بمناسبة إحياء الذكرى (76) للنكبة الفلسطينية، أقام التجمع الفلسطيني السوري الحر “مصير” ندوة حوارية بعنوان: (دور المستقلين الفلسطينيين في حماية مشروع التحرر الوطني وتثمير الحراك العالمي مع القضية الفلسطينية). وذلك يوم الأربعاء الموافق 15/أيار 2024، وكان المتحدثون من الفاعلين والنشطاء السياسيين والمدنيين في الساحة الفلسطينية، وبحضور شخصيات فلسطينية وسورية وعربية. حيث تحدث كلاً من الدكتور صلاح عبد العاطي من غزة، والدكتورة تمارا حداد من الضفة الغربية، والأستاذ رامي شعث من فرنسا، والسيدة بيسان عدوان من تركيا، والدكتور جمال صبح من ألمانيا، والأستاذ تسير الخطيب من ألمانيا، وأدار الحوار الدكتور حسام سعد من تركيا.
تناول ضيوف الندوة المهام الملقاة على عاتق المستقلين الفلسطينيين في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية، في ضوء العدوان الصهيوني الإبادي على غزة، والذي يستهدف تصفية الوجود الفلسطيني مادياً ومعنوياً، وأدوارهم في تحشيد الجهود والمبادرات التي تعكس الثقل النوعي للمستقلين في تعزيز الحراك العالمي المناصر للقضية الفلسطينية، والبحث في كيفية التعامل مع تحولات المشهد الفلسطيني بعد طوفان الأقصى، ومتطلبات تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية، من خلال التوافق على برنامج كفاحي يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني كافة. وبعد انتهاء مداخلات المتحدثين الرئيسيين، فتح مدير الجلسة باب الحوار حول المواضيع والقضايا المطروحة للنقاش العام. حيث قدّم عدد من السيدات والسادة الحضور، تعقيبات وآراء وأفكار حول الصيغ العملية التي يمكن من خلالها تطوير دور المستقلين الفلسطينيين في المرحلة الراهنة والمستقبلية، والصعوبات والتحديات المرتبطة بذلك الدور.
نظراً لأهمية الحوار المفيد والبناء الذي تميزت به الندوة، فإننا نضع مخرجات واستخلاصات الحوار قيد التداول في أوساط الرأي العام، بهدف توسيع دائرة المشاركة والتفاعل والتوافق، حول كل ما يتعلق باستنهاض وتعزيز دور المستقلين في ساحة العمل الوطني الفلسطيني، ومن أبرز تلك المخرجات ما يلي:
أولا: من أوضح تداعيات العدوان الصهيوني الإبادي على غزة، قوة روح المبادرة والانخراط الشجاع للشباب والطلاب الفلسطينيين، في ساحات التظاهر وفي الجامعات الأمريكية والغربية المتواجدين فيها، وبروز دور متقدم للمستقلين ككتلة وطنية فاعلة في الدفاع عن حقوق وتطلعات شعبنا، وفي مقدمتها حقه في مقاومة الاحتلال، وكيفية صيانة صمود وتضحيات شعبنا في غزة، بما يمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه.
ثانياً: التعامل مع متطلبات مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، بمراجعة شاملة لمجمل الأداء الفلسطيني منذ أوسلو ومروراً بمحطات الانقسام الفصائلي، وما آلت إليه منظمة التحرير ومؤسساتها والسلطة الفلسطينية، والانطلاق بتلك المراجعة من إعادة تحديد الثوابت والتوافقات الوطنية الفلسطينية، التي اعتراها الكثير من التشويه في العقود الأخيرة، لصالح مشاريع الاحتلال الصهيوني، وأهدافه في تقويض الكيانية الفلسطينية، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى إطار مكبل بالتنسيق الأمني، وغير قادر على حماية شعبه.
ثالثاً: الحاجة إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة، لديها مهام محددة في توحيد الأصوات الفلسطينية الفصائلية والمستقلة كافة، بناءً على رؤية وطنية وسياسية، تضع مهمة دحر الاحتلال عن أرضنا، وتثبيت صمود شعبنا على أرضه في الداخل الفلسطيني، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وإعادة الربط الكفاحي بين ساحات الداخل والخارج، كمهام كبرى لا يمكن العمل عليها، دون تشكيل مرجعية قيادية تقود الكفاح الوطني، وتعمل على إعادة بناء المؤسسات الوطنية بآليات ديمقراطية وتشاركية.
رابعاً: رفض كل السيناريوهات الإسرائيلية والأمريكية، التي تحاول فرض قوى وبدائل لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي، فهذه المهمة يجب أن تبقى فلسطينية في جوهرها ومضمونها، يقررها شعبنا وقواه الوطنية، دون أي تدخل خارجي من أي طرفٍ كان.
خامساً: إيجاد صيغ مؤسساتية عملية تربط شبكات المستقلين الفاعلة في ساحات الداخل واللجوء بمختلف دول العالم، بهدف تنسيق جهودهم ومبادراتهم على تعدد مستوياتها المدنية والإنسانية، وتطويرها تنظيمياً بما يفتح الأفق لتحويل كتلة المستقلين إلى قوة ثالثة في الساحة الفلسطينية، وصوت ضاغط على الفصائل لتجاوز الانقسام، وتسريع الفرز الوطني، واللجوء إلى الانتخابات الديمقراطية، لإنهاء واقع الهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.
سادساً: عقد ورشات حوارية بين المستقلين أفراداً وكيانات ومؤسسات، وتعميق النقاش حول المبادرات المطروحة للنقاش العام، ومن ضمنها المبادرة التي أطلقها تجمع مصر، تمهيداً إلى عقد مؤتمر وطني فلسطيني موسع، بحضور الفصائل الحريصة على وحدة العمل الفلسطيني، ودعم صموده ومقاومته، بما يحقق أهداف شعبنا في استعادة حقوقه الوطنية.
سابعاً: فتح قنوات التواصل والتنسيق مع النشطاء والهيئات العربية والدولية، المناصرة لقضيتنا الوطنية، وتثمير الحراك العالمي في ساحات التظاهر والجامعات والميادين الأخرى، وتصعيد أشكال هذا الحراك، ودوره التاريخي في فضح ومواجهة جرائم الصهيونية واحتلالها الغاشم، وكسب معركة الانتصار للرواية الفلسطينية على الصعيد العالمي.
ثامناً: الاستفادة من الأفكار والمقترحات التي تم طرحها في هذه الندوة، من خلال استكمالها بندوات ولقاءات قادمة، يتم التركيز فيها على مشاركة الفاعلات والفاعلين من شرائح الشباب والمرأة، من ذوات وذوي الأدوار النشطة في القضية الفلسطينية.