التباين سيد الموقف بين واشنطن وموسكو بشأن الأولويات للمرحلة المقبلة في سوريا.
وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنّ بلاده لن تُموّل إعادة إعمار سوريا طالما أنّ القوّات الإيرانية أو المدعومة منها لم تُغادرها بشكل نهائي.
وتطرّق بومبيو إلى الوضع الجديد على الأرض الذي “يتطلّب إعادة تقييم مهمّة أميركا في سوريا”. ففي وقت تُشكّل هزيمة تنظيم “داعش” الهدف الأوّل، إلا أنّ إدارة الرئيس دونالد ترمب تُريد أيضًا “أن تخرج القوات الإيرانية من سورياً”.
وأضاف: “إذا لم تضمن سوريا الانسحاب الكامل للقوّات المدعومة إيرانياً، فهي لن تحصل على دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار”.
وأشار بومبيو في خطاب أمام المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد «عزّز سيطرته» على الأرض «بفضل روسيا وإيران»، مضيفاً أن «النزاع في سوريا اليوم بات عند منعطف».
في المقابل، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمل بلاده في أن يصبح العمل على إعادة إعمار سوريا مهمة مشتركة للمجتمع الدولي، مشدداً على أهمية المسار الإنساني في الجهود الجماعية المنشودة.
واعتبر بوتين خلال مراسم اعتماد 22 سفيراً جديداً في موسكو أمس بأن «الوقت حان لإعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية بعد تدميرهما، وعودة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم؛ ما من شأنه تخفيف ضغط الهجرة على الكثير من الدول الأوروبية».
ويعكس هذا الموقف الأميركي لأول مرة بوضوح، سياسة واشنطن الجديدة حيال سوريا بعدما وردت مؤشرات إليها في تصريحات صدرت عن عدد من المسؤولين خلال الأسابيع الماضية.
ويشكل الوجود الإيراني في سوريا هاجسًا للإدارة الأمريكية التي تطالب بخروجها، بعد أن فرضت عليها عقوبات كبرى عقب انهيار الاتفاق النووي، إلى جانب التوافق الإسرائيلي حول ضرورة خروج طهران من كامل الأراضي السورية.