قامت السلطات الأمنية للنظام السوري بتسليم قوائم بأسماء بعض المعتقلين الذين قضوا في معتقلاته تحت التعذيب، حيث سلمت القوائم للعديد من دوائر النفوس ومنها دائرة نفوس مدينة معضمية الشام، وأيضًا مخيم العائدين في حماة، وأماكن أخرى كثيرة من سورية.
حيث أكد لنا الكاتب الفلسطيني إياد حياتلة أنه تم تسليم أهالي مخيم العائدين بحماة قائمة ب 17 شهيدًا تحت التعذيب موثقين وهم –” الشهيد احمد تيسير قدورة- الشهيد سعيد رضا طروية-الشهيد سالم شاكر فانوس-الشهيد زاهر موفق مباشر-الشهيد محمد قاسم “ابو سويد”
-الشهيد مرهف علي السعدي-الشهيد عبد الرحمن ماجد مراد- الشهيد أحمد محمد الخطيب
-الشهيد مهند خالد الروبة-الشهيد احمد خالد الروبة-الشهيد يوسف عمر الدربي-الشهيد ابراهيم عمر الدربي ،الشهيد عبد الرحمن ابو احمد “ابو بكر”-الشهيد وائل محمد ابو راشد-الشهيد محمود حسن ميعاري-الشهيد علاء عبد الرحمن عبدالله “اليمني”-الشهيد احمد درويش مقبول”
بينما تم تسليم دائرة النفوس في المعضمية قائمة ب 170 شهيدًا تحت التعذيب حسب القوائم المرفقة.
عن دلالة هذه الخطوة وأثرها على مستقبل النظام؟ وتوقع كتاب ومثقفين ونشطاء متابعين وهل سيتبعها خطوات لاحقة؟
قال الكاتب الفلسطيني تيسير الخطيب وابن مخيم العائدين في حماة ” لا شك أن قضية المعتقلين هي قضية من أهم القضايا في الواقع السوري والثورة السورية، حيث لا يزال عشرات آلاف المعتقلين يرزحون في سجون طاغية دمشق، بعد أن تمت أكبر عملية تصفية جسدية للمعتقلين في العالم، فقد لقي ما يزيد عن خمسين ألف معتقل صنوف العذاب التي تستنكرها كل القوانين الدولية والانسانية ، لقي هؤلاء المعتقلون التصفية الجسدية على أيدي جلاوزة النظام وجلادوه، و ما حصل في سجون طاغية دمشق أكبر جريمة في العصر الحديث، وهي جريمة مروعة ومدانة أخلاقيًا وقانونيًا وسياسيًا حيث تمت تلك التصفيات دون أدنى المعايير التي عرفتها البشرية ودون أية محاكمات سرية ولا علنية، حيث يقوم أي آمر مفرزة أو قسم أو فرع بتصفية من يريد من هؤلاء المعتقلين، أو من خلال تشكيل محاكم ميدانية عسكرية صورية لا يهمها ما هي حيثيات الاتهام، ولا ما يقوله المتهم، حيث تستند إلى تقارير فروع الأمن والمخبرين، وتطلق أحكامها ميدانيًا دون أي حق للمعتقلين بالدفاع عن أنفسهم أمام أحكام معدة مسبقًا. حيث ذاع صيت القسم الأحمر في سجن صيدنايا، وفيه يحول المعتقلون المزمع تصفيتهم إلى ذلك القسم. ويتم حرق جثامينهم في محرقة أقيمت خصيصًا لهذا الغرض أو تدفن بعض الجثث في قبور جماعية في مناطق خاضعة لسيطرة النظام.” ثم أكد الخطيب أنه
” منذ مدة وبعد تزايد الضغوط الدولية على النظام وروسيا للكشف عن مصير عشرات آلاف المعتقلين. بدأ النظام بالتخلص من عبء المفقودين من خلال تسليم ذويهم شهادات وفاة تدعي وفاة المعتقل بسبب أمراض مختلفة، وتجبر الأهالي على قبولها والتوقيع عليها كإجراء وقائي يتخذه النظام للهروب من إدانته على الصعيد السياسي، في هذا الملف ولمنع أهالي الضحايا من مقاضاته أمام المحافل الدولية. ومن هنا بدأ النظام بتوزيع تلك الوثائق على دوائر النفوس في المحافظات المختلفة وقد تم توزيع 120 شهادة في ريف حماة على دوائر النفوس ومن ضمنها مخيم العائدين بحماة، حيث تبلغت مؤسسة شؤون اللاجئين الفلسطينيين التابعة لنفوس حماة بقائمة من الأسماء تضمنت سبعة عشر اسمًا من المعتقلين من أبناء المخيم، وقد لعبت الصدفة دورًا في كشف هذه القائمة حيث لم يكن من صلاحيات المؤسسة إبلاغ الناس، إلا أن أحد الأشخاص من ذوي المعتقلين وعبر إجراء روتيني لإخراج وثيقة ما من النفوس، وإذ به يتفاجأ بأن أخاه في وثائق النفوس متوفى، وذاع خبر الوفاة وبدأ بقية الأهالي الموقوفين بالبحث عن أوضاع ذويهم، فتكشفت أوضاع عدد من الشبان، مما اضطر إدارة المؤسسة إلى تبليغ بعض الأسر الأخرى، وكان عدد الشهداء الذين قام ذويهم بنعوتهم 17 شهيدًا بينما لا يزال القلق حول مصير العشرات من أبناء المخيم يخيم على الأهالي والناس عمومًا في مخيم العائدين بحماة، ومن الجدير ذكره أن المخيم قد ودع عددًا آخر من الشهداء داخل السجون في مراحل سابقة لا يقل عن سبعة شهداء” لكنه أوضح أن ” المواقف السلبية للفصائل الفلسطينية هي الأبرز اتجاه ملف المعتقلين عمومًا واتجاه المعتقلين الفلسطينيين خصوصًا، ومن المعروف أن غالبية الفصائل قد وقفت إلى جانب النظام المجرم، وهذا ما يندى له الجبين ويترك أبشع الآثار على مستقبل القضية الفلسطينية. فهي لم تفعل أي شيء على الاطلاق بخصوص ملف المعتقلين، والأنكى من ذلك أن الكثيرين من أعضاء وقيادات تلك الفصائل يجاهرون بتأييدهم قتل أبناء مخيمهم والمعتقلين الآخرين في سجون النظام، وهو عار ما بعده عار.”وأردف قائلًا
” ودون اية مبالغة فقد دخل إلى سجون الطاغية منذ بدء الثورة السورية وحتى اليوم ما يزيد عن ألف معتقل قضوا مددًا مختلفة داخل السجون، وأحيانًا كان الشخص الواحد يعتقل مرات عدة بعد خروجه. وهذا ما حصل معي أنا شخصيًا فمن الطبيعي أن المخيم بتركيبته وعلاقته بمجتمعه السوري شريكه في الهم والدم أن يدفع هذا الثمن الباهظ من التضحيات، هذه الصورة التي حاولت فصائل الردة تشويهها من خلال زجها بعدد آخر من الشبان الفلسطينيين لمقاتلة ثوار سورية، والذين سقط منهم العشرات للأسف على مذبح بقاء المجرم بشار الأسد في السلطة تحت عناوين تضليلية (المقاومة وخلاف ذلك) مستغلين وطنية وبساطة أبناء شعبنا وزجهم في معارك ضد إخوتهم .هذه الجريمة وغيرها من الجرائم لا تمر مرور الماء كما يعتقد جلاوزة النظام وأذياله ومرتزقته، وهي تحفر عميقًا في الوجدان الشعبي والوطني عمومًا وستبقى جرائم النظام عارًا عليه إلى أبد الآبدين، لن يمحوها التاريخ ، وسيكتب التاريخ بحروف من نور أسماء الشهداء ضحايا الارهاب الاسود لنظام وظيفي مأجور لن يكف عن خدمة أعداء الأمة مبتذلاً الشعارات الطنانة التي سقطت مع أول طلقة أطلقها المجرمون على أبناء سورية الأبية.
أما الناشطة السورية من المعضمية أمل رشيد فأكدت لجيرون أن ” هذه الخطوة التي قام بها النظام المجرم إن دلت على شيء إنما تدل على وقاحته في ازدرائه للمواطن السوري وعلى أنه قد أُعطي الضوء الأخضر عالميًا لينفذ كل ما يريد تنفيذه من جرائم وكل ما تسوله له النفس الحاقدة على شعبٍ جريمته الكبرى أنه نادى بالحرية التي تتشدق بها الدول الكبرى وتمارسها في بلادها وتحرّمها على شعوبنا، إضافة إلى أنها وسيلة أخرى من وسائل النظام الإجرامية التي تهدف إلى مزيدٍ من قهر هذا الشعب الحر ورسالة له أنه قادر على قتل أبنائنا، بل يملك كل الحق في قتل عشرات الألوف من معتقلينا، وعلى مرأى لجان حقوق الانسان والعالم أجمع دون أي محاسبة أو جزاء”. ثم قالت رشيد ” هذه الخطوة سيليها خطوة أخرى في الإفراج عن بعض المعتقلين الذين لم تظهر أسماءهم في هذه القوائم ليعلن بعدها أن معتقلاته خالية من أي معتقل واستعداده لفتح المعتقلات أمام المفتشين الدوليين المأجورين ليؤكد لهم أن المعتقلات فارغة وبذلك يكون قد تنصل إعلاميًا من مسؤوليته عن عشرات الآلاف من المعتقلين المغيبين قسرًا ولم ترد أسماءهم لا ضمن مَن استشهدوا ولا في لوائح الإعفاء”.
الكاتب السوري المعضماني المعارض عبد الباسط حمودة تحدث لجيرون بقوله ” مصير مئات آلاف المعتقلين في السجون السورية لا يزال مجهولًا مع أنهم يتعرضون بشكل منهجي لمعاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة بينها التعذيب والعنف الجنسي، وهذا الذي لم يتوقف طيلة سنوات الثورة منذ 2011 حتى الآن وكل دول العالم تعرف بل وتشارك بالتغطية على كل تلكم الممارسات والجرائم. والسؤال هنا لماذا بين الفينة والأخرى يخرج علينا نظام الشبيحة البربري الأسدي بمثل هذه التسريبات حول مصير بعض المعتقلين وإطلاق سراح البعض الآخر وحرق الآخرين؟ أعتقد أنه ذي صلة مع فبركات وكذب هذا النظام التشبيحي بالتنسيق مع المحتل الروسي بما يخدم خطواتهم الممنهجة بالقتل والتدمير والإبادة التي تتنقل من مكان لآخر في جميع مناطق سورية الثائرة، وحرف أنظار الثوار والأحرار عن تلكم الطائرات التي تقصف والتي تهدم بيوت ومنازل بعلم الصهاينة شريكة نظام الشبيحة بوأد ثورتنا وهم واهمون مع جميع شركائهم خاصة إيران وميليشياتها مع الدول العربية والإقليمية” لكنه قال أيضًا ” كثير من التسريبات عن القتل الممنهج والتعذيب والوضوء بالدم تتم لتخدم أهداف وأغراض، في الوقت الذي مضى على الأسماء المنشورة وقت طويل من الاعتقال وتسريبات الموت وتسليم هويات الكثيرين منهم، و في كل مرة يراد لنا أن ننسى الأسماء التي سربت والقوائم التي وزعت. وفي الواقع فإن نظامًا مجرمًا تاجر بموت ونفوق مسؤوليه ورئيسه عدة مرات، يدفعنا للتشكيك بكل ما يتم تسريبه، هذا لا يعني أنه لا يوجد مفقودين من المعتقلين، وأن أغلبهم قد قتل تحت التعذيب، بل يدفعنا للبحث عن وقت وسبب التسريبات في الوقت الذي تحتدم فيه المواجهات مع عصابات ومجاميع الشبيحة في مهد الثورة درعا منذ ما يزيد عن أسبوعين، وهنا بيت القصيد بالضغط نفسيًا على باقي المناطق وحرف الأنظار عن جرائمهم وتعدياتهم المشتركة مع الروس و الإيرانيين وشركائهم الذين يحاصرون المحاصرين من أبناء شعبنا” ثم اكد حمودة ” إن التجويع والحرمان من الطبابة وجميع الحقوق بالمعتقل التي تودي به للموت ليست جديدة على نظام الجوسسة الأسدي، وأعتقد أن كثير من الأسماء المنشورة قد لا يكون صحيحة، وإلا فما المانع من تقديم القوائم بشكل رسمي طالما صرح ديمستورا وهو الدجال الممالئ لنظام الشبيحة عدة مرات أن موضوع المعتقلين سيكون بالاجتماع التالي كتمهيد لأي اجتماع قادم؟ وأين تقارير المحققين الدوليين الذي يثبت بالصور تعذيبًا وقتلًا لآلاف المعتقلين السوريين والفلسطينيين السوريين كدليل على ارتكاب النظام السوري جرائم حرب موصوفة؟ إنه عالم مشارك بهذه الجرائم والممارسات الوحشية ومنسق مع نظام الشبيحة بها كي يمرر الوقت وإقناع باقي الطغاة العرب بأن مصير أي ثورة حرية وتغيير ستكون محكومة بمثل هذه السنوات من الجمر والمراوحة في المكان مدفوعة الأجر من كل الدول الإقليمية والدولية.. ولكن هيهات أن تتراجع الشعوب عن أهدافها ولنا في بطولات شعبنا في درعا وحوران كلها خير دليل على دحر نظام العصابة وباقي المحتلين وهي من نواميس الكون والتقدم”
المصدر: جيرون