أقام تجمع مصير حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور أسبوع على رحيل المفكر الفلسطيني والسوري الحر سلامة كيلة، رئيس المؤتمر التأسيسي للتجمع، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 9/10/ 2018، في مقر التجمع بمدينة غازي عنتاب.
حضر حفل التأبين حشد من أصدقاء الفقيد وعدد من ممثلي القوى السياسية والمدنية والثقافية في المدينة، وقدّم عريف الحفل الأستاذ أحمد طه بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروح الفقيد وكل شهداء الحرية، كلمة وفاء باسم المشاركين في حفل التأبين، أشاد فيها بالسيرة الكفاحية العطرة للمفكر سلامة كيلة، والقيم الثورية النبيلة التي تحلى بها في كل حياته الزاخرة بالعمل والعطاء.
ألقى الأستاذ أيمن أبو هاشم كلمة تجمع مصير، أضاء خلالها على الأثر الكبير الذي تركه سلامة كيلة في عقولنا وضمائرنا، كمفكر ومثقف متمرد على واقع الظلم والاستبداد والطغيان، جسّد في مختلف محطات حياته، سيرة الثائر الحر الذي يمارس ما يفكر ويؤمن به، هذا الرجل الذي ضحى بسنوات طويلة من حياته في مقارعة قوى العدوان الصهيوني والاستبداد الأسدي، وعانى من السجون ومن النفي على يد شركاء الإجرام. وتميز عن الكثير من كتاب ومثقفين اكتفوا بالتنظير وامتنعوا عن الخوض في الكفاح اليومي بحجة التطهر من العمل السياسي، وهو الذي كان يرى على العكس من ذلك، أن دور المثقف هو الانخراط الفعلي في قضايا شعبه، وقد دفع سلامة كيلة ثمناً باهظاً لهذه القناعات الأصيلة التي جعلت له مكانة كبيرة في قلوب الناس، واختتم أبو هاشم كلمته، بأن الوفاء لسلامة كيلة وكل أحرار أمتنا، يفرض علينا الوقوف مع الأحرار جنباً إلى جنب في حياتهم وليس فقط تمجيد ذكراهم بعد رحيلهم، والعمل الدؤوب على تكريس قيم الحق والحرية والعدالة التي كرسوا حياتهم من أجلها، واستمرار شعلة الثورات متوهجة كي يبقى لحياتنا معنى وأمل في بناء أوطان حرة، سنفخر دائماً أن سلامة كيلة وأمثاله كانوا منارات خالدة على طريق تحررنا وخلاصنا.
كما القيت خلال التأبين عدة كلمات وشهادات من أصدقاء ورفاق درب الفقيد، ومنها كلمة ملتقى العروبيين السوريين ألقاها الدكتور محي الدين بنانة، وكلمة نادي الصحفيين السوريين ألقاها الأستاذ محمد أمين، وكلمة المنتدى الثقافي السوري ألقاها الأستاذ محمود وهب، وكلمة ملتقى الأدباء والكتاب السوريين ألقاها الأستاذ صبحي دسوقي، كما قدم الأستاذ حسن النيفي شهادة شخصية عن تجربته في المعتقل مع صديقه الراحل سلامة كيلة، وشهادة من الأستاذ أكرم عطوة عن تجربة الفقيد في الثورة الفلسطينية، وكذلك شهادة من الأستاذ جبر الشوفي عن تجربة الفقيد في الثورة السورية، وقدم الأستاذ أحمد عزام كلمة عن تأثير ما كتبه الفقيد في وعي الشباب العربي، وكانت الشهادة الأخيرة للسيدة إلهام حقي عن مناقب الفقيد وأخلاقياته الناصعة. وأكدت كافة الكلمات والشهادات التي ألقيت في الحفل على خسارة معسكر المطالبين بالحرية في سوريا وفلسطين ومصر والعراق وكل بقعة في أرضنا العربية، لصوت جسور مثله الراحل سلامة كيلة، ولشخصية ثورية صادقة بمكانة الفقيد وعطائه الفكري والسياسي والتزامه الأخلاقي. واختتم الحفل بتوجيه تحية الوفاء والمحبة والمجد إلى روح الفقيد سلامة كيلة وكل من قضوا على طريق الحرية والكرامة.