يُعقد اجتماع لوزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وسورية وإيران، الثلاثاء 25 نيسان/ أبريل في موسكو، بعد لقاء سابق لهم في نفس البلد في ديسمبر الماضي، نوقشت خلاله سبل حل الأزمة السورية.
وكانت مشاورات لنواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، قد عُقدت في الرابع من أبريل الجاري، بالعاصمة الروسية موسكو، تمهيداً للاجتماع الرباعي على مستوى وزراء خارجية الدول الأربع، في إطار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وتطلب دمشق ضمانات بشأن التزام تركي واضح بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية ووقف دعم المجموعات المسلحة على اختلاف تسمياتها.
وازدادت موجة التطبيع مع دمشق خلال الأشهر الأخيرة وتنبئ الأوضاع بقبولٍ إقليمي بعودة النظام إلى الجامعة العربية، برغم تمسك المعارضة في الداخل والخارج بضرورة تنفيذ القرارات الدولية وأبرزها القرار 2254.
وقال أحمد مظهر سعدو، المعارض السوري، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ الحكومة التركية في سباق مع الزمن قبل الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية التي باتت على الأبواب في 14 أيار/ مايو 2023 حيث يريد حزب العدالة والتنمية الحاكم أن يحدث اختراقا إيجابيا عبر التوصل إلى تفاهمات بين تركيا والنظام السوري تفضي إلى إعطاء دفعة إيجابية كبرى تساير المزاج الشعبي التركي الذي يرى في أن حل المشاكل مع النظام السوري بات أولوية بالنسبة له لأنه سيؤدي بالضرورة إلى عودة اللاجئين السوريين .
وتابع: المعارضة التركية المتحمسة للانتخابات تحاول وضع أدواتها ومزايداتها على حساب السوريين ومن ثم إقصاء حزب العدالة والتنمية عبر صندوق الانتخاب .
وأكد أن أهل الحكم في تركيا الآن يدركون أن التسابق إلى موسكو ومحاولة الوصول إلى تفاهمات معلنة مع النظام السوري سوف يترك آثاره الإيجابية بالضرورة على مجمل العملية الانتخابية ونتائج التصويت لصالحهم، وإذا كان دخول الإيرانيين على خط طاولة التفاوض مع النظام السوري قد عقّد المشكلة وأدى فيما أدى إلى مزيد من التعثر والتأجيل لاجتماعات السياسيين ومنهم وزراء الخارجية أو الرئاسيات، فإن احتمالات التوصل إلى تفاهم على الطريق الأمني والعسكري بين وزراء الدفاع قد تكون الأقرب والأسهل إلى صياغات أمنية جديدة من الممكن أن تكون بمثابة تعديل وتحديث وتطوير لاتفاقية أضنة التي سبق أن وقعها النظام السوري مع الحكومة التركية في تسعينيات القرن الماضي والتي لم تعد بحدودها وحيثياتها كافية لتكون ملبية لاحتياجات المرحلة وقضاياها الأمنية الخادمة للأمن القومي التركي في مواجهة تنظيم “بي. كا. كا”.
وقال محدثنا إنّ الإعلان عن اجتماع الثلاثاء العسكري في موسكو يعني بالضرورة أن هناك ماتم التوافق عليه أمنيا وعسكريا في الخفاء وهو يأتي في سياق المضي في حملات التطبيع مع النظام السوري والهرولة العربية نحوه قبل مؤتمر القمة العربي القادم في الرياض.
وأردف:أما عن مصير المعارضة السورية في ظل الترتيبات المزمعة بين تركيا والنظام السوري وكذلك بين النظام الرسمي العربي ونظام دمشق فإن المعارضة السورية خارج اللعبة تماما ولا قدرة لها ولا أوراق لديها على تشغيلها في مسارات هي خارجها ولم يستشرها أحد بشأنها، كما أن ولوج النظام السوري في مسارات الحل السياسي ليس جديا وهو من الأسباب التي جعلت بعض الأطراف تعارض عودته إلى جامعة الدول العربية برغم التسابق العربي فرادى على التصالح معه وإعادة العلاقات الدبلوماسية”..
من جانبه قال الصحفي مؤيد اسكيف، في حديث مع المرصد السوري، إن بعض الأطراف تعتبر أن التطبيع حاليا مدان بين النظام السوري وعدد من الدول العربية من جهة وتركيا من جهة أخرى، إلا أنه أقرّ بوجود دوافع عديدة للدول العربية تفرض عليها إنهاء المأساة في سورية ودعم الاستقرار استعدادا لاستحقاقات جديدة بالمنطقة، وهناك صوت يقول لايمكن الشروع بعيدا في تطبيع عربي واسع مع “إسرائيل” في الوقت الذي تكون فيه سورية معزولة عربيا ومطرودة من أهم مؤسسة عربية وهي الجامعة العربية.
ولمواجهة هذا الاستحقاق وغيره وجدت المساعي لكسر عزلة سورية العربية مقابل شروط، قائلا:نتمنى أن يصب هذا التطبيع إن تم في مصلحة انتزاع حقوق الشعب السوري كعودة اللاجئين الآمنة، والإفراج عن المعتقلين وغيرها من المكاسب المشروعة التي تصب في صالح الشعب”.
وأضاف محدثنا: لاشك في أن هناك خشية من أن تكون عودة الأسد إلى مقعد الجامعة العربية هدية مجانية دون مقابل، وفق المعطيات الحالية وفي ظل غياب الحدود الدنيا من العدالة إلى جانب أن الاستقرار الشامل مازال بعيدا، خصوصا أن المعارضة السورية مفككة وهشة بحيث لا تشجع على أن تكون بديلا محتملا، ولايمكن الاعتماد عليها، ولذلك فإن حضورها وخصوصا تأثيرها سيظل محدودا وهامشيا.
أما بخصوص الاجتماع الرباعي في موسكو بين تركيا وروسيا وايران وسورية ، فيعتقد الصحفي السوري أنّه يهدف إلى تذليل العقبات وحل النقاط الخلافية بين هذه القوى في حماية مصالح كل طرف في ضوء تطور العلاقة إيجابيا مع بشار وهذا المسار يفرض استحقاقات كبرى لإنهاء عقد وعامين من الدم المسفوك.
وأشار إلى أنّ هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة اجتماعات تمهد للقاء بين الأسد وإردوغان.
وفي ردّه على سؤال المرصد السوري حول” مصير المعارضة في ظل الترتيبات الإقليمية الحالية”، أجاب قائلا: تستمد بعض مؤسسات المعارضة قوتها من دعم عربي وإقليمي ودولي، وتطبيع هذه الدول مع النظام السوري يعني المزيد من العزلة والتهميش للمعارضة ومؤسساتها ” مثل هيئة التفاوض.”. أو ما تبقى منها”.
المصدر: المرصد السوري لحقوق الانسان