مصير_ وكالات
بدأت استخبارات النظام منذ صباح الأحد 26 كانون الثاني، بتنفيذ حملات كبيرة في شوارع وأحياء دمشق، بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإجباري. وقال مراسلو “صوت العاصمة” في دمشق، أن دوريات للشرطة العسكرية تتجول على مدار الساعة في أحياء المدينة، خاصة في مناطق التجمعات البشرية في أوقات الذروة، كجسر الرئيس والبرامكة وكراج السومرية وكراجات العباسيين. وتقوم دوريات الشرطة العسكرية بالتمركز والانتشار في الشوارع وإيقاف المارة عشوائياً، مُشاة وركّاب للسيارات العامة والخاصة، لإجراء الفيش الأمني، بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإجباري. وتتزامن الحملة مع صدور قوائم جديدة للاحتياط شملت حتى مواليد 1972، وفقاً لمصادر “صوت العاصمة” وقالت مصادر خاصة من داخل هيئة الأركان لـ “صوت العاصمة” إن القوائم الجديدة التي صدرت في، 25 كانون الثاني، ضمّت أسماء أكثر من 300 ألف مطلوب، جلّهم يُطلب لأول مرة، وذلك بعد إجراء احصاء جديد للموجودين داخل سوريا وخارجها، وشطب أسماء العشرات من المتوفين نتيجة الحرب، بعد إبلاغ ذويهم الجهات المعنية بوفاتهم. ووثق فريق “صوت العاصمة” الأحد 26 كانون الثاني، عشرة اعتقالات على الأقل، طالت مدنيين بعد إجراء الفيش الأمني لهم على حواجز دوار البيطرة والسومرية والمُجتهد. وتُعتبر دفعة الأسماء الجديدة هي الثانية منذ مطلع 2019، فقد أصدرت وزارة الدفاع في اليوم الأول من السنة الجارية، قوائم تضم أسماء أكثر من 15 ألف مطلوب للخدمة الاحتياطية. وقالت مصادر إعلامية موالية أن وزارة الدفاع وجهت كتاباً لوزارة الداخلية مطلع العام الجاري، طالبت فيه بالتشديد على مُلاحظة المُتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية والتسريع في إجراء تحويلهم إلى مراكز السوق بعد إلقاء القبض عليهم، فالتسلسل لتلك العملية هو نقل المُعتقل إلى الشرطة العسكرية في القابون وأحياناً إلى فرع التحقيق العسكري، ويستمر اعتقاله لمدة تقارب الشهر قبل أن يُحوّل إلى الدريج والنبك. ونقلت “صوت العاصمة” عن مصدر خاص من الشرطة العسكرية في القابون، فإن أكثر من 25 شاب ورجل يتم سوقهم يومياً عبر تلك الدوريات، إلى مبنى الشرطة العسكرية، للتحقيق معهم ومن ثم نقلهم إلى ثُكنة الدريج التي يتم فيها تجميع المُجندين إجبارياً. وكانت دمشق قد شهدت حالة من الاستقرار الأمني بعد صدور مرسوم جمهوري، بشطب أسماء المطلوبين للخدمة الاحتياطية، مما أثر على عمل الحواجز العسكرية التي أوقفت العمل بنظام الفيش الأمني، وتوقفت دوريات الشرطة العسكرية والاستخباراتية من إنشاء الحواجز المؤقتة في أحياء مدينة دمشق، إلا أن التراجع غير المُعلن عن المرسوم، وصدور قوائم جديدة تضم مئات آلاف المطلوبين للتجنيد الإجباري، أعاد الشرطة العسكرية إلى سابق عهدها في التجول بالطرقات بحثاً عن مطلوبين.