هبة محمد
لليوم السادس على التوالي، تواصل قوات النظام السوري حملة القصف المكثف بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر على المنطقة الخارجة عن سيطرتها في ريفي إدلب وحلب، ما أدى إلى مقتل أكثر من 46 مدنياً على الأقل فضلاً عن عشرات الجرحى، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا والتسبب بموجة نزوح هي الأكبر من نوعها منذ سنوات، وهو ما يهدد بالقضاء على التهدئة والتفاهمات الروسية – التركية المنجزة عام 2020 لخفض التصعيد في منطقة إدلب، ويرسم ملامح محطة جديدة في الميدان وتثميرها سياسياً.
واستهدفت قوات النظام السوري، أمس الإثنين، بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً. وحسب الدفاع المدني السوري، فإن ثلاثة مدنيين – من بينهم طفل – أُصيبوا جراء القصف الذي طال عدداً من مدن وبلدات مدينة إدلب وريف حلب.
وخلال الأيام الماضية استهدفت قوات النظامين السوري والروسي أكثر من 198 مرة نحو 60 مدينة وقرية، كما ساهمت الطائرات الحربية بأكثر من 35 غارة جوية خلال فترة التصعيد الحالية.
ندى الراشد، عضو مجلس إدارة منظمة الخوذ البيضاء، قالت في تصريح لـ”القدس العربي” إن استمرار تصعيد قوات النظامين السوري والروسي، وقصف المدنيين في منازلهم واستهدافهم المرافق الحيوية والطبية والتعليمية ومخيمات المهجرين، ومراكز الدفاع المدني السوري، واستخدام أسلحة تحوي مواد حارقة يهدد بكارثة إنسانية، سوف يتسبب بلا شك بموجات نزوح ضخمة قادمة من العديد من مناطق إدلب وحلب.
وصعّدت قوات النظام بشكل خطير وممنهج، الأحد، قصفها الصاروخي على مدينة إدلب وريفها وأرياف حلب الغربية، مستهدفة المرافق العامة والمشافي والمدارس والأفران والأسواق ومخيماً للمهجرين، ومراكز للدفاع المدني السوري. وانتهت حصيلة ضحايا يوم الأحد بمقتل 6 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، وإصابة 33 مدنياً بينهم 13 طفلاً أحدهم رضيع و6 نساء.
محمد حلاق، متطوع لدى فرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري، قال: “ما اكتفى نظام الأسد بقتل المدنيين وتدمير منازلهم، بل استخدم صواريخ تحمل ذخائر حارقة محرمة دولياً بقصف الأحياء السكنية. وخلف القصف موجة نزوح هي الأكبر منذ سنوات للمدنيين من كافة المناطق التي تتعرض للهجمات إلى المجهول، مع بقاء الكثير من العائلات رازحة تحت القصف لا تملك أماكن تؤويها، ويتجاوز العدد الأولي لإحصاء النازحين من قبل الفرق الميدانية حتى الآن 78,709 نازحين من مختلف المناطق، في ظل كارثة إنسانية كبيرة مع استمرار حرب النظام وروسيا لأكثر من 12 عاماً، وبعد الزلزال المدمر”.
وحذر الباحث السياسي لدى “مركز عمران” للدراسات الاستراتيجية أيمن الدسوقي، في حديث مع “القدس العربي” من أن يقوّض التصعيد المستمر التفاهمات الروسية – التركية المنجزة عام 2020 لخفض التصعيد في منطقة إدلب.
واعتبر المتحدث أن التفاهمات الروسية – التركية تترنح كما هو الحال في كل تصعيد، وما يتطلبه ذلك من تطويرها وحل إشكالياتها الكامنة، لكن لا يعني ذلك انهيارها كلياً في المدى القريب. وذهب الدسوقي إلى أن النظام السوري استغل حادثة الكلية الحربية لشن عمليات انتقامية مكثفة ضد مناطق عدة في إدلب.
وأحصت منظمة “منسقو استجابة سوريا” الأضرار التي لحقت بإدلب ومحيطها خلال الأسبوع الأخير من التصعيد، وقالت إن الهجمات المستمرة على المنطقة تسببت بتوقف العملية التعليمية وحرمان أكثر من 400 ألف طالب من التعليم، كما توقفت المشافي والنقاط الطبية عن العمل للحالات العامة مسببة حرمان أكثر من مليوني مدني من الخدمات الطبية.
وقالت في بيان، الإثنين، إن قوات النظام السوري شنت بالتعاون مع حلفائها حملة قصف عنيفة طالت عشرات المدن والبلدات في شمال غرب سوريا، حيث استهدفت الأحياء السكنية والأراضي الزراعية وعشرات المنشآت الخدمية في المنطقة، مسببة سقوط عشرات الضحايا والإصابات بين المدنيين، ودماراً واسعاً في الأحياء السكنية والمنشآت الموجودة في المنطقة.
المصدر: «القدس العربي»