أكدت أوساط روسية أن موسكو وتل أبيب تضعان ملامح تفاهمات واسعة حول الوضع في المنطقة الجنوبية خلال الزيارة التي بدأها أمس وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إلى روسيا.
ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الرصينة عن الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمونوف أن الطرفين يسعيان لتفادي احتمال وقوع مواجهة مباشرة وواسعة النطاق في حال أطلقت قوات النظام عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة في الجنوب.
وزاد: «من الواضح أن على موسكو تنسيق المواقف مع إسرائيل عشية عملية دمشق العسكرية في ريف درعا وربما في القنيطرة عند الحدود الإسرائيلية، لتلافي وقوع حوادث محتملة».
ولفت إلى أن الاتفاق الروسي – الإسرائيلي يشدد على أن قوات الأسد ستقاتل وحدها في المنطقة الحدودية إذا دعت الضرورة ولن تكون هناك تشكيلات موالية لإيران.
بينما أشار الرئيس السابق لإدارة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مدير معهد دراسات الأمن القومي، الجنرال عاموس يادلين، للصحيفة إلى أن المهم بالنسبة لإسرائيل احترام «ثلاثة خطوط حمراء» مرتبطة بوجود إيران في سوريا: نوعي (الصواريخ الباليستية)، وكمي (الميليشيات الطائفية) وجغرافي.
بينما لفتت صحيفة «نيزافيسيما غازيتا» إلى أن التفاهمات الروسية الإسرائيلية تشتمل على ضرورة بسط حكومة الأسد سيطرتها على الحدود وهذا أمر يبدو حوله تفاهم إقليمي ودولي.
وأن يتم إخلاء المنطقة الجنوبية من القوات الإيرانية أو التابعة لإيران وأن تضمن موسكو عدم قيام قوات الأسد باستفزازات تجاه إسرائيل، مع بند رابع يتيح للأخيرة القيام بتوجيه ضربات عسكرية إذا تعرض أمنها لخطر.
واللافت أن الصحيفة نقلت عن مصادر أن بشار الأسد تم إبلاغه من جانب موسكو بهذه النقاط، وأنه بدأ ترتيبات لتنفيذ المطلب الروسي – الإسرائيلي، بينها أنه أعطى تعليمات أخيرا بإغلاق بعض المطارات أمام الإيرانيين.
ويعتبر مراقبون أن جميع المبادرات المطروحة فيما يخص الجنوب السوري، تنتهك مصالح المعارضة السورية وتأتي على حسابها فيما لا تمانع قوى اقليمية ودولية من تسليم المنطقة للأسد بدل إيران وتوابعها.