محمد كركص
دعا الحراك الثوري الموحد في الشمال السوري ونشطاء سوريون إلى التظاهر، اليوم الجمعة، في غالبية مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي، وريف إدلب تحت مُسمى “انتفضوا لنعيد سيرتها الأولى”، وذلك لإحياء روح الثورة السورية، وتأكيد مطلب إسقاط النظام، فيما عبّر “المجلس السوري الإسلامي” و”هيئة تحرير الشام” عن رفضهما المطلق للصلح مع النظام أو التطبيع معه.
وقال الحراك الثوري، في منشورات على صفحاته بمواقع التواصل، إنّ التظاهرات المركزية سوف تنطلق من مدن وبلدات الباب، وبزاعة، وجرابلس بريف حلب الشرقي، والراعي، واخترين، ودابق، وصوران، واعزاز، ومارع، وعفرين بريف حلب الشمالي، ومدينة إدلب، وجسر الشغور، وأطمة بريف إدلب، ودارة عزة، والأتارب بريف حلب الغربي، وذلك “رفضاً للصلح أو التطبيع مع النظام أو المساومة على دماء شهداء الثورة السورية”.
من جانبه، قال “اتحاد الإعلاميين السوريين”، في بيانٍ له، تحت عنوان “لن نصالح”، إنه “مع التصريحات واللقاءات التركية الأخيرة مع شخصيات النظام المجرم، تطلب الساحات أهلها وتنادي الثورة أبناءها ليجددوا العهد ويعيدوا سيرتها الأولى (…) حتى يصل صوتنا إلى كل بعيد يعادينا وكل قريب يظن أنه ملك أمرنا بأن الله معنا لن يضيعنا”، مؤكداً أنّ “السوريين خرجوا في ثورتهم ذات ربيع في 2011 وهم يعلمون تماماً أنّ معظم القوى الدولية والإقليمية تعادي ثورتهم وآمالهم في الحرية والتحرر من قيود الاستبداد الأسدي”.
كذلك أكد “المجلس الإسلامي السوري” في بيانٍ له، ليل الخميس/ الجمعة، أنّ “الموتَ ونحن نتجرع السم أهون ألف مرة من أن نصالح عصابة الإجرام التي دمرت سورية وأبادت أهلها”، مضيفاً: “أخذنا على أنفسنا العهد ألا نكون شهود زور على مشاريع تصفية الثورة السورية، ونرى دعوات المصالحة والتطبيع مع النظام المجرم تترى على قدم وساق”.
وأشار المجلس إلى أنّ “مصالحة تلك العصابة تعني أن يموت شعبنا ذُلاً وقهراً، وتعني بيع دماء الشهداء الذين مضوا وهم ينشدون كرامة سورية وعزة أهلها”، داعياً في بيانه إلى “الثبات الكامل على مطالب الثورة السورية والتمسك بوثيقة المبادئ الخمسة التي أصدرها من قبل”، كما ثمّن “دور الدول المضيفة للشعب السوري المهاجر”، وطالبها بـ”ضمان حقوق المهاجرين، وعلى رأس تلك الحقوق العودة الطوعية الحقيقية الآمنة التي لا تكون إلا بعد زوال عصابة الإجرام”.
بدورها، عبرت “إدارة الشؤون السياسية” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، في بيانٍ لها تحت عنوان “لن نصالح”، عن “رفضها واستنكارها أن يقرر مصير هذه الثورة بعيداً عن أهلها لأجل خدمة مصالح دولة ما، أو استحقاقات سياسية تتناقض مع أهداف الثورة السورية”، مضيفةً: “نقدر المواقف النبيلة التي دعمت تركيا بها ثورتنا المباركة، وتشكر لها حسن استقبالها للسوريين إلى يومنا هذا، وتتفهم كذلك الضغوط التي تواجهها اليوم على المستوى المحلي والدولي ونتضامن معها”.
وأكدت الإدارة أنه “مع اقتراب ذكراها الثانية عشرة تواجه ثورتنا السورية المباركة تحدياً سياسياً جديداً متمثلاً بتنشيط التواصل مع النظام المجرم من قبل أبرز حلفاء الشعب السوري – الدولة التركية الكريمة”، مُشيرةً إلى أن “هذه المباحثات تأتي لأجل إحراز تقدم في ملف اللاجئين قبل الانتخابات التركية القادمة من جهة، وممارسة مزيد من الضغط على قوات “قسد”، وأبرز مكوناته حزب العمال الكردستاني من جهة أخرى”.
وذكرت الإدارة الدولة التركية بـ”ضرورة الحفاظ على قيمها ومكتسباتها الأخلاقية في نصرة المستضعفين والمظلومين”، موضحةً أن “الثورة السورية هي ثورة شعب مناضل كريم دفع لأجلها أغلى ما يملك من روحه وماله، هي أمانة الشهداء، وطريق الأحرار، وأمل اللاجئين والنازحين والأسرى خلف القضبان، هي ثورة مستمرة تتوارثها الأجيال، حتى تصل غايتها المنشودة بتحرير كامل سورية، وإقامة العدل وقيم الحرية والكرامة لكامل شعبها”.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، قد اجتمعا، يوم الأربعاء الماضي، مع وزير دفاع النظام السوري علي محمود عباس، ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، في العاصمة الروسية موسكو، لأول مرة منذ 2011، الأمر الذي اعتبره السوريون المناهضون للنظام منطلقاً لإعادة العلاقات والتطبيع مع نظام بشار الأسد.
المصدر: العربي الجديد