أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، موافقة الجانب الأمريكي على الحيلولة دون تأخير تنفيذ “خارطة الطريق” المتعلقة بمدينة منبج السورية، واستكمالها في أقرب وقت.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها “أكار” للأناضول، السبت، حول مباحثاته مع وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، في واشنطن، الجمعة.
وذكر الوزير أنه التقى مسؤولي البنتاغون، برفقة الوفد المرافق له الذي يضم رئيس الأركان يشار غولر، وسفير أنقرة لدى واشنطن سردار كيليتش، مرحبًا بحسن استضافة الجانب الأمريكي.
وبيّن أن الاجتماع تناول بشكل أساسي مكافحة الإرهاب، وأنه أكّد مرة أخرى التزام تركيا بمكافحة جميع المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها “بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك” وتنظيم الدولة “داعش” و”غولن”.
وأضاف أكار: “رأينا أن الجانب الأمريكي ينظر بإيجابية أيضًا حيال إجراءاتنا في هذه المسألة”.
وقال إن الأمريكيين “وافقوا على عدم تأخير خارطة طريق منبج، واستكمالها في أقرب وقت، وقالوا إنهم سيدرسون هذا الأمر”.
وأوضح أن الوفد التركي أكّد على ضرورة إخلاء “منبج” من مقاتلي “ي ب ك” في أقرب وقت، وسحب الأسلحة منهم، وتسليم إدارة المدينة إلى أهلها.
فيما لفت إلى أن الجانب التركي طرح كذلك مسألة تسليم زعيم منظمة “غولن” الإرهابية المقيم في الولايات المتحدة، وبقية أعضائها.
وتابع في السياق ذاته: “سنواصل متابعة هذه القضية عن كثب خلال الأيام المقبلة”.
وعلى صعيد آخر، قال أكار إنه تبادل الآراء مع مسؤولي البنتاغون فيما يخص قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من سوريا.
وأشار أنه شدد على ضرورة عدم ترك فراغ في السلطة أثناء انسحاب القوات الأمريكية، بأي شكل من الأشكال.
وكان ترامب قد أعلن في 19 ديسمبر/ كانون أول 2018، قراره سحب قوات بلاده من سوريا، لكن دون تحديد جدول زمني، فيما صرّح مساء الجمعة، بأنه قرر الإبقاء على 400 جندي، معتبرًا أن ذلك لا يعني تغييراً على ما أعلنه سابقًا.
وذكر أكّار أن الاجتماع بحث أيضًا موضوع المنطقة الآمنة في سوريا، وأن الجانب التركي أكّد لنظيره الأمريكي ضرورة سحب إرهابيي “بي كا كا/ ي ب ك” من المنطقة، ووضعها تحت إشراف تركيا.
كما أكد على ضرورة ضمان عودة السوريين الذين تستضيفهم تركيا، من أكراد وعرب وآشوريين وكلدان، إلى أراضيهم ومنازلهم في أقرب وقت.
وفيما يتعلق بالاتصال الهاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، قال أكار إنه شاهد الانعكاسات الإيجابية لبعض نقاط التفاهم التي تم التوصل إليها خلال الاتصال.
وأوضح أن الوفد التركي لاحظ خلال الزيارة، أن مسؤولي الولايات المتحدة التي تعد شريكة استراتيجية، يأخذون بعين بالاعتبار مخاوف تركيا الأمنية.
من جهة أخرى، قال أكار إن الوفد التركي بحث أيضًا مع الجانب الأمريكي المسائل المتعلقة بطائرات “إف-35” ومنظومتي صواريخ “إس-400″ الروسية و”باتريوت” الأمريكية.
وأوضح بهذا الصدد أن تركيا ستواصل العمل حيال هذه المسائل، وأن الوفد التركي اتفق مع المسؤولين الأمريكيين على بذل الجهود من أجل حل المشاكل في هذا الإطار بين البلدين.
واستطرد الوزير التركي: “سنواصل تبادل الآراء، وسوف نسعى قدر الإمكان لتحقيق بعض التطورات في هذه المسائل خلال الأيام القادمة”.
كما أكّد على أن تركيا تستهدف الإرهابيين فقط، وليس لديها مشاكل إطلاقًا مع أشقائها الأكراد والعرب، والمجموعات العرقية والدينية الأخرى في سوريا.
وشدّد على أن “(بي كا كا/ ي ب ك) لا تمثل الأكراد، مثلما لا يمثل داعش المسلمين”، مبينًا أن “بي كا كا” و”ب ي د” و”ي ب ك” هي عبارة عن منظمة إرهابية واحدة.
المصدر: القدس العربي (الأناضول)