عبد الله البشير
أفادت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” بأنّ 3076 فلسطينياً في سجون
النظام السوري مخفيّون قسرياً، بحسب ما خلص إليه فريق الرصد والتوثيق فيها،
علماً بأنّ من بين هؤلاء المخفيّين أطباءً ونساءً وكباراً في السن وناشطين حقوقيين
وصحافيين وأطباء وممرّضين وعاملين في الشأن الإنساني.
وقد أكّدت المجموعة، في تقرير صادر عنها أمس الأحد، ما سبق أن نشرته بمناسبة
يوم الأسير الفلسطيني في 17 إبريل/ نيسان 2023، وهو أنّ المعتقلين الفلسطينيين
يتعرّضون لكلّ أنواع التعذيب في الأفرع الأمنية السورية ومراكز الاحتجاز السرية
والعلنية، وذلك اعتماداً على شهادات لمعتقلين فلسطينيين مفرج عنهم أفادوا بأنّهم
يفتقرون إلى “أدنى أشكال الرعاية الصحية”، وسط “ظروف إنسانية صعبة جداً
قضى خلالها المئات من المعتقلين”. وقد وثّقت المجموعة كذلك مقتل 643 تحت
التعذيب في سجون الأجهزة الأمنية السورية.
ويوضح مسؤول الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” فايز أبو
عيد لـ”العربي الجديد” أنّ “في السجون والمعتقلات السورية آلاف السوريين
والفلسطينيين من الأسرى المنسيّين والمغيّبين الذين يطاولهم المرض والجوع
والعذاب ويتهدّدهم الموت البطيء في كلّ لحظة، بسبب سياسة الإهمال المتعمّد،
وكذلك سياسة التعتيم الإعلامي”.
ويضيف أنّ “استمرار اعتقال الفلسطينيين في السجون والمعتقلات السورية يُعَدّ
جريمة حرب ويتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، إذ إنّ عمليات
اعتقالهم واحتجازهم هي قرارات سياسية بالدرجة الأولى؛ قرارات جائرة وغير
قانونية”.
ويتابع “لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العدد الحقيقي للمعتقلين وضحايا التعذيب أكبر من
الموثَّق، وذلك بسبب تكتّم السلطات السورية عن أسماء ومعلومات المعتقلين لديه،
بالإضافة إلى تخوّف ذوي الضحايا من الإعلان عن وفاة أبنائهم تحت التعذيب
خشية ملاحقة أجهزة الأمن والاستخبارات السورية”.
وعند سؤاله عن الجهات الفلسطينية التي تعمل على متابعة المخفيّين قسرياً في
سجون النظام السوري، يجيب أبو عيد: “للأسف الشديد لا توجد جهة رسمية
فلسطينية، سواء من السلطة أو الفصائل الفلسطينية، تطالب بالإفراج عن هؤلاء،
على الرغم من وجود معتقلين فلسطينيين محسوبين على الفصائل المؤيدة للنظام
السوري”. ويكمل: “نحن، في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أودعنا في
السنوات الماضية أكثر من 20 وثيقة لدى مجلس حقوق الإنسان، وقد اعتُمدت من
ضمن وثائقه الرسمية، حول ملف اللاجئين الفلسطينيين ومعاناة المعتقلين في
السجون السورية. كذلك أطلقنا نداءات متكرّرة للمطالبة بالكشف عن مصير
المعتقلين، إلا أنّ أيّاً منها لم يلقَ رداً أو إجابة من قبل النظام السوري”.
وفي هذا الإطار، يقول الإعلامي الفلسطيني عدنان أحمد لـ”العربي الجديد” إنّ
“مصير المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام مرتبط بمصير جميع المعتقلين، ولا
يمكن التفريق بين القضيّتَين. لكنّ الأمر في حاجة إلى جهود وضغط كذلك من
الجهات الفلسطينية والدولية، وهذا ملفّ مهمل من هذه الجهة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفلسطيني فادي عمر عزيري قُتل تحت التعذيب في سجون
النظام السوري، بحسب ما أكده أحد المفرّج عنهم في شهر مايو/ أيار 2022.
وأضاف أنّ “عزيري من أبناء منطقة جديدة عرطوز في ريف دمشق، ويعمل في
تصليح عجلات السيارات والدرّاجات (كومجي)، وقد قضى تحت التعذيب في سجن
صيدنايا العسكري التابع للنظام السوري في ريف دمشق”، بحسب ما بيّنت
“مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية”.
المصدر: العربي الجديد