• من نحن
  • اتصل بنا
الأحد, يونيو 1, 2025
  • Login
مصير
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض
No Result
View All Result
مصير
No Result
View All Result
Home أدب وثقافة

حكاية مخيم

2023/10/03
in أدب وثقافة, وفيق نعيمي
Reading Time: 1 mins read
حكاية مخيم
0
SHARES
20
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

وفيق النعيمي

ما زال عقله الباطن يستحضر قول محمود درويش في إحدى قصائده (يا حب أنت حظ المساكين) حين كان يغسل وجهه المكفهّر الصّامت مرات ومرات بالماء البارد والصّابون علّ الماء يقدر على ردم الأخاديد والحفر التي ظهرت على محياه مؤخّرا وعلى إخفاء آثار عبوسه الذي لازمه  منذ مدّة , وكان لسان حاله يقول(يا مخيم أنت ملاذ الفلسطينيين).

 وقتها كان يتحضّر للذّهاب إلى المخيم الذي ولد وعاش فيه لخمسين سنة خلت ولم يره مذ نزح عنه أي منذ  شهرين تقريبا.

يُتم ارتداء ملابسه خلسةً , فيما أفراد أسرته ما زالوا يغطّون في نوم عميق موزعين على غرف المنزل المتواضع الذي استأجره بعد جهد في الآونة الأخيرة في أحد أحياء الريف الدمشقي.

 يخرج مهرولا إلى الشارع الخالي إلاّ من بعض المارّة والكثير من السكون الذي يخيم على المكان ويرمي بثقله الكثيف عليه , ما يزيد من عبء هواجسه ومشاعره المختلطة التي تتنازعه وترين على صدره من فرح وحزن وخوف ورهبة من لقاء المخيم.

 يستقل أوّل سيارة أجرة يصادفها لتقلّه إلى المدخل الجنوبي لمخيم اليرموك من جهة حي الزاهرة الدمشقي,هذا الحي الّذي ما زالت حدائقه ومساجده ومدارسه وحتى ساحاته العامة تعجّ بالنازحين الذين أخرجوا من بيوتهم عنوة وغادروها قسرا ليتشظوا في أماكن عدّة من الأحياء الدمشقية الغارقة بظلالها الكئيبة ودموع الياسمين , وكأنّ موجة من الصّقيع قد اجتاحتهم واقتلعتهم من حضنهم الدافئ فتراهم وكأنّهم أسراب حمام بلّلها المطر حتّى العظام.

بلا جدوى حاول السيطرة على مشاعره كلّما اقترب من المخيم وأحس بقرب اللقاء, تسمر في مكانه عند وصوله إلى الشارع الذي يفضي إلى المخيم وسيطر عليه شعور بالخذلان وخيبة الأمل حين فوجئ بالطوابير والحشود التي اصطفت أمام الحاجز الأمني الذي أقيم على مدخله والتي كان جلّها ممّن رفضوا الرحيل وآلوا على أنفسهم البقاء وهم عائدون من رحلة شرائهم الشاقة لحاجاتهم اليومية إضافة إلى جموع الزائرين الذين أتوا بهدف الإقامة الدائمة أو المؤقتة علّها تخفف عنهم وطأة النزوح ومعاناته.

لشراء حاجاته المتواضعة يتجه مباشرة إلى السوق الذي أقيم على عجل عند مدخل المخيم, يكتفي بشراء ربطة واحدة من الخبز وخمس عشرة بيضة والقليل من الخضار وعلبتي سجائر وكيلوغرام واحد من السكر.

ثم يتجه نحو الطابور ليقف بدوره ممسكا بحقيبته التي وضع فيها أشياءه التي اشتراها للتو , كانت جموع الناس ما زالت تتقاطر وتتجمع محملة بحاجياتها الأساسية وكأنها قطرات مطر تهطل رويداً رويداً من عيون تركت ألوانها وبريقها في مخيم ولدوا وعاشوا فيه كوطن.

بعد ساعتين أو أكثر بقليل يصل إلى الحاجز وما عادت تفصله عن مقصده سوى بضع خطوات.

يفتّشه رجل الأمن بوجهه الصارم ويدقّق مليا ببطاقته الشخصية ثم يسمح له بالدخول إلى المخيم.

بالتزامن مع خطوته الأولى , يرن هاتفه الجوال ( يهمس بصوت مسموع بعد إدراكه للخطأ الذي ارتكبه : آسف, علها زوجتي تريد التأكد من وصولي والاطمئنان علي) يوقفه رجل الأمن , يرمقه بنظرة غاضبة ,يصرخ بوجهه قائلا : أعطني هويتك وهاتفك وقف جانبا , ألا تعلم أنه ممنوع استعمال الجوال على الحواجز,يرتبك,يرد بصوت خفيض : أنا لم أستعمله ولم أرد عليه حتى , ثم يتنحى ليقف جانبا وحيدا مع هواجسه التي سيطرت عليه في تلك اللحظة الأبدية المشؤومة.

بعد ساعة أو أكثر بقليل ولسبب لم يدركه يقرر رجل الأمن بأن عقوبته قد انتهت، يعيد له بطاقته الشخصية والجوال معلنا بصوته الغاضب للجميع بوجوب إغلاق هواتفهم النقالة وإلا…. .

يسترد بطاقته الشخصية وهاتفه وقلبه الذي فر من صدره لينطلق بسرعة عبد إفريقي هارب من صياده نحو مدخل المخيم خوفا من تراجع رجل الأمن عن قراره بالصفح عنه.

ما زالت عينيه مغشتان وقلبه يرتجف حين احتضنه المخيم ببيوته المدمرة وبأكوام النفايات التي ملأت شوارعه وأزقته.

يجلس إلى جانب الطريق لبعض الوقت علّه يسترد أنفاسه ويسترجع بعض رباطة جأش كان قد فقدها عند الحاجز حين أوقفه رجل الأمن ،وكأنه كان يقف بين يدي الله وقد حمل على كاهله خطايا وذنوب البشر جميعا.

بعد محاولات عديدة ينجح باستعادة صفاء ذهنه ،يقف على قدميه ،يمشي بخطى متثاقلة متنقلا بين شوارع المخيم وحاراته شبه الخاوية ،متجها نحو منزله الذي عزم الذهاب إليه وما عادت تفصله عنه سوى أمتار قليلة , يعدل فجأة عن فكرة الدخول إلى المنزل ويقرر قضاء الساعات القليلة المتبقية من النهار في رؤية بعض الأصحاب والأقارب الذين خلفهم وراءه بهدف الاطمئنان عليهم وتسقط أخبار المخيم منهم.

عند المغيب يصر على الخروج وحيدا دون صحبة , يمشي في شوارع المخيم وأزقته في رحلة عناق ومناجاة وبوح وكأنه تحوّل إلى عاشقٍ صوفيٍ في لحظة عشقٍ وإشراقٍ وتوحدٍ حين تجلّى له وجه الخالق الباري (أليس البوح لازمة العاشقين ؟ )

فجأةً يمتلئ المكان من حوله بالهمس والنجوى….يصيخ السمع ليتناهى إلى أذنه صوت حواريات ومناجاة بين المباني والشوارع..بين الحواري والمآذن, يحاول لملمة شعث انتباهاته واستجماع رباطة ذهنه ،ليأتيه صوتٌ كأنه صوت الله ,يصرخ بحرقة هاتفا: ( أن أنا المخيم…ألم الفقد يذبحني …عودوا…فأعود بعودتكم…عودوا لتنعموا ببعض من سعادة , فتقر عيني وتهنأ نفسي بمسكنتكم ).

يدور حول ذاته باسطا ذراعيه إلى أقصاهما في رقصة مولوية تزيد من نشوته وعشقه ليقع بعدها مغشيا عليه.

دون أن يدري كم من الوقت أمضى ، يوقظه أول شعاع ضوء للصباح , يصحو ليجد نفسه وسط فوضى المكان , يمسح قطرات عرق عن جبينه المتفصد , ينفض عنه ما علق به من غبار ليلته ،يقرر الرحيل تاركاً وراءه قلبه وبعضٍ من شباب يعانقون مخيمهم , يرفضون الفكاك عنه, علّهم يعيدون إليه بعضاً من نبض حياة , فيما المخيم شامخٌ يرمقه ب.عيون نسرٍ تعوّد قمم الجبال…يهتف…يصرخ… يلهث…يصعد…يهبط…يحرض…يعبّئ…يئن…يبكي…ثم يعود ليهمس ويسكت…ويسكت الكلام.

2
ShareTweetShare
Previous Post

كاريكاتير

Next Post

مؤتمر وطني سوري في السويداء

مقالات ذات صلة

“عيون الغرقى” والخلاص من الأحزان المتراكمة

by maseer
فبراير 24, 2025
0
“عيون الغرقى” والخلاص من الأحزان المتراكمة

يسمة النسور يعود بنا الشاعر الأردني حسين جلعاد، في مجموعته القصصية الأولى "عيون الغرقى" (المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2023)،...

Read more

 سلاماً أيها البلدُ 

by maseer
ديسمبر 29, 2024
0
 سلاماً أيها البلدُ 

 د- حسين عتوم سلاماً أيها البلدُ ..  سلمْتِ و يسلمُ المَدَدُ   و تسلم أمّةٌ شهدتْ  بأنك فخر ما شهدوا ...

Read more
Next Post
مؤتمر وطني سوري في السويداء

مؤتمر وطني سوري في السويداء

ابحث …

No Result
View All Result

الأكثر قراءة

الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج
أبحاث ودراسات

الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج

by maseer
ديسمبر 12, 2020
0

د. طلال مصطفى مقدمة منهجية يُقدر عدد أفراد الطائفة الإسماعيلية في العالم بنحو 12 مليوناً، ويقيمون في كل من الهند،...

Read more
القامشلي مدينة السلام بين المسيحية والإسلام

القامشلي مدينة السلام بين المسيحية والإسلام

أبريل 11, 2021
قصة المثل الشعبي الحلبي من كيس خرو ولاعاش كل بخيل

قصة المثل الشعبي الحلبي من كيس خرو ولاعاش كل بخيل

أبريل 10, 2022
رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 – 3) 

رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 – 3) 

يناير 18, 2025
العميد غسان بلال رهن الإقامة الجبرية؟

العميد غسان بلال رهن الإقامة الجبرية؟

مايو 22, 2019
مصير

"مصير" موقع الكتروني، يواكب قضايا التحرر والتغيير في الواقع العربي، وتوفير منبر مفتوح تتنوع فيه الأفكار والأقلام وأشكال التعبير المختلفة، ضمن معايير موضوعية ومهنية. ويسعى إلى إطلاق ديناميات التفكير الحر، بما يسهم في انتاج ثقافة سياسية ومجتمعية فاعلة، كما يركز على وقائع وتحولات الثورات العربية، وعلى جدليات التحرر بين الثورة السورية، وقضايا التحرر من قوى الطغيان والاحتلال، وليس للموقع أو عليه من رقيب، سوى صوت المعرفة والحق والضمير، ومراعاة القيم الأدبية في احترام حق التعدد والاختلاف. كما أن المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

تابعنا على

الأكثر مشاهدة

  • الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج

    الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • القامشلي مدينة السلام بين المسيحية والإسلام

    0 shares
    Share 0 Tweet 0

كاريكاتير

كاريكاتير
كاريكاتير

كاريكاتير

by maseer
فبراير 28, 2025
0

Read more
  • من نحن
  • اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لمصير © 2018

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض

جميع الحقوق محفوظة لمصير © 2018

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist