مصير_ خاص
عقد المجلس المركزي لتجمع ” مصير ” الدورة السادسة من أعماله، وذلك يوم السبت الموافق 26/ 1/2019، في مقر التجمع بمدينة غازي عنتاب التركية، وبعد اكتمال النصاب تم افتتاح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية والكرامة، ثم قدم الأخ زكريا ملاحفجي عضو مكتب التنسيق العام، كلمة ترحيبية بالأعضاء القدامى بالمجلس والمرشحين الجدد، وتم الاتفاق بالإجماع على تسمية الدورة الحالية من اجتماع المجلس ” دورة المفكر الراحل سلامة كيلة “.
ناقش أعضاء المجلس المركزي جدول الأعمال المقترح والذي تتضمن البنود السياسية والتنظيمية والمالية للتجمع، وخطة أنشطته للمرحلة القادمة، وقد أدار الأخ أحمد مظهر سعدو نائب المنسق العام تغطية البنود المتعلقة بجدول الأعمال، والتوصيات والقرارات التي خرج بها المجتمعون.
وتحدث الأخ أيمن أبو هاشم المنسق العام للتجمع، عن الأوضاع السياسية التي تواجه الثورة السورية، وقدم عرضاً حول أهمية الحراك الثوري في السودان، مشيراً إلى أن معسكر الثورات المضادة ورغم كل محاولاته إعادة شعوبنا إلى حظيرة الاستبداد بعد الثورات العارمة التي شهدتها المنطقة منذ العام 2011، ورغم السياسات الدولية والإقليمية التي أسهمت مع الأنظمة العربية في حرف وتشويه المضمون التحرري للثورات، ومحاولات تأديب الشعوب العربية بالمثال السوري وتكلفة تضحياته الباهظة، فإن مسار الحرية الذي شق طريقه لن يتوقف رغم عمليات التدجين والترهيب التي مورست على شعوبنا .
كما أضاف الأخ أيمن أبو هاشم: إن القضية الجوهرية التي علينا أن نتمسك بها اليوم، هي استمرار روح مقاومة المخططات التي تريد إبقاء منطقتنا ساحة مفتوحة للاستبداد والهيمنة والنهب والاستنزاف، وعلينا اليوم وغداً مسؤولية كبيرة بالدفاع عن حق شعوبنا بالحرية والخلاص في كل مكان، لأن هناك من يريد لنا كشعوب أن نكون بين خياري الموت أو الاستسلام، ولا سبيل أمامنا سوى استمرار الكفاح، وهذا يتطلب كما قال المنسق العام: أن نبقى أحرارًا ومستقلين وخارج لعبة المحاور في صراعات الأنظمة، وعلينا أن نحافظ على استقلاليتنا السياسية والمادية، رغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها، وندرك أن ثمة مشاريع لإفساد الجميع وعلى كافة المستويات، وهناك استهداف لأجيال الشباب لإبعادها عن تحمل مسؤولياتها الوطنية، كل ذلك يضاعف من جهودنا لتحصين أنفسنا، وللبحث عن صيغ ووسائل تسهم في تفعيل عمل التجمع في كافة الساحات، ويتوجب أن نركز على مسألة التوعية باعتبار أن كل ثورة لا تعمل على تغيير بنى التفكير السائدة، لا يمكن أن تحقق أهدافها على الصعيد العام، وعلينا أن نعترف بتقصيرنا في العديد من المهام الاجتماعية، لأن العمل السياسي بدون حامل اجتماعي يبقى نخبوياً ومحدود التأثير، واختتم أبو هاشم حديثه، بالتأكيد على ضرورة تهيئة أنفسنا دائماً على أن تغيير الواقع معركة شاقة وطويلة، والتعويل على تراكم جهودنا بالتعاون مع كل الأحرار والمخلصين لقضايا الحرية والتغيير الديمقراطي، ووجه تحية الوفاء لكل شهداء الحرية في أوطاننا، ولمن سقطوا على مذبحها مؤخراً في السودان على يد نظام البشير القمعي.
كما تحدث بدوره الأخ أكرم عطوة عضو مكتب التنسيق العام في التجمع، عن ضرورة الربط بين كافة الثورات في العالم العربي، وبأن ما حدث في سوريا يؤكد بأن قوى المعارضة السورية لم تستفد من تجارب الثورات التي سبقتها، حيث أورد مثالاً على دور الأنظمة العربية في إفساد الفصائل الفلسطينية من خلال سياسات الاحتواء والمال السياسي، منوهاً إلى خطورة انتشار هذه الأمراض في صفوف الثورات، وأشار الأخ عطوة إلى فشل الأنظمة وأوهام انتصاراتها على شعوبها، وبأنها في مأزق كبير كما عليه حال النظام السوري، الذي يدعي المقاومة، فيما يتلقى الضربات الإسرائيلية بكل ذل وخنوع، لأنه مجرد أداة بيد الدول التي تحميه وترعاه.
كما قدم الأخ أحمد مظهر سعدو عرضاً حول الجانب الإعلامي، وكيفية تفعيل الخطاب الإعلامي للتجمع، من خلال تطوير الموقع الإلكتروني الذي يعكس رسالة ومواقف وأنشطة التجمع، وأنه بعد أكثر من عام على انطلاق الموقع لازال العمل فيه تطوعياً بسبب الضائقة المالية للتجمع، وهذا يحتاج كما شرح الأخ سعدو إلى مساهمة جميع أعضاء وأصدقاء التجمع بدعم الموقع بالمواد والمساهمات التي تغطي أبوابه، ولفت إلى أهمية تسليط الضوء على مشكلات الواقع السوري، وإقامة دورة إعلامية مخصصة للشباب الراغبين في تعلم أصول التحرير والتقارير والتحقيقات الصحفية، وتغذية الموقع بكفاءات صحفية من الكتاب الشباب.
فيما يخص البندين التنظيمي والمالي، ناقش أعضاء المجلس الوضع التنظيمي للتجمع من كافة الجوانب، وأسهمت مداخلات ومقترحات الزميلات والزملاء (غادة جمعة – سمر علوني – أحمد طه – علي محمد شريف – أبو حازم بكري – انصاف نصر – بسام وردة – أبو البراء – نهاد دحمان – أحمد منصور.) في إغناء الحوار حول سبل تفعيل دور التجمع في مختلف الساحات. وعكست النقاشات وضوحاً في طرح العقبات الذاتية والموضوعية التي تحد من قيام التجمع بدوره المطلوب، وتناولت كذلك أهمية طرح مبادرات لإبقاء قضية المعتقلين من أولويات عمل التجمع، وتفعيل مكتب الشباب والطلاب الجامعيين، ووضع خطة لتأسيس نادي اجتماعي للسوريين في عنتاب، يحقق التواصل بين مجتمع اللاجئين بما يخدم القضية السورية.
كما تم في ختام مناقشات الوضع التنظيمي، إعادة تجديد وتوسيع مكتب التنسيق العام بالتوافق بين أعضاء المجلس المركزي، وأصبح مكتب التنسيق العام مؤلفاً من (11) عضواً سيتم إعادة توزيع المهام فيما بينهم في اجتماعهم الأول، وتم تكليفهم بوضع روزنامة تنفيذية لخطة الأنشطة القادمة التي تم إقرارها من أعضاء المجلس.
Comments 1