌ أقرب إلى السخط بشأن جمیع المؤسسات الثوریة التي فشلت في تحقیق أقلّ التطلعات، وفي مقدمتھا المؤسستان، السیاسیة والدینیة، وبتشكیك في الأداء والمرامي الخفیة، إن قبلت تنازلاتٍ تجعل كل التضحیات ھباء منثورا.
المصدر: العربي الجديد