أعادت المليشيات الإيرانية انتشارها في مدينة البوكمال ومحيطها. وانسحب لواء “فاطميون” الأفغاني من المدينة ليتمركز في بلدة السكرية وقرية الحمدان، مستولياً على منازل مدنيين قام بتحويلها إلى مقرات له، بحسب مراسل “المدن” نورس العرفي.
وكانت مواقع إعلامية محلية قد أوردت خبراً عن انسحاب المليشيات الإيرانية من حي المساكن في مدينة البوكمال وإخلاء مقراتها فيه، بأمر من “الحاج سلمان”، القيادي في “الحرس الثوري الإيراني” والمسؤول عن المدينة. وتضاربت الأنباء حول ضغط روسي على إيران لسحب مليشياتها من المنطقة. إلا أن مصادر “المدن” نفت تلك الأنباء، وأكدت أن إعادة انتشار “فاطميون” يأتي في سياق التحضير لصد هجوم محتمل من “داعش” على قريتي السكرية والحمدان.
وجاءت إعادة الانتشار لتعزيز مواقع المليشيات العراقية في بلدة السكرية المقابلة لبلدة السوسة على الضفة الأخرى لنهر الفرات، والتي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” وتجري فيها اشتباكات عنيفة جراء محاولة قوات “قوات سوريا الديموقراطية” السيطرة عليها، وعلى الشعفة وهجين المجاورتين لها.
“داعش” المحاصر في السوسة وهجين والشعفة، هاجم الأسبوع الماضي المليشيات الشيعية الموجودة في بلدة السكرية، واشتبك معها. لذلك تم تعزيز مواقع المليشيات الإيرانية في السكرية. كما اعتاد التنظيم مهاجمة قرية الحمدان، جنوبي البوكمال، انطلاقاً من مواقعه في باديتها.
ووردت أنباء عن نية “داعش” شن هجوم عنيف لفتح ثغرة لمقاتليه المحاصرين على الضفة اليسرى لنهر الفرات. وإن حصل ذلك الهجوم، فستكون قرية الحمدان هدفه الأول من جهة البادية، والسكرية من جهة النهر، كونهما نقاط المواجهة الأولى. لذلك تم تعزيزهما ونقل المليشيات الإيرانية إليهما.
المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة، قال لـ”المدن”، إن إيران لا يمكن أن تتخلى عن البوكمال وتنسحب منها، وذلك لأهميتها الجغرافية لتحقيق حلمها باستكمال “الهلال الشيعي”. وعن انسحاب المليشيات الإيرانية من مدينة الميادين، قال حمادة: “المليشيات الإيرانية يمكن أن تنسحب من كل تلك النقاط، وحتى من مدينة دير الزور إن اضطرت لذلك، فهي ليست مهتمة بها كاهتمامها بالبوكمال”.
المصدر: المدن