بسام شلبي
ان سورية بلد ليس صغير و شعب عظيم لديه الكثير من العوامل التي تمكنه من بناء مستقبل جيد للأبناء و الاحفاد في وقت معقول لكنه أيضا بلد لديه الكثير من المناطق الرخوة التي يمكن اختراقها او التي تم اختراقها بالفعل عبر العقود الماضية..
و هنا سأتكلم بصراحة حتى لو كانت جارحة فلابد من نكئ الجروح لتنظيفها..
اضعف الخواصر هي المنطقة الشمالية الشرقية التي عانت الإهمال و التهميش منذ ولادة الجمهورية و ذلك يتناقض مع حقيقة كونها تضم معظم ثروات سورية الزراعية و النفطية.. و كذلك فإن التنوع السكاني فيها كان يقتضي ان تعامل بطريقة تخفف من وطأة القرارات و السياسات التي تصدر من مركز بعيد عن واقعها الاجتماعي و السياسي.. فالعرب فيها معظمهم عشائر في إطار ها القبلي و يشاركهم مزيج من الاشوريين و السريان و القرباط.. و قد سمعت من الأخيرين كلهم مرير الشكوى منذ عقود و ان تكن شكواهم غير مسموعة في الإعلام او المركز فإنها مثل الجمرات الصغيرة تحت الرماد.. أما عرب الجزيرة فإن شكواهم كانت مختلفة تتركز على المظلومية في نصيبها من الخدمات مقابل ما تقدمه من إيرادات..
أما المشكلة الأكبر و الأشهر هي الأكراد لأنها الأكثر عددا و متعددة الأبعاد.. و رغم كل التعقيد الذي طال ملفهم عبر عقود حكم البعث.. فإني اعتقد ان حلها ممكن لو توفرت ظروف مناسبة لأن كثير من أكراد سورية هم من نسيج المنطقة التاريخي و يعلمون تعقيداتها و مدى الظلم الاستعماري الذي طال كل شعوبها.. و لديهم القناعة و القابلية لحلول وطنية.. لكن المعضلة و اقولها بكل اسف و كل أسى ان هناك اختراقات كبيرة و عميقة من قبل اجهزة أمنية اوسعها المو..ساد
كذلك هناك امتدادات لزعامات إقليم كردستان العراق محملة بمشاكله.. و هناك اجندات لا تتعلق بسورية اصلا بل باستهداف تركيا.. ان كل ذلك يجعل من هذه المنطقة المهمة في الإقليم السوري حقل الغام سياسي ليس سهلا تجاوزه دون انفجار بعضها.