أكرم عطوة
نشر موقع رام الله الإخباري يوم أمس الثلاثاء 15 – 1 – 2019 تصريحاً لعزام الأحمد عضو اللجنة المركزية في حركة “فتح” لصحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري قال فيه: “إن زيارة الرئيس محمود عباس إلى دمشق ستكون واردة في أي وقت، وستكون قريبة”.
والحقيقة أن هذا التصريح لم يكن مفاجئاً لمن يعرفون طبيعة القيادة الحالية لحركة “فتح” .. هذه القيادة المهيمنة على السلطة في “رام الله” والمهيمنة على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية .
فمن المعروف أن هذه القيادة هي التي فرطت بمعظم فلسطين واعترفت بشرعية وجود الكيان الصهيوني، وتنازلت عن حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية، وفعلت كلّ هذا من أجل أن تحصل على مناصب وهميّة في سلطة وهميّة لدولة وهميّة تخضع لهيمنة الاحتلال الصهيوني بشكل شبه كامل.
هذه القيادة التي يتزعمها “محمود عباس” ليس غريبا منها أن تستهين بدماء مئات الآلاف من الشهداء السوريين والفلسطينيين الذين قتلهم النظام المستبد في سوريا، لأنهم رفضوا القبول باستمرار نظام الاستبداد ورفضوا الاستمرار بحياة الذل والعبودية.
هذه القيادة تعرف تماماً أنّ حوالي أربعة آلاف فلسطيني وفلسطينية قتلوا في سورية، منهم حوالي ستمائة شهيد ماتوا تحت التعذيب في السجون والمعتقلات السورية ، وأكثر من مائتين آخرين ماتوا بسبب نقص الرعاية الطبية والحصار المشدد الذي فرضه جيش النظام وشبيحته في السنوات الماضية على مخيم اليرموك بدمشق، وأن حوالي ألفين من الفلسطينيين السوريين مازالوا معتقلين في سجون وأفرع النظام السوري .
وهذه القيادة تعرف تماما ما حصل في مخيم اليرموك وفي معظم المخيمات الفلسطينية في سوريا خلال السنوات الثمانية الماضية، من حصار وتدمير وتجويع وتقتيل وتهجير.
وتعرف أيضاً تلك المجازر التي ارتكبها النظام الأسدي بحق شعبنا وثورته حينما اجتاحت قواته لبنان عام 1976 خاصة مجزرة مخيم “تل الزعتر” التي قامت بها العصابات الطائفية الحاقدة بدعم وتخطيط من النظام السوري.
وأيضاً حرب المخيمات التي قامت بها “حركة أمل” بدعم مباشر من القوات السورية في لبنان في أعوام 1986 وحتى 1988.
وهذه القيادة تعرف أن النظام الأسدي هو نظام معادي للشعب الفلسطيني ولقضيته، ومتهادن ومتعاون مع العدو الصهيوني، وتعرف أن هذا النظام لم يسمح خلال عشرات السنوات لأيّ مقاومة مسلحة بالعمل لتحرير الجولان من العدو الذي احتلها منذ عام 1967.
وتعرف أن هذا النظام قد تعاون بشكل مباشر وغير مباشر مع العدو الصهيوني، ومع “حزب الله” لإنهاء الوجود الفدائي في لبنان.
وهذه القيادة سمعت حتماً بتصريح “رامي مخلوف” في عام 2011 بعد انطلاقة الثورة السورية، والذي أشار فيه إلى طبيعة العلاقة بين النظام السوري والعدو الصهيوني، حيث قال وبكل صراحة ووضوح: لن يكون هناك استقرارا في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرارا في سوريا”
وبالرغم من أنني على يقين من أنها تعرف بكلّ هذا وأكثر … لكنني لا استبعد ولا استغرب أن يقوم محمود عباس وأمثاله من الأقزام العرب في زيارات مشبوهة لدمشق من أجل مصافحة من تلوثت أيديهم بدماء السوريين والفلسطينيين.