قبل حوالي خمس سنوات بالتحديد في عام ٢٠١٣ ضجت وسائل الاعلام العربية والدولية بتصريحات القيادية في الجبهة الشعبية ليلى خالد بشأن مخيمات سورية وحسب وكالات الاعلام فقد صرحت ليلى خالد بأن مخيم اليرموك محتل من قبل الافغان وعناصر تنظيم القاعدة من اجل انهاء المخيمات وانهاء حق العودة وحسب تصريح خالد فان ذلك يصب في مصلحة العدو الاسرائيلي .
وسواء اتفقنا مع ليلى خالد او اختلفنا فان داعش بالفعل دخلت الى المخيم بعد سنتين من تصريحات ليلى خالد وكان المخيم بأكمله يرزح تحت نار القصف ومقصلة الحصار والتجويع الذي فتك بالمئات من ابنائه وحصد ارواح اطفال ومسنين ونساء فمن نجا من القصف كان الموت جوعا بانتظاره وكأنها سلسلة تكاملت حلقاتها لتنتهي بالقفل المركزي المتمثل بدخول داعش الى المخيم والذي تم حسب كثير من شهود العيان بين ليلة وضحاها واغلب الروايات تتمايز بين مقولتين إحداها تقول ان داعش دخلت عبر ممرات وحواجز النظام سرا والرواية الاخرى تقول انه تم الدخول بالاتفاق مع جبهة النصرة التي كانت تسيطر على اجزاء من المخيم . وليس هذا محور المسألة ولكنه يفتح الاحتمال والتساؤل لبواباته على اوسع مصاريعها ، حيث استمرت سيطرة داعش على المخيم من تاريخ ١ ابريل ٢٠١٥ حتى منتصف ايار ٢٠١٨ اي حوالي ٣ سنوات وتم خروج عناصر داعش بكامل عتادهم وأسلحتهم تحت حماية الجيش السوري والفصائل الفلسطينية الى البادية السورية وقصف المخيم بكافة الاسلحة الارضية والمدفعية والجوية رغم عدم وجود اشتباكات على ارض الواقع والصور الواردة والفيديوهات الواردة من داخل المخيم تبين انها عملية تدمير ممنهج تبعًا لسياسة الارض المحروقة نفذت على أحياء مخيم اليرموك، اعادت بنا لذاكرة السبعينيات حين قام الاسد الاب بتدمير تل الزعتر جنبا الى جنب مع القوات المسيحية المتطرفة في لبنان.
يجري هذا كله من سنوات دون تصريح اخلاقي واحد يليق بتاريخ القيادات الثورجية المحسوبة على اليسار الفلسطيني ، دون كلمة او مجرد تنديد خجول من فصائل منظمة التحرير، واليوم بعد أن تمت عملية (التحرير) كما يدعي جيش الاسد شاهد العالم بأسره على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عمليات النهب والسرقة التي قام بها عناصر جيس الاسد والفصائل الموالية له والتي سماها الشعب السوري عمليات التعفيش والتي شملت سرقة الاثاث ومنازل اللاجئين الفلسطينيين بعد ٧٠ عاما من العمل والكد لبنائها وشرائها بعرق جبينهم.
الم تر ليلى خالد هذه السرقات وعمليات النهب الممنهج باستخدام الدبابات لسحب الاثاث العالق بين الركام او سحب كابلات الكهرباء لجمعها ووضعها على دبابات الجيش السوري بإشارة منه لإذلال الشعب الفلسطيني واظهار كمية الحقد الدفين لدى هذا النظام الذي لم يتحرك يوما بقواته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي ولكنه حشد الحشود واستجلب كل شذاذ ومرتزقة الارض وطوائفها ضد ثورة شعب طالب بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة كأي بلد متقدم في هذا القرن .
أي عفونة قذرة تسكن عقول هؤلاء اليساريون اي عمى اصاب فكرهم اي انحطاط تسرب الى اخلاقهم حتى يروا الافغان في كل مكان دون أن يروا هذا الركام الممتد من تل الزعتر الى شارع الثلاثين، والأنكى من ذلك ان هذا اليسار يقف في مواجهة فساد اوسلو وسلطتها كما يدعي رغم يقيننا انها مواجهة من ورق لا تتعدى مقال في مجلة الهدف او تصريح في جريدة الحرية فبمجرد ان تقوم اوسلو بقطع رواتبهم وهي بالدولار حتى تجوب شوارع الصفة الغربية مسيرات منددة بعباس وسلطته وما ان تعود الرواتب الى مكانها الصحيح في جيوب القيادة حتى يبدأ النباح والتمثيل السياسي على الجماهير والتصريح ان الحقيقة كل الحقيقة للجماهير.
يسار اتخذ من عدائه للإسلام السياسي في سورية ومصر حجة او عذرا قبيحًا للتملق، والانضمام الى صف الدكتاتورية العربية، فتراه يهنئ السيسي ويبارك فوزه وخطواته التي لم تصب إلا في مصلحة العدو الإسرائيلي، ومن جهة ثانية تراه كالقطة الاليفة بين فكي الاسلام السياسي في غزة ولا يقوى على مقاطعته قطعا والا سوف يندثر بفعل السيف واقامة الحد حسب تعاليم الخمينية ونظام ملالي ايران الذي سيطر على غزة وقياداتها، ولأنه يتلقى فواتير الدعم الحسيني في آخر كل شهر من صندوق حوزة قم وحسينية طهران فهو أصبح ممثلًا بارعًا في المعارضة تمامًا كما يفعل في رام الله .
ألم تقرأ ليلى خالد وقيادات اليسار الفلسطيني المتعفن المقدمات النظرية الثورية لفلاديمير لينين والذي قال فيها: اذا خيرت بين اليمين واليمين لاخترت معركتي لم يختلف هذا اليسار عن مواصلة تقديس قذارات ستالين والذي وقف يوما مع تشرشل عدوه اللدود. سقط اليسار الفلسطيني عند أول مظاهرة طالبت برحيل النظام. سقط اليسار الفلسطيني في قوقعته المتعفنة جراء طقوس العهر التي يمارسها على عتبات اليمين والدكتاتورية. سقط اليسار على ابواب الخيمة الصابرة التي انتظرت سبعين عاما للعودة ولكنها لم تعد كذلك . سقط اليسار على بوابة مقبرة الشهداء التي غدت كأرض محروقة دون شاهدة أو فاتحة.
محمد أحمد بنيس أخيراً، تنفس السوريون الصعداء، بعد سقوط نظام بشار الأسد الدموي الذي أذاقهم شتى أنواع القمع والاضطهاد؛ سقط...
Read more