سلّطت تقارير غربية الضوء على خطوة أمريكية عسكرية وأمنية في وقت واحد، تتمثل بنشر القوات الأمريكية “طائرة الشبح F22” في قواعدها في سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات الكثير من المراقبين عن السبب وراء ذلك.
وأفاد موقع nationalinterest بحسب ما ترجمت منصة SY24، أن القوات الجوية الأمريكية نشرت الجيل الخامس من طائرات F22 في سوريا، لردع ما وصفته القيادة المركزية الأمريكية بأنه “سلوك غير آمن وغير مهني بشكل متزايد من قبل الطائرات الروسية في المنطقة”.
ولفت التقرير إلى أن F-22 لها عملها في سوريا، سواء في ردع الجيش الروسي أو مساعدة المهمة العسكرية الأمريكية الأوسع، لافتاً إلى أنه من الواضح أن روسيا قد توقفت عن الالتزام باتفاقيات عدم التضارب المتفق عليها في الأجواء السورية المزدحمة، وأن الطائرات الروسية تضايق الأفراد الأمريكيين بوتيرة متزايدة.
وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لمنصة SY24، إنه “يبدو أن هناك إعادة تأكيد وتفعيل أكبر للدور الأميركي في المنطقة ومنها بالضرورة أوضاع سورية، فبعد أن نمى إلى أسماعنا كثيرا التفكير الأميركي بالانسحاب كلية من الجغرافيا السورية، عادت الولايات المتحدة لتعيد تمتين وجو دها، ومن ثم دعم ذلك بالطيران والأسلحة الحديثة الأخرى”.
وأضاف أن هذا يعود بالضرورة لعدة أسباب منها بكل تأكيد إعادة تموضع وإثبات وجود، وكذلك حرب باردة مع الروس الذين يخوضون حربا كبيرة ضد ليس الأوكران فحسب بل ضد الغرب قاطبة وحلف الناتو، وهم يزدادون غرقا في الوحل الأوكراني كما تزداد حالات استنفار أميركي وغربي في مواجهتهم ليس في أوكرانيا بل في كل المنطقة.
وتابع أن هناك سبب آخر لتأكيد وتدعيم الوجود الأميركي، وهو ما أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي بلينكين في السعودية مؤخرا، من أنهم بصدد إعادة تفعيل التحالف الدولي ضد داعش بعد أن لاحظوا التمدد الداعشي وازدياد النشاط الإرهابي في سورية عبر داعش وتوابعها.
وزاد موضحاً، علاوة على وجود سبب آخر يدعو أميركا لدعم وجودها في سورية، وهو مواجهة خطر المليشيات الإيرانية وتوابعها ومحاولاتها الهجوم على القواعد الأميركية في سورية.
وختم قائلاً “كل ذلك وسواه يجعل من الطيران والدعم العسكري الأميركي في سورية ضرورة ملحة، وقد يكون هناك تصعيد أكبر في الأيام القادمة”.
وبالعودة إلى التقارير الغربية، والتي ترى أنه لطالما كانت الولايات المتحدة قلقة بشأن المضايقات الروسية للقوات الأمريكية، لكنها لاحظت مؤخرًا ارتفاعًا كبيرًا في العدوان الجوي الروسي في سوريا، كما أنه على الأرض أيضًا، يواجه الجنود الأمريكيون مجموعة متنوعة من التهديدات من القوات الروسية، التي قامت بمضايقات جسدية وتهدد الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد.
ولم تغفل التقارير الغربية وجود تنظيم داعش والخطر الذي يسببه للقوات المسيطرة على الأرض في سوريا، معتبرا أن حكومة الولايات المتحدة تشير باستمرار إلى التهديدات التي تشكلها فلول داعش عندما تبرر الوجود الأمريكي في سوريا.
ورأى التقرير أنه مما لا شك فيه حتى بعد خسارة داعش أراضيها في العراق وسوريا، لا تزال مرونة مجموعاتها تشكل تحديًا معقدًا للتحالف الدولي، والذي نفذ 313 عملية مناهضة لداعش في عام 2022، ومع ذلك، تواجه الولايات المتحدة المزيد وتهديدات أشد خطورة من روسيا وإيران وقوات النظام السوري من تنظيم داعش نفسه الذي فقد قدرته الهائلة على تنفيذ عمليات هجومية منسقة في الشرق الأوسط أو في الخارج.
وفي نيسان/أبريل الماضي، أفاد مسؤولون أمريكيون أن المُقاتلات والمسيّرات الروسية تتحرش بوتيرة متزايدة بنظيرتها الأميركية في أجواء سوريا، في حين حذّر مراقبون من تفجّر الأوضاع بين الطرفين على الأرض السورية.
وأشاروا إلى أن عدد الحوادث بين القوات الجوية الروسية والقوات الجوية الأميركية في سوريا، ارتفعت مؤخراً، مما يزيد من مخاطر سوء التقدير والاصطدام.
المصدر: sy24