صدر عن جالية سورية الحرة في رومانيا/ بوخارست بتاريخ اليوم 19آذار/مارس 2019، البيان التالي: ” فجع العالم بالجريمة الارهابية النكراء في نيوزيلاندة التي ذهب ضحاياها، حتى الآن، 50 مسلما مصليا في يوم عظيم ومقدس عند المسلمين، وفي مكان طاهر للعبادة يقصده الناس لإفشاء السلام والرحمة للعالمين كما جاء في تعاليم الدين الاسلامي السمح.
تكشف الحادثة أن التطرف ليس نابعا من قيم دين بعينه، أو منطقة جغرافية محددة، أو نتاج ثقافة بذاتها، بقدر ما هو عالمي، أسبابه الحقيقية تاريخية وسياسية وعنصرية، عابرة، إضافة لشذوذ شخصي (كراهاني)، تغذيه قوى عالمية كبرى، وتبشر به، وتحشد له من خلال حروب السيطرة والعدوان والهيمنة بشكل ينافي كل القيم والمفاهيم التي خطتها المسيرة الإنسانية، وخصوصا في هذا الطور من تاريخ البشرية، مدعية بهتانا وزورا أن الاسلام دين تطرف وعنف وارهاب، ما يخلق ردود فعل، منظمة وعفوية، وينمي الحقد والكراهية ضد الاسلام ومعتنقيه. إذ ندين هذا العمل الجبان البشع في مضامينه، وغاياته، فإننا ندين كل عمل إرهابي، ونؤكد كسوريين أننا أول ضحايا الإرهاب في العالم وخصوصا في السنوات الأخيرة، بعد انطلاق ثورة الحرية والكرامة التي فجرها شعبنا البطل قبل ثماني سنوات من الآن، ودفع ثمنها غاليا قتلا وتدميرا وتهجيرا… إننا نرى أن المعالجة العميقة لظاهرة التطرف والإرهاب تقتضي جهودا دولية حثيثة تطبق فيها معايير الحق والعدل وحقوق الإنسان باعتبارها الشرعة الناظمة للعالم بدوله وجماعاته وأفراده.
إننا نترحم على الضحايا الذين سقطوا دون ذنب اقترفوه، أو فعل شائن ارتكبوه، ونطالب العالم بمراجعة سياساته المنتجة للإرهاب والتطرف، واتخاذ كافة الاجراءات التي تكفل حرية العبادة والمعتقد، والكف عن بث سياسات التفرقة، وخطابات الكراهية.” وأكد البيان أن ” الأسباب العميقة ومن يتحمل مسؤولية غير مباشرة لهذا الفعل الاجرامي هي وسائل إعلام وساسة وأحزاب وشخصيات على مستوى قادة دول كبرى في العالم في ظل انتشار الشعوبية وتناميها بشكل مطرد متخذة أشكالا متعددة، إضافة لما أشرنا إليه من أسباب. لا تكفي سياسات التضامن اللحظية، ولا الادانات اللفظية، فقد تكرر الأمر وفي بلدان عديدة حول العالم، ما يؤشر الى مخاطر كبيرة سيتضرر العالم بأكمله منها. الرحمة للضحايا … السلام والأمن للعالم بأسره.” ثم قال: ” نعم لتقديم كافة المجرمين والقتلة للعدالة والقصاص، من منفذ اعتداء المسجد في نيوزيلاندة الى بشار الأسد رمز الإرهاب الأول في العالم. لا للتطرف والارهاب أيا كان مصدره ومبعثه.”