أكدت أنقرة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في سوتشي أول من أمس لن يخل بحدود محافظة إدلب السورية وسيحافظ عليها كما هي الآن معتبرة أن إردوغان قام بمبادرة جنبتها كارثة إنسانية حال هجوم جيش النظام السوري عليها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في العاصمة التركية أنقرة أمس (الثلاثاء) إنه بموجب اتفاق قمة سوتشي، سيتم الحفاظ على حدود محافظة إدلب السورية.
واتفق إردوغان وبوتين في سوتشي على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب. وأشار الوزير التركي إلى أنه سيتم فتح الطريقين الدوليين بين محافظتي حلب (شمال غرب)، وحماة (وسط)، ومحافظتي حلب واللاذقية (شمال غرب)، في سوريا، قبل نهاية العام الحالي.
وأضاف جاويش أوغلو: «وفقا لاتفاق سوتشي، سيتم المحافظة على حدود إدلب السورية، ولن يجري تغيير مواضعها، والجميع سيبقى في مكانه»، مشيرا إلى أن روسيا ستتخذ تدابير لمنع دخول النظام السوري إلى إدلب، ومنع وقوع هجوم عليها.
وشدد على أنه «سيتم تطهير منطقة بعمق 15 إلى 20 كم على خط التماس بإدلب من الأسلحة الثقيلة، فيما سيبقى المدنيون ويتم إخراج المجاميع الإرهابية فقط».
وبحسب الوزير التركي، سيجري اعتبارا من 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إخراج الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب. وأضاف: «سيتم تطهير المنطقة منزوعة السلاح بإدلب من المتشددين، وسيبقى الناس والمعارضة المعتدلة في مكانهما، وسيتحقق وقف إطلاق النار».
وشدد جاويش أوغلو على ضرورة منع نزوح المدنيين من إدلب، والحيلولة دون سقوط ضحايا في صفوفهم، قائلا إن تركيا بذلت جهودا كبيرة بقيادة الرئيس رجب طيب إردوغان بهذا الاتجاه، وستبقى المعارضة وكذلك المدنيون وستخرج المجموعات الإرهابية فقط، وسيتم إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة من قبيل الدبابات وراجمات الصواريخ، ولكن الأسلحة الخفيفة ستبقى بأيدي بعض قوات المعارضة المعتدلة.
وأوضح جاويش أوغلو أن بلاده سترسل مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى قواتها المتمركزة في 12 نقطة مراقبة بمحيط إدلب، قائلا إن «المعارضة المعتدلة ستبقى مكانها وهذا أمر في غاية الأهمية، وسيتم وقف إطلاق النار، ولن تتم مهاجمة المنطقة (إدلب)، وأيضا لن تكون هناك استفزازات لمناطق أخرى انطلاقا منها». ولفت جاويش أوغلو، في تصريحات لاحقة إلى أن طائرات من دون طيار تابعة لتركيا وروسيا، ستقوم بتنسيق دوريات في المنطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن إردوغان أقدم على مبادرة دبلوماسية ستحول دون وقوع أزمة إنسانية كبيرة في إدلب.
وأضاف كالين، في تغريدة على «تويتر» تعليقا على مذكرة التفاهم التي وقعت بين تركيا وروسيا لضمان استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
أنه وفق الاتفاق الذي أبرم بين أنقرة وموسكو فإن المعارضة ستبقى في المناطق التي توجد فيها، وستسير روسيا وتركيا دوريات منسقة، فيما ستتخذ موسكو إجراءات لمنع الهجوم على منطقة إدلب.
ووقعت روسيا وتركيا اتفاقاً يضع خيار الحرب الشاملة جانبا، ويحصر القتال ضد جهات محددة.
ويمهد الاتفاق لمرحلة جديدة من التفاهمات بشأن رسم خريطة نهاية الصراع في سوريا، كما أن ثمة تحولا في الموقف الروسي الذي عادة ما يتجه للخيارات العسكرية أكثر من التسويات.
المصدر: الشرق الأوسط