على الرغم من التطمينات التي قدمتها كل من روسيا وإيران وتركيا، اليوم الخميس، للأمم المتحدة، لجهة تجنّب إراقة الدماء في إدلب السورية، إلا أن النظام السوري بدأ يحشد عسكرياً لمعركة محتملة في شمال غربي البلاد.
وبدأ النظام السوري بالضغط عسكرياً وإعلامياً على فصائل المعارضة السورية و”هيئة تحرير الشام” في شمال غربي البلاد، في مؤشر واضح على نيته إطلاق يد قواته لشن عملية واسعة النطاق لاستعادة ريف حماة الشمالي ومحافظة إدلب التي باتت أهم معقل للمعارضة السورية، في وقت تحاول الأمم المتحدة الحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية في المنطقة جراء العمليات العسكرية المتوقعة.
وقال ناشطون محليون إنّ “قوات النظام قصفت، أمس بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، مدينة اللطامنة، وقرية البويضة، بريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب الجنوبي”، في سياق تصعيد عسكري تنتهجه قوات النظام، تشير مؤشرات إلى أنه ربما يسبق عملية عسكرية واسعة النطاق تقوم بها هذه القوات ضد فصائل المعارضة، و”هيئة تحرير الشام”.
وتسيطر فصائل في “الجيش السوري الحر” على أجزاء واسعة من ريف حماة الشمالي، أبرزها جيش “العزة” الذي يعد أبرز فصائل هذا الجيش في المنطقة.
وتحدثت صحيفة “الوطن”، التابعة للنظام، عن حشود وصفتها بـ”الضخمة” لقوات النظام، و”القوات الرديفة” في ريف حماة الشمالي، استعداداً لمعركة إدلب التي بات النظام يعتبرها “أولوية”، بعد انهاء المعارضة السورية المسلحة في الجنوب السوري.
في الأثناء، تحاول الأمم المتحدة الحيلولة دون انزلاق الموقف في شمال غربي سورية إلى صدام عسكري واسع، وهو ما من شأنه خلق أزمة إنسانية في بقعة جغرافية ضيقة تضم نحو 3 ملايين مدني.
وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، يان إيغلاند، إن روسيا وتركيا وإيران أبلغت اجتماعاً لقوة مهام الشؤون الإنسانية في سورية، اليوم، أنها ستبذل ما في وسعها لتفادي معركة من شأنها تهديد ملايين المدنيين في محافظة إدلب السورية.
وقدّر إيغلاند عدد السكان في المحافظة الواقعة في شمال سورية بنحو أربعة ملايين أو أكثر، وأبدى أمله في أن يتوصل المبعوثون الدبلوماسيون والعسكريون إلى اتفاق لتجنب “إراقة الدماء”. لكنه قال إنّ الأمم المتحدة تجري تحضيرات للمعركة المحتملة وستطلب من تركيا إبقاء حدودها مفتوحة للسماح للمدنيين بالفرار إذا تطلب الوضع ذلك.