يقول عزو فليطاني ” نحن نسعى في الداخل السوري الجريح، مع الشرفاء من الشعب السوري الذين هجروا قسرًا من كوادر سياسية ومعارضة وكوادر علمية ونشطاء في الخارج، نعمل لتكوين جسم سياسي للثورة، بالتوازي مع المكون العسكري (الجيش الحر) لتمثيل الثورة وشعبنا، في جميع الهيئات الدولية”.
في حوار لمصير مع الأستاذ عزو فليطاني/ أبو زياد رئيس الهيئة السياسية في الغوطة الشرقية، حول ما يحدث في الغوطة الشرقية، وقوفًا مع جملة المتغيرات السريعة التي تحصل، حيث يتقدم ثوار الغوطة ويحاصرون مجموعة كبيرة من الضباط والجنود التابعين للنظام السوري، في وقت يستمر فيه القصف بالطيران، وفي كل أنواع الأسلحة على المدنيين في دوما والغوطة الشرقية برمتها، حيث المجازر تلو المجازر، يوقعها النظام المجرم وشبيحته بحق الشعب السوري في الغوطة الشرقية، وسط خذلان عامي واضح المعالم، وعجز عربي لا مثيل له. السيد فليطاني أكد لنا أنه ” منذ أن بدأت المرحلة الثالثة من معركة (بأنهم ظلموا)في بداية الأسبوع الماضي وأعلنت قيادة المعركة على لسان ناطقها الرسمي (أبو جعفر) وانضمام فيلق الرحمن إلى المعركة، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة، بدأت تتواصل الانتصارات من داخل الإدارة حيث كانت المرحلة الثانية تهدف إلى التمدد باتجاه الأحياء السكنية وكتل الأبنية المجاورة للإدارة، حي العجمي، وحي الجسرين، والفرن الآلي، ومديرية الخدمات، والمحافظة والأمن الجنائي، وهذا التمدد يهدف استراتيجيًا إلى إطباق الحصار على الإدارة، وقطع طرق الإمداد، وقد تحقق ذلك ولله الحمد، أما الهدف الاستراتيجي من المرحلة الثالثة فهو العمل داخل الإدارة من جهة عربين قطاع (فيلق الرحمن ) والتمكن من السيطرة على المعهد الفني داخل الإدارة، والسيطرة النارية على طريق حرستا عربين، وعلى سور فرع الجوية وعلى وزارة الري وأكساد، وكانت المعارك الدائرة قد تسببت باستشهاد 17 من فيلق الرحمن، مع قائد اللواء المتقدم وتم تحقيق نصر في اليوم الثاني، واستمرار التقدم داخل الإدارة، وأسر عدد كبير من قوات العصابة الأسدية، من المحاصرين، وانشقاقات بين صفوفهم واستسلامهم خاصة من لواء القلمون الذي أبعد عن الاستمرار في المشاركة . وتم تصوير عدد من الأسرى ومقابلتهم، والاطلاع على حسن معاملتهم ضمن محافظة ريف دمشق الحرة، والتأكد من تطبيق الاتفاقيات الدولية في الحروب.” ثم أضاف فليطاني قائلًا ” أما زخم المعركة في مرحلتها الثالثة فجاء على أعتاب محاولات النظام المستميتة في فك الحصار عن المحاصرين داخل الإدارة حيث يتوقع وجود رتب عسكرية كبيرة بينهم، وذلك في إحداث خرق من أحد الجبهات في حرستا، من جهة كرم الرصاص والمشفى العسكري، وإشغال جيش الإسلام عن الدخول في المعركة، وفتح عدة جبهات في جهة أوتوستراد دمشق حمص، وكذلك في جبهة الزريقية والريحان، ولكن جميع محاولات النظام باءت في الفشل، وقد دخلت بعض المجموعات من جيش الإسلام المعركة ولله الحمد. وهذا ما أدى أن يجن جنون النظام، وأخذ بالتصعيد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وارتكاب المجازر المتنقلة بين مدن وبلدات الغوطة الشرقية وذلك من أجل لي ذراع التشكيلات العسكرية. ولكن الحاضنة الشعبية في الغوطة الشرقية حسمت أمرها وصممت على الانتصار وعدم فك ارتباطها مع أبنائها العسكريين، وأصبح أهالي الغوطة يد واحدة وتناسوا خلافاتهم والتقسيمات التي فرضت عليهم نتيجة الاقتتال الداخلي، وهم الآن متعاونون على مستوى جميع القطاعات، ويتقاسمون فيما بينهم الفتات من المواد الغذائية والخبز والدواء والآليات، في فتح الطرقات وتعاون المؤسسات المدنية من حكومة مؤقتة ومحافظة ومجالس محلية.” ونوه فليطاني إلى أن ” هذه المعركة لها تداعياتها على المستوى الداخلي السوري والخارجي، وكذلك فإن فتح معارك الشمال الحموي والجنوب الادلبي، والانتصارات التي تم تحقيقها هناك، كل ذلك وأيضًا فالأمل كبير في دخول تشكيلات درعا.” ويرى فليطاني أنه ” بعد تهميش الضامن الثلاثي لقضية الشعب السوري، وعدم رفع المعاناة عن الشعب، وعدم جديته في الانحياز إلى حل المسألة رغم ادعائه وعدم انصياع النظام إلى تنفيذ القرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن وتجميدها، وعدم إيجاد قوة تنفيذية ملزمة وآلية للضغط على النظام. كل ذلك سيترك تداعيات أيضًا على جميع المؤتمرات التي تعقد خارج المظلة الدولية وأروقة الأمم المتحدة، من أستانا إلى سوتشي، وجميع من يحضر مثل هذه المؤتمرات لا يمثلنا، ونحن نسعى في الداخل السوري الجريح، مع الشرفاء من الشعب السوري الذين هجروا قسرًا من كوادر سياسية ومعارضة وكوادر علمية ونشطاء في الخارج، نعمل لتكوين جسم سياسي للثورة، بالتوازي مع المكون العسكري (الجيش الحر) لتمثيل الثورة وشعبنا، في جميع الهيئات الدولية، وتشكيل قوى ناعمة ضاغطة بالتعاون مع شعوب العالم وهيئات المجتمع المدني. ومهما حاولت قوى الشر لا تستطيع كسر إرادة شعبنا السوري البطل حتى تنتصر ثورته في الحرية والكرامة والعدالة، والوطن للجميع وفوق الجميع، ومسؤولية الجميع. نحن لسنا هواة قتل ولسنا عصابات كما يدعي النظام، نحن شعب هُجِّر منه الملايين ودُمرت أغلب مدنه وقراه، واعتقل منه مئات الآلاف، من حقنا الشرعي والدولي أن نعيش ونحيا على أرضنا”.