مصعب عيسى
حمم على جباليا
تضيء ليل المذبحة
والقادمون من تحت الركام
يحصون ما تبقى من الحياة
واحد اثنان على العربة الخشبية
عشرة أو عشرون صاروا رماد
والباقون خمسون زادوا جثة
او قلوا قليلا ..
ضاعت وجوههم …
وتماهوا بالتراب ….
مصور يقرب عدسة كاميرته
وينقل خبر عاجل ..عن يد تخرج من الخراب
واصبعان …يعلنان البقاء
قدم طارت …نحو رؤوس المجتمعين
في قمة العهر
فاوقفتها جيوش الأمة
وصدر أمر اغتيالها …
طفل في الشجاعية ..
يصوب عينيه نحو المستحيل
يراقب بصمت دفن أمه ..وأبيه
وثلة من عشيرته الأقربين
ثم يمضي ليبحث عن ماء
ليغتسل …ويولي وجهه شطر
البندقية والرصاص …
سأغدوا طائرا ..للفينيق
يوما …واعود
على الجانب الآخر من الركام
خيم تلاصقت على الحدود
ولاجئون ..على المدى
البعيد ..والقريب
طفل في العاشرة من عمره
تجاوز المشهد المظلم
يحمل بين يديه اسرابا من الامل
ويمضي بضحكة متحايلة ..
تعبث باليأس ..والخراب
ينشر فوح …الحب
بين الخيمة والغيمة …
بين الواقع ..والافتراء
بين الأرض وبين السماء
يصر على الحياة …
ببيع الورد ..في سوق المزاد العلني للموت
يعطي للافق..لونا مجازيا
مضادا للسواد
ام مفجوعة بالتراب والماء من خان يونس
ترسل مع النوارس سلاما مضرحا
بالدم والاشلاء
لسيدة ثكلى من ادلب :
نحن في اللهبات …سواء
إذ تقول شقيقتها:
ان الله معنا
هؤلاء الشاهرون لسيف المذبحة
ظلان لمقصلة واحدة
سنعلو .باقدامنا فوق هاماتهم
وسيزهر الزيتون في ارض اليباس
سنغدو معجزة .. للبقاء
لا تنحني
مهما كسروا ظلك
واثقلوك بالجثث والمرايا المكسرة
ليل..المجزرة ..يتماهى
ثقيل التلاشي..بطيء.الخطى
سنملأ..ارض الحديقة
عما قريب
وردا …وحياة ..