نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين، قولهما إن رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن زار العاصمة السورية دمشق، الخميس.
وقال مراسل الوكالة إن سيارة واحدة على الأقل شوهدت تتحرك صوب الجامع الأموي، وسط أمن مكثف وحشود ضخمة، لكن لم تتضح هوية راكب السيارة.
وأظهر مقطع مصور قالن وهو داخل الجامع الأموي الكبير في دمشق، وسط حراسة أمنية تركية مشددة، كما أظهر مقطع مصور آخر، القائد العام للإدارة العسكرية أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وهو يقود سيارة وبجانبه قالن، في الطريق المؤدي للجامع.
وتعد زيارة قالن هي أول زيارة شبه علنية لمسؤول تركي وإقليمي إلى دمشق، بعد إطاحة الفصائل المعارضة بنظام الأسد، قبل 3 أيام.
اجتماع مع الشرع والبشير
وقالت مصادر متابعة لـ”المدن”، إن قالن اجتمع مع الشرع ومع رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير، فيما كانت طائرات استطلاع تركية تحلّق في أجواء العاصمة. بدورها، قالت وزارة الإعلام السورية على منصة “إكس”، إن “الاجتماع يهدف إلى تطوير رؤى مستقبلية للواقع السوري ودفع القيادة السورية الجديدة للانخراط في البيئة العربية والإقليمية والدولية”.
وأضافت “سيتم العمل على الدفع نحو حوار سياسي داخلي بين جميع الأطراف المعارضة والمساهمة في عملية النهضة السياسية والاقتصادية في البلاد”.
وقاد جهاز المخابرات التركية برئاسة قالن خلال الفترة الماضية، مباحثات مع مخابرات النظام السوري المخلوع، بهدف التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين الجانبين، حيث تحدث تقارير أن بعض هذه المباحثات كانت تجري في دمشق.
وعقب إسقاط النظام، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمواصلة تركيا تقديم الدعم القوي للشعب السوري وضمان وحدة أراضيه، والحفاظ على سلامتها، ومحاربة الإرهاب وتحقيق التعايش السلمي بين جميع السوريين بمختلف مكوناتهم العرقية والدينية.
تعيين قائم الأعمال
وفي السياق، قالت وكالة “الأناضول” إن تركيا قررت تعيين قائم بأعمال سفارتها في دمشق، بشكل مؤقت، بعد أكثر من 10 سنوات على إغلاقها، فيما استأنفت عدة بعثات دبلوماسية عملها في العاصمة السورية، بعد 3 أيام على الإطاحة بنظام الأسد.
وأوضحت الوكالة إن الحكومة التركية قررت تعيين سفير تركيا في موريتانيا، برهان كور أوغلو، قائماً بالأعمال لسفارة أنقرة في دمشق، مؤقتاً.
والثلاثاء الماضي، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان للصحافيين، إن بلاده تنتظر توافر الشروط من أجل فتح سفاراتها في دمشق.
وأغلقت أنقرة سفاراتها بدمشق، في آذار/مارس 2012، بعد نحو سنة واحدة من انطلاق الثورة السورية، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وعلى خلفية الخلاف التركي مع رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد.
استئناف البعثات
وسبق القرار التركي بساعات، بيان من الإدارة السياسية لحكومة تصريف الأعمال برئاسة محمد البشير، شكرت خلاله كل من مصر والعراق والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، وسلطنة عُمان، وإيطاليا، على استئناف بعثاتها الدبلوماسية في دمشق.
ولفت البيان إلى أن تلقي وعود من دولة قطر وتركيا، لإعادة افتتاح سفارتهما في دمشق، مؤكدةً بأن “الشعب السوري لن ينسى هذه المواقف المشرّفة”. وأعربت الإدارة السياسية عن أملها في “بناء علاقة طيبة مع كل الدول التي تحترم إرادة الشعب وسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها”.
وفي بيان ثانٍ، شكرت الإدارة كل من الجزائر والسودان، على استمرار عمل بعثاتهم الدبلوماسية في دمشق، كما ثمّنت بقاءهم، وأعربت عن استعدادها لتوفير كل ما يلزم من أجل تسهيل أعمال البعثتين.
المصدر: المدن