نجم عمورة
بحسب تقديرات رسمية لمصلحة الهجرة السويدية، فإن نحو 163 ألف شخص تمكنوا من الدخول إلى السويد عام 2015، مع توال لدخول آلاف آخرين في فترة لاحقة، رغم تشديد استوكهولم لإجراءاتها الحدودية، ومنها العمل بمراقبة وفحص الداخلين من بوابتها شبه البرية جنوباً، عبر جسرها الواصل بين مالمو والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن. نصيب القادمين من سورية من بين لاجئي السويد لا يقل بتقديرات مصلحة الهجرة عن 100 ألف شخص.
محاولة حكومة يسار الوسط، بزعامة رئيس الوزراء ستيفان لوفين، لدمج تلك الأعداد في المجتمع السويدي واجهت أحياناً تحديات ومصاعب، ذاتية وموضوعية، وفي أحيان أخرى نجاحات محفزة، سهلت على البعض تأسيس حياة جديدة بعد معاناة طويلة في طريق النجاة من لهيب الحرب السورية، ومشاكل أخرى في المناطق التي قدم منها هؤلاء الآلاف، باضطرار كثيرين لركوب أمواج البحر والسير مسافات طويلة عبر أوروبا وصولاً للشمال.
ورغم كل المساعي، على الجانبين السويدي ومجتمع الهجرة واللجوء، لجعل الاندماج والمشاركة في تأسيس هذه الحياة التي لجأ لأجل تحقيقها كثيرون، تبقى المصاعب والتحديات قائمة حتى بمرور الوقت.
سوق العمل
أظهرت تجارب السنوات الماضية في مختلف محافظات السويد، أن الدخول إلى سوق العمل ليس بالسهولة التي اعتقدها كثيرون، ولا سيما في المجالات التي تحتاج إلى مهارة واختصاصات علمية متقدمة.
يضطر العديد من القادمين الجدد، نتيجة مصاعب الواقع ومطالب ترتبط بالتأهيل العلمي والشهادات، للتوجه نحو أعمال لا تتطلب مهارة وخبرة كبيرتين.
وإلى جانب ذلك، فإن واقع اللجوء والرغبة بالعمل للفئة العمرية في عقدها الرابع أشدّ قسوة في الالتحاق بسوق العمل. هذه الفئة تحديداً تواجه مشكلة عزوف أرباب العمل عن منحهم فرصة، استناداً إلى مفهوم سائد عن أنهم ربما أقل مرونة ومعرفة بالتقنيات الحديثة من غيرهم من فئات عمرية أصغر. ولدى الكثيرين ممن يحملون شهادات علمية وتخصصات علمية، وعملوا بها قبل وصولهم إلى السويد، تجارب غير سارّة في هذا السياق. وعن ذلك يذكر لـ”العربي الجديد” الدكتور طارق الجزار، القادم من العراق، أنه رغم حمله شهادة دكتوراه في علوم السموم، لم يحصل على فرصة عمل في مجال تخصصه “فمكتب العمل (المسؤول عن إيجاد وظائف للاجئين والمواطنين) لا يأخذ بالاعتبار الفروق العلمية بين القادمين الجدد وخصوصاً أثناء تعليم اللغة السويدية للأجانب”.
ويشير الجزار في هذا المجال، إلى غياب تأهيل أصحاب الخبرات والشهادات العلمية للانخراط في سوق العمل، كما يجري مع غيرهم ممن يحضرون من دول أوروبية أخرى، وخصوصاً من شرق القارّة، بتأهيلهم لغوياً وأخذ الشهادات بالاعتبار لإلحاقهم بالقطاعات المختلفة التي تحتاج إليها السويد.
وما ينطبق على طارق الجزار لناحية غياب فرص العمل، يذكر لـ”العربي الجديد” السيد نجدة عوده، وهو في عقده السادس وقادم من سورية، أنه حاصل على إجازة اللغة الإنكليزية من جامعة دمشق وعلى دبلوم تربية ولديه خبرة طويلة، “ومع ذلك لم أحصل على فرصة للعمل. وكل ما حصلت عليه هو دورة لمدة 6 أشهر في جامعة استوكهولم وتدريب في عدة مدارس، والنتيجة أني عدت إلى المربع الأول أبحث عن عمل”.
بين القادمين الجدد من أنهوا دراسة الطبّ، ومارسوها في بلادهم، ورغم شكوى السويد من نقص في أعداد الأطبّاء والممرضين، لا يوجد نظام واضح للاستفادة من طاقات اللاجئين ومهاراتهم لسدّ الحاجة وتخفيف لوائح الانتظار الطويلة للعلاج بسبب هذا النقص. ويذكر الطبيب هاني من سورية، أنه عمل في سورية ومصر والكويت في الطبّ البشري، “تمت الموافقة على شهادتي وبعدها طلب مني أن أجري امتحان المعرفة الطبّية، ما يعني عملياً إعادة دراسة الطبّ مجدداً لسنوات، وهو ما قمت به بالأصل لست سنوات”.
والجدير بالذكر، أن النظام التعليمي في السويد يمنح الطلبة كل الفرص الدراسية بالتساوي مع السويديين، بما فيها الالتحاق بالجامعات والمنح الدراسية خارج البلد، وتوفر الدولة أيضاً منح قروض مالية ميسرة لمن يرغب باستكمال دراسته، على أن يسددها بعد التخرج والحصول على عمل.
ولا فرق هنا بين شاب وكبير، فمن أراد أن يدرس فذلك متاح في النظام السويدي.
وعن ذلك يذكر عبد الله الولي، فلسطيني من سوريا، وهو في الـ56 من العمر لـ”العربي الجديد”، أنه أنهى دراسة سنة ونصف في مدرسة التمريض وسوف تنتهي دراسته بعد نحو ستة أشهر، وسيحصل على عملٍ ممرضاً في أحد المراكز الطبّية. والأمر ينطبق على مجالات دراسة تربوية لمن قدم حديثاً إلى البلد، فتذكر السيدة يوردانوس، القادمة من إريتريا أنها تدرس حالياً التربية”، وأتوقع الحصول على عمل مشرفة أطفال أو ممرضة، وأنا سعيدة بهذا البلد الذي يوفر الحرية والديمقراطية والمساواة”.
وبالعموم، تظل الفرص قائمة في السويد لمن يريد بناء حياة جديدة، ويحاول رغم المصاعب الوصول إلى تسوية مع الذات لتحقيق استقرار نفسي واجتماعي، بعيداً عن كل التحديات والمصاعب بسبب فروق بين تركيبة المجتمعات الأصلية وبلد المهجر الجديد.
التواصل مع السويديين
يواجه اللاجئون الجدد أنماطاً اجتماعية مختلفة في السويد، تختلف عن تلك التي عاشوها في مجتمعاتهم. فإلى جانب أن الشعب السويدي متحفظ، وازدادت لديه مشاعر الخوف من الغرباء، ومن المسلمين بعدما مسّتهم عمليات إرهابية وقعت في أوروبا في عاصمتهم استوكهولم في 2017، فإن العلاقات الاجتماعية التي اعتادها المهاجرون واللاجئون ليست متوفرة لهؤلاء. وشعر العديد من اللاجئين بصدمة من واقع لا تتوفر فيه علاقات اجتماعية اعتادوها مع محيطهم في دولهم الأصلية.
وتذكر السيدة هيام أنها تقيم منذ ثلاثة أعوام في إحدى ضواحي المدن السويدية، “ورغم مرور كل تلك السنوات، لم أتعرف إلى أحد من جيراني السويديين. فقضية الاندماج صحيح أنها بحاجة إلى لغة، لكنها أيضاً تحتاج لتوفر بعض الانفتاح السويدي على الأسر اللاجئة أقله للتمرن على اللغة”. وإلى جانب ذلك، يذكر آخرون أن توجه الأجانب للسكن في شبه منعزلات، غيتوهات، واتخاذ موقف متعصب من المحيط السويدي، تحت شعار “الحفاظ على هويتنا وثقافتنا” والامتناع عن مخالطة المحيط، بظن آخرين أن “ثقافتنا وتقاليدنا أفضل من السويدية” يزيد الأمر تعقيداً.
معضلة السكن
إذا كانت مشكلة سوق العمل من أكثر التحديات التي يواجهها القادم الجديد إلى السويد، فإن مشكلة المسكنهاجس آخر لدى هؤلاء. فإذا لم يلتحق المهاجر بعمل وليس لديه دخل شهري يتناسب مع أجرة المسكن، فهو لا يستطيع اختيار مكان سكنه بسهولة. وغالبا ما تضطر الظروف الكثيرين للسكن بعيدا عن المدن، في أرياف بعيدة، وهو ما يسبب مشاكل عدة للقادمين من مدن كبيرة، أو الساعين لإيجاد عمل. ومعظم اللاجئين يعبرون عن رغبتهم في السكن وسط المدن الكبيرة. يبرر هؤلاء تلك الرغبة بأنه “في الأرياف تكون الأندية الرياضية والنشاطات الثقافية والترفيهية للأطفال بعيدة، ما يزيد الأعباء المادية والوقت للوصول إلى الأنشطة”. هذا بالإضافة إلى فرص عمل أكبر في المدن، وتشكو لـ”العربي الجديد” بعض الأسر “أجواء عزلة” لم تعتد عليها. فانتظار الحصول على سكن قريب من المدن أو فيها يمتد لسنوات، وهذا ينطبق على الجميع، سويديين ومهاجرين ولاجئين، فلا فرق في قوائم الانتظار.
لكن، ورغم ذلك النهج الذي يسود بالأغلب لدى جيل الآباء، ثمة جيل شاب يمتلك الكثير من الطموح والإمكانيات ويسعى لأن يكون له مكانته في مجتمعه الجديد. وفي السياق، تمكن العديد من أبناء هذا الجيل من مواصلة تحصيله العلمي والدراسة في الجامعات. وامتلك بعضهم خبرات جيدة، ووصل بعضهم لمناصب وظيفية جيدة في البلد
18 مارس 2019
بحسب تقديرات رسمية لمصلحة الهجرة السويدية، فإن نحو 163 ألف شخص تمكنوا من الدخول إلى السويد عام 2015، مع توال لدخول آلاف آخرين في فترة لاحقة، رغم تشديد استوكهولم لإجراءاتها الحدودية، ومنها العمل بمراقبة وفحص الداخلين من بوابتها شبه البرية جنوباً، عبر جسرها الواصل بين مالمو والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن. نصيب القادمين من سورية من بين لاجئي السويد لا يقل بتقديرات مصلحة الهجرة عن 100 ألف شخص.
محاولة حكومة يسار الوسط، بزعامة رئيس الوزراء ستيفان لوفين، لدمج تلك الأعداد في المجتمع السويدي واجهت أحياناً تحديات ومصاعب، ذاتية وموضوعية، وفي أحيان أخرى نجاحات محفزة، سهلت على البعض تأسيس حياة جديدة بعد معاناة طويلة في طريق النجاة من لهيب الحرب السورية، ومشاكل أخرى في المناطق التي قدم منها هؤلاء الآلاف، باضطرار كثيرين لركوب أمواج البحر والسير مسافات طويلة عبر أوروبا وصولاً للشمال.
ورغم كل المساعي، على الجانبين السويدي ومجتمع الهجرة واللجوء، لجعل الاندماج والمشاركة في تأسيس هذه الحياة التي لجأ لأجل تحقيقها كثيرون، تبقى المصاعب والتحديات قائمة حتى بمرور الوقت.
سوق العمل
أظهرت تجارب السنوات الماضية في مختلف محافظات السويد، أن الدخول إلى سوق العمل ليس بالسهولة التي اعتقدها كثيرون، ولا سيما في المجالات التي تحتاج إلى مهارة واختصاصات علمية متقدمة.
يضطر العديد من القادمين الجدد، نتيجة مصاعب الواقع ومطالب ترتبط بالتأهيل العلمي والشهادات، للتوجه نحو أعمال لا تتطلب مهارة وخبرة كبيرتين.
وإلى جانب ذلك، فإن واقع اللجوء والرغبة بالعمل للفئة العمرية في عقدها الرابع أشدّ قسوة في الالتحاق بسوق العمل. هذه الفئة تحديداً تواجه مشكلة عزوف أرباب العمل عن منحهم فرصة، استناداً إلى مفهوم سائد عن أنهم ربما أقل مرونة ومعرفة بالتقنيات الحديثة من غيرهم من فئات عمرية أصغر. ولدى الكثيرين ممن يحملون شهادات علمية وتخصصات علمية، وعملوا بها قبل وصولهم إلى السويد، تجارب غير سارّة في هذا السياق. وعن ذلك يذكر لـ”العربي الجديد” الدكتور طارق الجزار، القادم من العراق، أنه رغم حمله شهادة دكتوراه في علوم السموم، لم يحصل على فرصة عمل في مجال تخصصه “فمكتب العمل (المسؤول عن إيجاد وظائف للاجئين والمواطنين) لا يأخذ بالاعتبار الفروق العلمية بين القادمين الجدد وخصوصاً أثناء تعليم اللغة السويدية للأجانب”.
ويشير الجزار في هذا المجال، إلى غياب تأهيل أصحاب الخبرات والشهادات العلمية للانخراط في سوق العمل، كما يجري مع غيرهم ممن يحضرون من دول أوروبية أخرى، وخصوصاً من شرق القارّة، بتأهيلهم لغوياً وأخذ الشهادات بالاعتبار لإلحاقهم بالقطاعات المختلفة التي تحتاج إليها السويد.
وما ينطبق على طارق الجزار لناحية غياب فرص العمل، يذكر لـ”العربي الجديد” السيد نجدة عوده، وهو في عقده السادس وقادم من سورية، أنه حاصل على إجازة اللغة الإنكليزية من جامعة دمشق وعلى دبلوم تربية ولديه خبرة طويلة، “ومع ذلك لم أحصل على فرصة للعمل. وكل ما حصلت عليه هو دورة لمدة 6 أشهر في جامعة استوكهولم وتدريب في عدة مدارس، والنتيجة أني عدت إلى المربع الأول أبحث عن عمل”.
بين القادمين الجدد من أنهوا دراسة الطبّ، ومارسوها في بلادهم، ورغم شكوى السويد من نقص في أعداد الأطبّاء والممرضين، لا يوجد نظام واضح للاستفادة من طاقات اللاجئين ومهاراتهم لسدّ الحاجة وتخفيف لوائح الانتظار الطويلة للعلاج بسبب هذا النقص. ويذكر الطبيب هاني من سورية، أنه عمل في سورية ومصر والكويت في الطبّ البشري، “تمت الموافقة على شهادتي وبعدها طلب مني أن أجري امتحان المعرفة الطبّية، ما يعني عملياً إعادة دراسة الطبّ مجدداً لسنوات، وهو ما قمت به بالأصل لست سنوات”.
والجدير بالذكر، أن النظام التعليمي في السويد يمنح الطلبة كل الفرص الدراسية بالتساوي مع السويديين، بما فيها الالتحاق بالجامعات والمنح الدراسية خارج البلد، وتوفر الدولة أيضاً منح قروض مالية ميسرة لمن يرغب باستكمال دراسته، على أن يسددها بعد التخرج والحصول على عمل.
ولا فرق هنا بين شاب وكبير، فمن أراد أن يدرس فذلك متاح في النظام السويدي.
وعن ذلك يذكر عبد الله الولي، فلسطيني من سوريا، وهو في الـ56 من العمر لـ”العربي الجديد”، أنه أنهى دراسة سنة ونصف في مدرسة التمريض وسوف تنتهي دراسته بعد نحو ستة أشهر، وسيحصل على عملٍ ممرضاً في أحد المراكز الطبّية. والأمر ينطبق على مجالات دراسة تربوية لمن قدم حديثاً إلى البلد، فتذكر السيدة يوردانوس، القادمة من إريتريا أنها تدرس حالياً التربية”، وأتوقع الحصول على عمل مشرفة أطفال أو ممرضة، وأنا سعيدة بهذا البلد الذي يوفر الحرية والديمقراطية والمساواة”.
وبالعموم، تظل الفرص قائمة في السويد لمن يريد بناء حياة جديدة، ويحاول رغم المصاعب الوصول إلى تسوية مع الذات لتحقيق استقرار نفسي واجتماعي، بعيداً عن كل التحديات والمصاعب بسبب فروق بين تركيبة المجتمعات الأصلية وبلد المهجر الجديد.
التواصل مع السويديين
يواجه اللاجئون الجدد أنماطاً اجتماعية مختلفة في السويد، تختلف عن تلك التي عاشوها في مجتمعاتهم. فإلى جانب أن الشعب السويدي متحفظ، وازدادت لديه مشاعر الخوف من الغرباء، ومن المسلمين بعدما مسّتهم عمليات إرهابية وقعت في أوروبا في عاصمتهم استوكهولم في 2017، فإن العلاقات الاجتماعية التي اعتادها المهاجرون واللاجئون ليست متوفرة لهؤلاء. وشعر العديد من اللاجئين بصدمة من واقع لا تتوفر فيه علاقات اجتماعية اعتادوها مع محيطهم في دولهم الأصلية.
وتذكر السيدة هيام أنها تقيم منذ ثلاثة أعوام في إحدى ضواحي المدن السويدية، “ورغم مرور كل تلك السنوات، لم أتعرف إلى أحد من جيراني السويديين. فقضية الاندماج صحيح أنها بحاجة إلى لغة، لكنها أيضاً تحتاج لتوفر بعض الانفتاح السويدي على الأسر اللاجئة أقله للتمرن على اللغة”. وإلى جانب ذلك، يذكر آخرون أن توجه الأجانب للسكن في شبه منعزلات، غيتوهات، واتخاذ موقف متعصب من المحيط السويدي، تحت شعار “الحفاظ على هويتنا وثقافتنا” والامتناع عن مخالطة المحيط، بظن آخرين أن “ثقافتنا وتقاليدنا أفضل من السويدية” يزيد الأمر تعقيداً.
معضلة السكن
إذا كانت مشكلة سوق العمل من أكثر التحديات التي يواجهها القادم الجديد إلى السويد، فإن مشكلة المسكنهاجس آخر لدى هؤلاء. فإذا لم يلتحق المهاجر بعمل وليس لديه دخل شهري يتناسب مع أجرة المسكن، فهو لا يستطيع اختيار مكان سكنه بسهولة. وغالبا ما تضطر الظروف الكثيرين للسكن بعيدا عن المدن، في أرياف بعيدة، وهو ما يسبب مشاكل عدة للقادمين من مدن كبيرة، أو الساعين لإيجاد عمل. ومعظم اللاجئين يعبرون عن رغبتهم في السكن وسط المدن الكبيرة. يبرر هؤلاء تلك الرغبة بأنه “في الأرياف تكون الأندية الرياضية والنشاطات الثقافية والترفيهية للأطفال بعيدة، ما يزيد الأعباء المادية والوقت للوصول إلى الأنشطة”. هذا بالإضافة إلى فرص عمل أكبر في المدن، وتشكو لـ”العربي الجديد” بعض الأسر “أجواء عزلة” لم تعتد عليها. فانتظار الحصول على سكن قريب من المدن أو فيها يمتد لسنوات، وهذا ينطبق على الجميع، سويديين ومهاجرين ولاجئين، فلا فرق في قوائم الانتظار.
لكن، ورغم ذلك النهج الذي يسود بالأغلب لدى جيل الآباء، ثمة جيل شاب يمتلك الكثير من الطموح والإمكانيات ويسعى لأن يكون له مكانته في مجتمعه الجديد. وفي السياق، تمكن العديد من أبناء هذا الجيل من مواصلة تحصيله العلمي والدراسة في الجامعات. وامتلك بعضهم خبرات جيدة، ووصل بعضهم لمناصب وظيفية جيدة في البلد
المصدر: العربي الجديد