تقارير
مقر عسكري، أم قنصلية إيرانية، أم بناء سكني يقيم فيه القنصل أو السفير الإيراني؟ أسئلة كثيرة طُرحت في الساعات الماضية، بعد قصف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى ملاصقًا للسفارة الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن تدميره بالكامل ومقتل قياديين عسكريين إيرانيين.
المبنى المستهدف يقع على اوتوستراد المزة وسط دمشق، وهو ملاصق لمبنى السفارة الإيرانية، ويوجد بجانبه مستشفى الرازي، ومقر السفارة الكندية، وعلى الطرف المقابل له، توجد شركتا “سيريتل” و”MTN” للاتصالات.
“مقر عسكري وليس قنصلية”
قال التلفزيون الإيراني، إن المبنى الذي تعرض للقصف هو مقر القنصلية الإيرانية ومقر إقامة السفير الإيراني في سوريا، وإن العلم الإيراني كان منصوبًا على هذا المبنى المستهدف.
كذلك تبنى الإعلام السوري الرسمي الرواية الإيرانية، إذ ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن إسرائيل قصفت بالصواريخ مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، عند الساعة الخامسة مساء الإثنين، 1 من نيسان، ما أدى إلى تدمير البناء بكامله.
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، إن تل أبيب تعتقد أن الهدف الذي ضُرب في دمشق كان “مبنى عسكريًا لقوات القدس”، وهي وحدة تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” مسؤولة عن العمليات الخارجية.
وأضاف هاغاري لشبكة “CNN“، “وفقًا لمعلومات استخباراتنا، هذه ليست قنصلية وليست سفارة، هذا مبنى عسكري لقوات القدس متنكر بزي مدني في دمشق”.
مدونة “إنتل تايمز” الإسرائيلية، نقلت عن مصادر استخباراتية إسرائيلية قولها، إنه “لم يتم تحديد العقار على أنه قنصلية مثل الممتلكات الدبلوماسية الإيرانية الأخرى في اللاذقية وحلب، التي تم تحديدها رسمياً في الخرائط أو في منشورات وزارة الخارجية الإيرانية على أنها قنصليات”.
وذكرت “إنتل تايمز”، على صفحتها في تطبيق “أكس”، أمس، 2 من نيسان، أن الموقع المستهدف كان يستخدم كمقر لاستضافة موظفين من الحرس الثوري” الإيراني.
عوائل سورية تقطن المبنى المستهدف
مصدر مقرّب من احدى العوائل القاطنة في المبنى المستهدف، أكد لعنب بلدي أن “البناء مكون من أربعة طابق، الطابق الأول من البناء يتبع للإيرانيين”، موضحًا أن البناء يضم مصعدًا خاصًا مرتبطًا مباشرة بمبنى السفارة الإيرانية المجاور، بينما يوجد في المبنى طابقان تحت الأرض، يستخدمان لصالح السفارة، وهو ما أكده مصدر آخر من سكان المنطقة لعنب بلدي.
وأضاف المصدر الأول، أن “هناك أيضًا إيرانيين يقطنون في الطابق الثاني، بينما تقطن عائلتان سوريتان في الطابقين الثالث والرابع من المبنى المستهدف، وقد حاولت إيران شراءهما أو استئجارهما، لكن مالكيه رفضوا بيعهما مطلقًا”.
من كان داخل المبنى؟
القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية تسبب بمقتل 13 شخصًا، وهم 7 أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، وستة سوريين، حسب التلفزيون الرسمي في طهران.
ومن بين القتلى في الهجوم، اللواء محمد رضا زاهدي، المسؤول في “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري” عن لبنان وسوريا، والجنرال محمد هادي حاج رحيمي.
المصدر المقرّب من احدى العوائل القاطنة في المبنى أفاد لعنب بلدي، أنه خلال لحظة القصف، فإن إحدى العائلتين السوريتين اللتين تقيمان في المبنى كانت في الخارج، بينما كانت العائلة الأخرى داخله وتوفي منها سيدة مسنة وحفيدها”.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن القصف استهدف اجتماعًا سريًا داخل القنصلية، كان من المقرر أن يناقش فيه مسؤولو المخابرات الإيرانية وقادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الحرب في غزة، لكن الاستهداف تسبب بمقتل شخصيات من الحرس الثوري فقط، ما يدل أن قادة الجهاد الإسلامي لم يكونوا قد وصلوا بعد إلى المبنى.
بدورها، أفادت القناة 14 الإسرائيلية أنه كان من المفترض أيضًا أن يذهب محمد رضا فلاح زاده، نائب قائد فيلق القدس إلى هذا الاجتماع داخل القنصلية، لكنه وصل متأخرًا ونجا من الاغتيال.
كذلك قال موقع “كايهان لندن” الإيراني، إن السفير الإيراني في سوريا لم يكن داخل المبنى المستهدف أو ضمن مبنى السفارة الملاصق له، بل كان يقضي إجازة في طهران.
وعقب القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية، زعم السفير الإيراني في سوريا، حسين أكبري، أنه كان في مكان عمله داخل السفارة لحظة القصف، ورأى من غرفته أن المبنى تضرر بالكامل، بينما ادّعت قناة “العالم“، أن السفير الإيراني وعائلته وأعضاء السلك الدبلوماسي بخير.
من جانبه، زار وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد موقع الاستهداف، والتقى السفير الإيراني، وأجرى اتصالًا مع نظيره الإيراني، معربًا عن مواساته ووحدة الموقف بين الطرفين.
كما أدان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الهجوم الإسرائيلي على مبنى قنصلية بلاده في دمشق، إذ قال إن بلاده ستعاقب إسرائيل.
ونقل موقع “إكسيوس” الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي “كبير” لم يسمّه الموقع، إن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهجمات انتقامية من الميليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا.
وأضاف الموقع الأمريكي أن المخابرات الإسرائيلية كانت تتابع منذ فترة طويلة الجنرال الإيراني محمد رضا زاهدي، الذي كان مسؤولًا عن التسليح والتنسيق مع “حزب الله” وغيره من الميليشيات الموالية لإيران في لبنان وسوريا.
المصدر: عنب بلدي
8wnbfe