دعت مصادر أهلية في مدينة الرقة إلى “التعامل بحذر” مع المعلومات التي تنشرها صفحات مقربة من “قوات سورية الديموقراطية” ومن تنظيم “الدولة الإسلامية”، حول مفاوضات مع “التحالف الدولي” للسماح للتنظيم بالخروج الآمن إلى البادية السورية مقابل إطلاق سراح الأب باولو دالوليو، والصحافي البريطاني جون كانتلي. وشككت تلك المصادر بصحة المعلومة، والهدف من وراء إعادة فتح الملف.
ونقلت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء، عن مصادر قولها، إن “هناك خشية أن تكون دعاية من قبل قوات سورية الديموقراطية الكردية موجّهة للغرب وأوروبا بشكل عام، للتضامن مع هذه القوات في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة بالتخلي عن التنظيم بعد إعلانها الانسحاب العسكري من سوريا”.
ناشط في الشأن الإغاثي في الرقة، أكد للوكالة: “كل المعلومات السابقة تؤكد مقتل الأب باولو. ولا يمكن الجزم بقضية موت الأب الإيطالي، لكن في الوقت ذاته، هناك شكوك كبيرة في الرواية الحالية حول وجوده ضمن صفقة تبادل”، وأضاف: “نعتقد على نطاق واسع بأن الأمر دعاية مُدبّرة لتبرير فسح المجال لنقل مقاتلي داعش من المنطقة إلى البادية السورية، دون استهدافهم من قبل قوات التحالف ومن قبل القوات الفرنسية والبريطانية التي لديها نفوذ في المنطقة”.
من جهة أخرى، أكد وكيل وزارة الشؤون الخارجية الايطالية غوغليلمو بيكّي، على أن السلطات الايطالية “تحافظ على السرية” في تحركاتها، في إشارة إلى الانباء المتداولة بأن الأب اليسوعي باولو دالوليو، لا يزال على قيد الحياة.
وأضاف المسؤول الايطالي في تصريح لإذاعة كاثوليكية: “لكن يمكنني القول إن إيطاليا لم ولن تتخلَى عن أي من مواطنيها وتتابع دائما كل حالة بأقصى قدر من العناية والاهتمام”. وأضاف: “حتى بشأن قضية الأب دالوليو، نريد اليقين والإجابات الواضحة. نحن مدينون لكل مواطن إيطالي في الخارج”.
ونفى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” نقلاً عن مصادر وصفها بـ”الموثوقة”، صحة المعلومات التي نشرتها صحيفة التايمز البريطانية، عن عرض تقدّم به تنظيم “الدولة الإسلامية” المحاصر في دير الزور، للإفراج عن الأب دالوليو المختطف منذ سنوات، مقابل فتح ممر آمن لمن تبقى من قادة وعناصر التنظيم وعوائلهم والمدنيين المتبقين.
وكان “المرصد” قد نشر في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، عن قيادي سوري منشق عن “داعش” أن دالوليو لا يزال على قيد الحياة، وأنه مُحتجز في سجن تشرف عليه “الكتيبة الأوزبكية” غربي مدينة الطبقة من ريف الرقة.
القاصد الرسولي في دمشق الكاردينال ماريو تزيناري، قال: “سيكون خبراً رائعاً إن كان صحيحاً”، إذا كان باولو دالّوليو لا يزال على قيد الحياة.
وكان الكاهن الإيطالي باولو دالّوليو، مؤسس رهبنة دير مار موسى الحبشي في سوريا، قد اختطف في 29 تموز/يوليو 2013 بينما كان متواجداً في مدينة الرقة.
وأضاف تزيناري، لوكالة “آكي” الإيطالية: “إننا نأمل هذا جميعاً، والآن سننتظر”، إن كان النبأ صحيحاً، وتابع “ليست لدي أخبار مباشرة عن الأب دالّوليو منذ وقت طويل. منذ خمس سنوات ونصف ونحن نتبع كل المسارات، حتى أكثرها استحالة، للعثور على الكاهن”، لكن “للأسف لم يكن هناك أي شيء ملموس، ولا حتى سنتيمتراً مربعاً واحداً نبني عليه احتمالات إيجابية أو سلبية”.
واعترف المسؤول الفاتيكاني أنه “كان لدي بصيص أمل حول مصير الأب دالّوليو عندما استمعت مؤخرا لكلمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حين أعلن هدف تنظيف جميع مناطق سوريا التي لا تزال تحت سلطة تنظيم داعش”. وختم بالقول: “عندها فكرت بهذا الشكل: سيظهر الآن إن كان صحيحاً أن هناك رهائن بأيدي التنظيم الجهادي”.
ونقلت صحيفة التايمز البريطانية، عن مصادر كردية “رفيعة المستوى”، قولها إن “داعش يسعى الى اتفاق مع القوى التي تُحاصره، طلباً لطريق آمن للهرب، مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن الذين يدعي أنهم لا يزالون بيده”. وأوضحت الصحيفة أن من بين هؤلاء الرهائن أيضاً، الصحافي البريطاني جون كانتلي، والأب باولو، وممرضة تابعة للصليب الأحمر من نيوزيلندا”، مذكِّرة بأن “الثلاثة اختطفوا بشكل منفصل في أيام هيمنة الجماعة الإرهابية في سوريا”.
وذكرت الصحيفة أن “نائب وزير الداخلية البريطاني بن والاس، قال في لقاء مع الصحافة قبل يومين إن كانتلي، الذي اختطفه تنظيم داعش منذ أكثر من ست سنوات، لا يزال على قيد الحياة”.
ووصفت شقيقة الأب باولو دالّوليو، فرانشيسكا، الأنباء حول إمكانية أن يكون الكاهن اليسوعي لا يزال حيّاً، “حتى إن لم يتم تأكيد أي شيء”، بـ”الإنفراج المهم”. وأضافت لوكالة “آكي”، أن النبأ تلقته عائلة الكاهن اليسوعي هو “أمل حذِر”. وأردفت “لقد بقيت على أمل دائماً بأن يكون باولو على قيد الحياة. نحن نأمل حقا بأن يكون حياً، على الرغم من أنه لم يتم تأكيد أي شيء من قبل وحدة الأزمات”، التابعة لوزارة الخارجية.
وذكرت شقيقة الكاهن أن “المعلومات تبدو ذات مصداقية، ونحن نحاول معرفة شيء ما عنها مع وزارة الخارجية، وأعتقد أن الأمر يتطلب بعض الوقت”. وتابعت “نعيش في حالة عدم يقين، لكن هذا المستجد مهم على أية حال، بعد 5 سنوات من الصمت من جانب الجميع”، مبينة أنها “ستكون أعظم سعادة إن كان الأمر صحيحاً”.
المصدر: المدن