أحمد مظهر سعدو
سُئلت مرة لماذا تُمسك بناصية العداء والكفاح ضد إيران؟ ألا توجد لديك بوابة للعبور نحو علاقة هادئة معهم؟
وكان جوابي: لقد توهمنا خطأً بعد قيام ما سمي بثورة الخميني الإسلامية أن هؤلاء سوف يكونوا في صفنا لمناهضة الصهيونية ونصرة أهل فلسطين، وكل الشعوب العربية، في مواجهة المشروع الاستيطاني الصهيوني المعادي للأمة كل الأمة. لكن ما تبين وظهر للسطح بعد ذلك أن كل شعاراتهم كانت جوفاء وخشبية، وأن حربهم وعداءهم الحقيقي هو مع العرب والجوار العربي، وأنهم ينجدلون في علاقة مصلحية نفعية براغماتية مع المشروع الصهيوني ، وهم يمارسون عملية تشييد بطيء لمشروعهم الفارسي الطائفي، الممتد عميقًا في جذر المسألة، وهي إعادة الاعتبار للدولة الفارسية، والامبراطورية التي انهارت يومًا ما، على أيدي العرب والمسلمين، وهم لم يألون جهدًا ومنذ نهايات السبعينيات من القرن الفائت، في ممارسة كل أنواع العداء للعرب، ومحاولة إجهاض أي تحرك شعبي، قد يؤدي إلى قيام دولة وطنية ديمقراطية تناهض الأنظمة التابعة لهم، وهو ما جرى عيانًا في سورية واليمن ولبنان والعراق. وقبل ذلك في الأحواز العربية المحتلة. وهذا ما يدعوني اليوم وكل يوم، إلى العمل بكل ما أستطيع، على مواجهة هذا المشروع الفارسي الذي لا يقل خطورة أبدًا عن خطر المشروع الصهيوني، الذي يستهدف دائمًا أمتنا وشعوبنا، في فلسطين ومصر وسورية والأردن ولبنان والعراق، بل وكل أصقاع الوطن العربي الكبير. من هنا فقد عاهدت الله وشعبي، على أن أكون شوكة في حلق نظام الملالي في طهران، حتى آخر لحظة في حياتي، وحتى تصعد الروح إلى بارئها. ومازال الأمل معقودًا وموجودًا من أجل كنس نظام الاحتلال الإيراني، ومعه نظام الفاشيست الأسدي، وبينهما ومعهما المشروع الصهيوني المعادي للأمة كل الأمة.