نائلة الإمام
أخشى أن لا يبقى لنا من بيوتنا إلا الذكريات وسلسلة المفاتيح التي نعلقها على الجدار ويتوارثها عنا أبناؤنا والأحفاد:
أُهديكَ حِرزاً لنا من بيتِنا العامرْ
مِفتاحَهُ والرُؤى من طيفِهِ الساحرْ
.
أكادُ ألمحُ سهواً في حصيرتِنا
نَقْشًا تفرّدَ من سجّادهِ النادرْ
.
أينَ الستائرُ شفَّتْ عن حديقتِنا
يتوِّجُ العسجدُ (دامسكَها ) الفاخرْ؟!
.
أين الأسرَّةُ من (سَقْبا ) روائِعُها
كفٌّ نُباهي بها من صانعٍ ماهرْ؟!
.
تدعوكَ كي ترتميْ شوقاً نمارقُها
وتحتويك هوى في حضنِها الغامرْ
.
.
كم ذا أهيمُ بفيض من نفائسه
يأبى يفارقُها من سحرِها الناظرْ
*
طيوفنا في مراياه لا تغادرها
وفي مسامِعنا شلالُهُ اُلهادرْ
..
أرقيكَ من فستقيةٍ بشرفتِهِ
من لغو نافورةٍ رذاذِها الماطرْ
.
طاغٍ ومغتصبٌ عنه يهجرنا
عن سحرِ مغناهُ والعالمُ الفاجرْ
.
لهمْ جنانه و المفتاحُ يُورثُهُ
جَدٌّ لأجدادِنا حفيدَه العاثرْ ؟!
.
من ذا يقايضُ أوطانا بغربَتِهِ
شعبٌ تأبّى على جلادِهِ ثائرْ ؟!
.
حريةٌ قد دفعنا مهرَها دمنا
لن يبقى في بيتِنا مستوطنٌ غادرْ
****
والله لا أرتضي قصرا أعيش به
حتى أراكَ بجاهِ القاهرِ القادرْ
.
مُمزّقا بحرابِ من فتكتَ بهمْ
ليبقى في أمنهِ وليُّكَ الماكرْ
.
لو كانَ فيكَ بقايا ذرةٍ خجلاً
ماكنتَ ذيلاً لهمْ والنعلَ للحافرْ
.
لعزة في خيام قد شقينا بها
أحبُّ من ذلّةٍ في قصرِكَ الفاخرْ