نائل بلعاوي
كتب الأديب الفلسطيني الحر نائل بلعاوي من زاوية الشعر والشاعر؛ عن فنزويلا التي تقسمنا اليوم، كما كان مع الموقف من حرية الشعب السوري وثورات الشعوب العربية ضد الاستبداد: ’’ هي مثل الجنة، ولكن ابوابها موصدة.. لا يدخل أحد اليها ولا يغادرها أحد، فماذا تفعل أمام جنة بلا ابواب.. تكتب عنها، تستدعيها، وتحلم بكنوزها.. هذا ما اقوم به منذ ولدت هناك. ’’. الكلام الشجي والمؤلم اعلاه هو للشاعر الفنزويلي رامون بالوماريس {1935 / 2016} في وصف بلاده الحزينة، شبيهة الصفات بالجنة.. وهي فعلاً شبيهة: جغرافيا أخاذة تمنح المكان جاذبية قصوى. ثروة نفطية هائلة قادرة على تقديم مستويات فريدة من الرخاء للسكان. والكثير من النساء الجميلات، وفنزويلا شهيرة على هذا الصعيد الجميل كونياً. ولكنها بحسب شاعرها وبحسب جميع الوقائع، جنة موصده: معدلات فقر فاضحة لا تتناغم ابداً مع الأرقام الفلكية للثروة النفطية! جريمة منظمة وعنيفة هي الأعلى في العالم! و: {انظمة وطنية} متعاقبة تريد تحرير الارض من الامبريالية الامريكية عبر طريقة واحدة لا غير: تحويل البلاد الشبيهة بالجنة إلى سجن بائس وكبير، وتحويل الثروة إلى جيوب نخبة فاسدة تجتر ذات النشيد السخيف والكاذب والاحمق والمخادع عن محاربة الامبريالية، ناهيك عن الدفع بنساء البلاد الجميلات إلى الهروب والعمل في اسواق البغاء الاميركية والاوروبية أو اللاتينية القريبة! فنزويلا جنة فعلاً، أو جحيمها الأرضي الذي نعرف تطبيقاته المريرة والشبيهة في مطارح عديدة اخرى: سوريا أو كوريا الشمالية، إيران، وغير مطرح منكوب. ونعرف أن الثورات هناك هي الأعلى اخلاقياً وإنسانياً، لكي يستعيد سكان تلك المطارح مفاتيح جنانهم الموصدة.. ولا أعتقد لحظة واحدة بأن هذا الكلام قد يحمل شيئاً من امراض الدفاع عن الامبريالية الامريكية، وهي تستحق الادانة على الدوام، فالحكاية الفنزويلية أكثر بساطة من هراء الايدولوجيا والاناشيد القومية البلهاء وأكبر بكثير من خطابات العداء المفترض والكاذب قولا وفعلا للإمبريالية، هي مثل حكايتنا في تلك الجغرافيا الممتدة بين المحيط والخليج: السعي نحو الحرية والحياة الكريمة ليس أكثر، فنحن مثلهم هناك، لدينا جغرافيا ساحرة وسجينة، ولدينا ثروات طبيعية هائلة ومسروقة.. ولدينا ما لا يعد من النساء الجميلات والقادرات بنظرة واحدة على فتح جميع ابواب الجنان الموصدة. هل قلت بوضوح اعلاه بأنني مع الثورة ضد النظام هناك.. نعم انا معها وبلا تردد، ولو قدر لرامون بالوماريس أن يكون حياً في بلاده الآن، لكان هو الاخر معها، فالإنسان الحقيقي لا يمكن الا أن يكون إلى جانب الحق في الحرية والحياة الكريمة، وفي كل وقت ومطرح.