يعيش أهالي مخيم الركبان الحدودي منذ عام 2018 على تناقضات السياسات الدولية والإقليمية، حيث فرض النظام السوري وحلفاؤه حصارا على المخيم في صيف عام 2018 بعد السيطرة على الجنوب السوري، حيث يهدف الحصار إلى إجبار السكان على مغادرة المخيم إلى مناطق سيطرة النظام.
عملية الحصار خضعت خلال السنوات الماضية إلى تضييق وتراخ من النظام الذي سمح أحيانا بإدخال المساعدات، ومررها أحيانا أخرى بموجب رُشاً كانت تدفع لحواجزه المنتشرة على طريق دمشق بغداد، والتي تؤدي إلى المعبر الوحيد للمخيم المعروف بمعبر “جليغم”، حيث يزيد عدد نقاط النظام وحواجزه في محيط المخيم عن الـ 100.
مؤخرا ومنذ نحو شهر، أطبق النظام وبدفع من الروس الحصار بشكل كامل على المخيم ليمنع دخول الطحين بشكل خاص وأي مواد غذائية أو إنسانية أخرى إلى المخيم، وحتى الحواجز العسكرية بدأت برفض تلقي الرُشا، وهذا ما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
توقف الأفران عن العمل في الركبان
منذ نحو شهر لم تدخل مادة الطحين إلى المخيم ما أدى إلى توقف عمل الفرنين الرئيسيين اللذين يزودان قاطني المخيم بالخبز، بحسب معلومات من مصدر خاص حصل عليها موقع “تلفزيون سوريا”، وتبلغ كمية الطحين التي كانت تستخدم يوميا نحو 2,5 طن لتغطي احتياجات الأهالي.
ومع توقف الأفران عن العمل لجأ الأهالي إلى بعض البدائل المتوفرة كالأرز والبرغل واللذين في طور النفاذ أيضا، كما لجؤوا إلى بقايا الخبز الذي عادة ما كان يستخدم لإطعام الحيوانات حيث يقومون بتنظيفه من التراب والعفن واستخدامه للطعام.
المصدر أكد أن الروس يشرفون بشكل مباشر على الحصار، مشيراً إلى أن ما يقومون به يصب في المواجهة مع قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف ومنطقة الـ”55 كم”، ولكن ضحايا هذه المواجهة الباردة هم المدنيون.
وقد أظهرت مقاطع فيديو خاصة حصل عليها موقع “تلفزيون سوريا” توقف الأفران في مخيم الركبان عن العمل لعدم وجود مادة الطحين، كما أظهرت قيام الأهالي باللجوء إلى بقايا الخبز وتنظيفها لاستخدامها للطعام.
طريق واحد ومعبر واحد
طريق وحيد يشق الصحراء نحو مخيم الركبان ويتفرع عن طريق دمشق بغداد، يصل إلى معبر وحيد أيضا يفصل المخيم الذي يُحسب سكانه على المعارضة عن مناطق سيطرة النظام، وهو معبر “جليغم” حيث كانت تمر عبره المواد الغذائية والإنسانية، سواء القادمة كمساعدات من بعض المنظمات، أو المهربة عبر سائقي الشاحنات.
وتُظهر مقاطع فيديو خاصة بموقع “تلفزيون سوريا”، الطريق القادمة نحو المخيم وهي خالية من أي سيارات أو شاحنات، كما يظهر معبر جليغم المؤدي إلى الركبان في نهايتها، إضافة إلى المخيم والمعاناة التي تظهر على قاطنيه.
لا معابر أو طرق أخرى يمكن من خلالها إدخال المساعدات إلى المخيم، فالحدود مع الأردن تم إغلاقها منذ عام 2016، بعد الهجوم الذي تعرض له الأردن قرب المخيم من قبل تنظيم “داعش”، ولا يمكن بأي حال أن تكفي أي معونات يمكن أن تقدمها قوات التحالف الدولي الموجودة في قاعدة التنف.
مناشدات يوجهها أهالي مخيم الركبان والذين يبلغ عددهم نحو 10 آلاف شخص جلهم من محافظة حمص وريفها إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية للالتفات إلى الأوضاع التي يمرون بها، مطالبين برفع الحصار عنهم بشكل عاجل وإعادة إدخال المساعدات، لهم أو على الأقل أن يتم تهريب المواد الغذائية والإنسانية كما كان في السابق، فالنقص لم يعد يقتصر على الطحين إنما في كل النواحي وخاصة الصحية والتي يمكن أن يؤدي استمرار نقصها إلى انتشار الأمراض والأوبئة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا