تواصل مليشيات النظام قصف مناطق سيطرة المعارضة المسلحة شمال غربي سوريا. واستهدفت ليل الأحد/الاثنين، بالمدفعية والصواريخ، أكثر من عشرين بلدة وقرية في محيط إدلب، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وشهدت أجواء المناطق المستهدفة تحليقاً مكثفاً لطيران الاستطلاع الروسي. وأكد مصدر معارض لـ”المدن”، أن المليشيات توسعت بعمليات قصفها، خلال اليومين الماضيين، بعدما كانت تركز على مناطق محددة بهدف إجبار سكانها على النزوح كما حصل في ريف معرة النعمان الجنوبي الشرقي، الأسبوع الماضي. كذلك شهدت أجواء المنطقة زيادة ملحوظة في الطلعات الجوية الاستطلاعية للطيران الروسي.
ولم ترد المعارضة والفصائل الإسلامية على تصعيد المليشيات خلال الساعات الـ24 الماضية.
وشهدت مناطق النظام في ريف حماة الشمالي والغربي، تحركات كثيفة للمليشيات، والقوات الروسية منذ بداية شباط/فبراير. وصلت تعزيزات عسكرية جديدة من “الفرقة التاسعة مدرعات” وانتشرت مليشيا “الفيلق الخامس” المدعومة روسياً في خطوط التماس مع المعارضة. وبدأت القوات الروسية عمليات تدريب لمليشيات محلية موالية للنظام.
وتُدرّبُ القوات الروسية 350 عنصراً من المنضمين حديثاً لمليشيا “فوج الطراميح” التابع لـ”قوات النمر” التي يتزعمها العميد سهيل الحسن “النمر”. وتقام التدريبات في مقر “فوج الطراميح” على أطراف بلدة قمحانة شمالي حماة. وتشمل التدريبات سلاح الدبابات، وعمليات الاقتحام والمداهمات الليلة، واستخدام مضادات الدروع، والاشتباك القريب، وعمليات التمشيط وتفادي الألغام. وجزء من التدريبات يشبه المناورات المشتركة، بمشاركة مروحيات روسية، بالأسلحة الحية.
وكان قائد “الطراميح” حيدر نعسان، قد أعلن منتصف كانون الثاني/يناير، أنه مستعد لضم “الفارين” من جيش النظام، واستقبال عناصر “المصالحات” و”تسوية أوضاعهم” وتأمين الحماية لهم. ويجب على المنتسبين الجدد مراجعة مقر الفوج في بلدة قمحانة. وبالفعل إلتحق عدد كبير من المتخلفين والفارين من الخدمة، ومن مناطق “المصالحات”، بـ”فوج الطراميح”، منذ منتصف كانون الثاني/يناير.
وتخضع مجموعات تابعة لمليشيا “لواء القدس الفلسطيني” للتدريب في مواقعها الجديدة في ريف حماة الشمالي. ويُشرف ضباط روس من “الفيلق الخامس” على التدريبات المتنوعة التي يتلقاها أكثر من 300 من عناصر “لواء القدس”، الذين التحقوا بمواقعهم الجديدة مطلع شباط/فبراير، قادمين من شمالي حلب.
ومن المفترض أن تفتتح القوات الروسية دورة تدريبية جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة، لأكثر من 500 عنصر من مليشيات “الدفاع الوطني” في مدينة السقيلبية شمال غربي حماة. وكانت القوات الروسية قد استدعت قبل أيام، القائد العسكري للمليشيا في السقيلبية نبيل عبد الرحمن، إلى قاعدة حميميم في اللاذقية. وسبق ذلك زيارة قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في محردة سيمون الوكيل. ويبدو أن قائدي مليشيات “الدفاع الوطني”، في محردة والسقيلبية المسيحيتين، قد أجبرا على فك ارتباطهما بقيادة “الدفاع الوطني” و”الفرقة الرابعة” لصالح الارتباط بروسيا و”الفيلق الخامس”.
وتم تكريم سيمون الوكيل، بمجموعة أوسمة روسية مقدمة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ووسام وزارة الدفاع الروسية، وأوسمة جوية وبحرية وبرية وفضائية واستراتيجية. وتم تخريج دفعة من عناصر مليشيا “الدفاع الوطني” في محردة والسقيلبية نهاية كانون الثاني/يناير، بعد تدريبها على يد ضباط روس من “الفيلق الخامس”.
وزار قائد “الفرقة التاسعة مدرعات” اللواء رمضان رمضان، قبل أيام قليلة جبهات ريف حماة، والتقى الكتائب المدرعة التابعة له، والتي انتشرت في أكثر من موقع في سهل الغاب وكرناز التي تم دعمها بسلاح المدرعات مؤخراً.
وكانت “الفرقة التاسعة مدرعات” قد أرسلت تباعاً على مدى الأسبوعين الماضيين، المئات من العناصر والدبابات إلى ريف حماة، قادمة من الجنوب السوري. جزء كبير من المدرعات والدبابات التي أرسلتها “التاسعة”، كانت قد تسلمتها من فصائل المعارضة المسلحة بعد اتفاق “التسوية”. وأعيد تأهيل تلك المدرعات في ورشات الإصلاح التابعة لـ”التاسعة” وأعيدت إلى الخدمة مرة أخرى.
المصدر: المدن