عدنان أحمد
تتواصل المداولات بين الأطراف المعنية بشأن إقامة “منطقة آمنة” أو منطقة “أمنية” في شمال وشرق سورية، مع ورود معطيات بشأن دور بارز يمكن أن تقوم به “قوات النخبة”، التي يقودها رئيس “تيار الغد” السياسي السوري أحمد الجربا في هذه المنطقة.
وقال عضو المكتب السياسي لحزب “يكيتي” الكردستاني في سورية (أحد أحزاب المجلس الوطني الكردي السوري المعارض) فؤاد عليكو، في تصريح لوكالة “باسنيوز” الكردية، إنه “حتى الآن لا يوجد اتفاق على أي شيء بين الدول المعنية بالملف السوري سوى العنوان العريض بشأن إقامة منطقة آمنة في شرق الفرات، حيث تتواصل المشاورات بين تركيا والولايات المتحدة من جهة، وبين تركيا وروسيا من جهة أخرى”.
وأوضح عليكو أن “فكرة إنشاء المنطقة الآمنة تأتي بالدرجة الأولى لإرضاء تركيا، مع تجنب التصادم العسكري بين تركيا وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي”، مشيراً إلى أن “هذا يعني بالضرورة انسحاب الحزب سياسياً وعسكرياً وإدارياً من المنطقة التي سيتفق على عمقها وطولها دولياً، وإحلال قوات محلية من مختلف المكونات السورية من أبناء هذه المنطقة”.
يأتي هذا في وقت ذكرت تقارير إعلامية، أن واشنطن وأنقرة توصلتا لاتفاق بشأن عدد من المبادئ المتعلقة بإقامة “منطقة أمنية” شمال شرقي سورية بعد الانسحاب الأميركي.
وحسب هذه المعلومات التي أشارت إليها مواقع إعلامية كردية، فإن تركيا طرحت إخراج سبعة آلاف عنصر من الوحدات الكردية إلى خارج المنطقة، على أن يحلّ محلّهم مقاتلون من البشمركة من الكرد السوريين ومقاتلون عرب بدعم رئيس “تيار الغد” أحمد الجربا، مشيرة إلى وجود بعض المناطق العالقة في الاتفاق.
وكان الجربا زار تركيا وإقليم كردستان العراق عدة مرات خلال الأشهر الماضية.
ونقل موقع “باسنيوز” عن مصدر رفض الكشف عن هويته، قوله إن الولايات المتحدة الأميركية بصدد “تشكيل حلف يضم تركيا، العراق، إقليم كردستان، وبشمركة من كرد سورية، وفصائل مسلحة من قوات النخبة التابعة للجربا، ومن قوات “الصناديد” التابعة للشيخ حميدي دهام الجربا، وبعض فصائل الجيش الحر، لتسليمهم شرق الفرات كي لا تستفرد به إيران”.
وأضاف المصدر أن “روسيا أبدت موافقتها على تشكيل الحلف، لكن تركيا ترفض ذلك حتى الآن، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية تضغط عليها للقبول بذلك”.
وكانت الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر “الرياض 2” أعلنت أمس السبت، قيامها بزيارة لإقليم “كردستان العراق”.
وقالت “هيئة التفاوض” في بيان لها، إن وفداً برئاسة نصر الحريري زار الإقليم تلبية لدعوة رسمية من الأخير، حيث التقى مسعود البارزاني لبحث الأوضاع الميدانية في شمالي شرقي سورية، وتطورات العملية السياسية الشاملة.
وبحسب بيان صادر عن مكتب البارزاني، فقد جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات السياسية في الوضع السوري، “وسط التأكيد على الحوار بين الجميع، ودور الأطراف السياسية الكردية السورية في حل المشاكل وتجاوز الأزمات الراهنة”.
ويضم وفد الهيئة الذي يترأسه الحريري، كلًا من عبد الجبار العكيدي وحواس عكيد وإبراهيم برو وقاسم الخطيب وربا حبوش.
وقال الناطق باسم هيئة التفاوض يحيى العريضي لـ”العربي الجديد”، إنه لا يستطيع تأكيد موضوع الاتفاق على انتشار قوات من البشمركة السورية وقوات النخبة في شرق سورية، لكنه أشار إلى أنه تم خلال لقاء وفد “هيئة التفاوض” مع البارزاني “بحث الوضع في منطقة شرق الفرات، وأهمية تجنيبها أي عمل عسكري، ومنع دخول أي “قوى إرهابية” إلى المنطقة، بما فيها النظام السوري ومليشياته”.
وأضاف أنه تم الاتفاق أيضاً على “دور البارزاني المحوري في دفع العملية السياسية وفق قرارات الشرعية الدولية، وضرورة توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين السوريين، وتهيئة الأجواء للوصول إلى دستور سوري، يضمن حقوق جميع السوريين”.
من جهتها، نقلت قناة “الكردية” عن المعارض السوري قاسم الخطيب، أحد أعضاء الوفد، قوله: “أكدنا خلال لقائنا مع الرئيس البارزاني أن يكون هناك كرد سوريون متمثلون في البشمركة، إضافة إلى قوة عربية متمثلة بـ”تيار الغد” السوري”.
وأشار إلى أن “قوات النخبة سيكون لها دور إلى جانب رفاق الدرب معنا في النضال من أجل نقل سورية إلى دولة مدنية ديمقراطية. لهم قوات وتعدادهم ما يقارب سبعة آلاف مقاتل مدربين في الإقليم، الذين هم كرد سوريون من قوات البشمركة”.
وطرحت فكرة دخول قوات من البشمركة، تضم على الأخص كرداً سوريين جرى تدريبهم في الإقليم، إلى مناطق الشرق السوري، سابقاً، لتبديد المخاوف التركية من “وحدات حماية الشعب” الكردية التابعة لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” المصنف على قوائم الإرهاب من جانب تركيا.
وتشكّلت “بشمركة روج آفا” (أي شرق سورية) في مارس/ آذار 2012، من مقاتلين كرد انشقوا بمعظمهم عن الجيش النظامي، وفرّوا نحو كردستان العراق، وأصبحت في يونيو/ حزيران 2015 الذراع العسكرية لـ”المجلس الوطني الكردي”، لتشارك في العمليات العسكرية ضد تنظيم “داعش” في العراق، وفي معارك مدينة عين العرب (كوباني)، في أكتوبر/ تشرين الأول 2014.
وتعمل “قوات النخبة” تحت قيادة التحالف الدولي، وتضم مقاتلين من عشائر عربية في دير الزور والرقة، وبرزت مشاركتها في معارك الرقة ضد تنظيم “داعش”، ويبلغ عدد المقاتلين فيها نحو ثلاثة آلاف، بحسب ما أعلن الجربا في فبراير/ شباط 2017.
ويقطع مثل هذا التحالف، إذا صحّت التقارير بشأنه، الطريق أمام تحركات تجريها قيادة مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) مع روسيا والنظام السوري، للتوافق على خطوات بشأن مستقبل تلك المنطقة.
المصدر: العربي الجديد