حسان عزت
ليس للرحمة ولا للحداد من لايقرأ المكتوب ليرحنا من تعاطفه.
جرائم موت للمساءلة والمحاسبة
والانكشاف
اكثر من موت عادي وعابر
اكثر من جريمة قتل مبيتة
لكاتب كاشف ومقال
موت خالد خليفة.. موت حاتم علي
موتنا المتجدد مع كل شاب وشابة ماتا غيلة وفي دغشة ليل طويل وقاتل
خالد.. حاتم..
المحمولان على موت خاطف وفاجع.. لماذا.. وهل تكفي الرحمات والأسف والحزن المسلم الرخيص؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مات خالد وحده هكذا باحتشاء عضلة القلب أم عُبْئَ روحُه بالديناميت
الموقوت ومات…..؟؟؟؟!!!!
أم حشرَ قلبُه وروحُه بالديناميت والغازِ المسمومِ القاتلِ وتركوه ينفجرُ وحدَه
أو ماتَ مبتهجاً انتحاراً بالشراب من كثرة البهجة والسرور..
ولم يَعرف بموته أحدٌ إلّا بعد ثلاثةِ أيام حسوماً…
ومات حاتم بخطفة غيبوبة في قاهرة المعزْ.. وإيه فارق الحياة
قبل بلوغ المشفى.. وكان حرا وحيا ومعافى.. وكيف..
لا كيف مع قتلة الحياة والوجود
والشباب والمستقبل
والقتلةُ من أخذوا البلادَ غنيمةً ورهينةً يسمّمون حتّى الهواء.
ومن صادروا البلدَ وهواءَه وماءَه وكهرباءَه يقتلون شبابَه حتى في الشتات والمنافي..أو هربا من كل ذلك بتناول الشرابِ وإدمانِه حتى الموت
وكلّه قتلٌ وقطعُ لأسباب النجاةِ والأمل..
وأسأل : هل يوجد لدى أحدٍ أو أي جهةِ إحصاء موثوقٌ عن عددِ الشباب السوري الذين يموتونَ يالسكتةِ أو الفجأة، أو توقّفِ الجسدِ عن العمل.. أو الحسرةِ.. أو الادمانِ والشرابِ أو الانتحارِ.. أو بسببِ صليبِ الآلامِ والهمومِ الذي لاتتحمله الثيران
ابداً وأبداً لا أعتقد أنّ موت شبابنا عابرٌ أو عاديّاً و طبيعيّاً أو أنّه أمرُ الله عليهم، وشاءَ أن يميتهم شباباً قبلَ اكتمالِ أعمارهمْ ودوراتِ حياتِهم الطبيعيةِ..
وسيظل السؤال مشرعاَ حتى يوضعَ حدّ للقاتل والمغتصبِ الناهبِ والجاني وعصاباته الضافرة بالموت والقتل .. والذي مازال يسرح ويمرحُ، ويفسدُ هواءَ العالم شرقاً وغرباً، ويشكّلُ مصدرَ خطرٍ داهمٍ على الخلقِ والمنطقةِ والبلدانِ، وهو أبو الدّاء كله، ولو أنكرَ المنكرون..
وستبقى اسئلتُنا بلا جواب طالما المتسلّطُ القاتلُ يهيمنُ على البلد والأرواح.. ويكتبُ تقاريرَ القتل بالتعذيب على أنها سكتةٌ قلبية، او انفجارُ دماغٍ، او موتٌ بلاسبب!!!
“وقالوا أتبكي كلّ قبرٍ رأيتَه
لقبر ثَوى بين النّوى والشدائدَ”
فقلت لهم إنّ الأسى يبعثُ الأسى
دعوني فهذا قبرُ حواء تالِدي
وما موتُ الفتى الموفور إلّا مضيّعا
فكيفَ وأنتم تلطموا موتَ خَالدِ
المصدر: صفحة حسان عزت