مشيت اليك
وما كان اللقا
وعدا بيننا
ولا بيننا ماض حميم
وسكنتني قبل هذا القبر
حيا وأعراس الجليل.
آه يا وليد القهر والفقر والسجن
و أحقاد الدخيل
أفنيت عمرك تكتبني
وترسمني
وتحملني
وتحميني من شر غدر
يرتدي ثوب القتيل.
كنت انت انا
ولست آخرك البعيد
وانا المأساة فيك
وانت جرحي
والقلب المعنى والضليل
كتبتك حين كتبتني
حبا ، حنينا ، فجرا وانكسارا
وأفنيت عمرك باحثا عني وعنك
وانا المتحول فيك وانت.
اهرب من سكون الليل
واظهر في الصبح
وأمشي
وﻻ احد يراني
وادخل في صالة العرض
ايقونة في متحف الصمت الاليم.
أفنيت عمرك تكتبني
وافنيت عمري
ثائرا أتلوك في منفاي
وشهيدا على ثراي،
سكنت بيوت الحالمين
والمدن العميقة
وآهات الصبايا
وأحلام الزهور،
سكنت مخيما يحمي ضحايا المجزرة
وبكاء أم في زوايا المقبرة.
كل الأكف صفقت لصوتك يا نشيد
من أكف أوغاد القصور
الى اكف سكان القبور.
وحين انفصلت عني
وغرقت محزونا في أناك
تساميت شعورا بالفناء
والانا الباحث عن معاني العمر،
فلم ترث أبانا الذي في الارض
وهرعت حنينا الى أم على وشك الرحيل
تحن الى قهوتها وحبل الغسيل.
هل خاب ظنك يا سليل الحلم
بجندي يحلم بالزنابق البيضاء
وبالدرب الطويل!
يا سيد المنبر الابدي
يا عشق الكلام
يا قاهر الدهر وآنات الزمان
صوتك والصدى خالدان.
جئتك يا حبيب الشام
من جراح الشام
والصبايا اللواتي درن حول راياتك
لبسن سواد الحزن
وينشدن في الليل آيات غير آياتك.
انا احمد العربي يا درويش
فكني من سجل انا عربي
ولست احب الكلام امام العفوش
أما كنت تعلم يا سيد الضاد
إن الرعاع يمتصون دم الكلام
وإن اﻷكف لا تصفق للحزن
ولا للحمام.
فاتل علي جدارية الموت والحلم
هو العدم يوقظ فينا
سحر الوجود والحب الحرام.
والبندقية التي حالت بين ريتا وعيونك
حالت بين عيوني والشآم.
درويش يا ابن أمي
لم أشك لك يوما عمق جرحي
ولا الحساد من أخوتي
ولا قهري
ولا غدر الانام
فما انا يوسف ولن اكون
وانت تدري إني يتيم
لا أحن الا الى نهد ارضي
وحضن أم حنون.
يا عندليب الصباحات الذي راح يغني
للبيارق والبنادق والسيوف
أيها العازف على كمنجات الوجود
الراصد ضوء الشمس
أيها المقتول حزنا وقهرا وحبا
يا ساكن أرواح الصبايا
واحلام الطيور
هم اﻵن حول قبرك يا ولي الشعر
وانت اسم لجائزة
ودرب
وكعبة حج
وبسملة
وطقس هوية
وذاكرة
ونقش وضريح من رخام.
وحدي يا ابن امي من صعقته أقلامك الثكلى
وأعياني الكلام.
أقلام درويش
يا كاتبة الوحي وتمائم السحر
حدثيني.
حدثيني عن تلك الانامل واحتضان الروح
عن النزق العميق
عن المداد
عن الورق السعيد
وعن آهات الحروف.
أقلام درويش
يا نهرا غادره النبع
فاستوى النبع على عرش الكلام
أنشودة المعنى
وموسيقى الجروح .
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more