أحمد مظهر سعدو
يستمر العدوان الروسي الأسدي على محافظة ادلب وريف حماة وريف حلب الغربي، وسط صمت مطبق من العالم أجمع، حيث يترك 4 ملايين إنسان سوري يواجهون مصيرهم، كان قد تم تهجير معظمهم من كل بقاع سورية، فيما أطلق عليه تصفية مناطق خفض التصعيد، وبعد كل هذه الهمجية النازلة فوق رؤوس البلاد والعباد في ريف حماة وادلب وريف حلب الغربي، وفي سياق التخلي الواضح المعالم العالمي (الحضاري). إلى أين تذهب مصائر الناس من شعبنا السوري المكلوم؟ وهل يمكن أن يكون المصير شبيهًا بما جرى قبل ذلك في غير مكان من مناطق خفض التصعيد سيئة الصيت؟
سألنا بعض الباحثين والكتاب والسياسيين المعنيين فكان رأي الباحث السوري منير الخطيب
” أعتقد بأن مصير إدلب وريف حماة لن يكون مختلفاً عن ما حدث في باقي مناطق خفض التصعيد، وذلك للأسباب التالية: أولًا، بصرف النظر عن تسميات الفصائل العسكرية الموجودة في ادلب وريفي حماة وحلب، فهي لا تتمايز سياسيًا وأيديولوجيًا عن تلك القوى العسكرية التي كانت في الغوطة أو في درعا، كما لا تقل تبعيتها للدول الإقليمية عن تبعية تلك القوى، وبالتالي فإن الشأن السوري بالنسبة لها لا يحتل مرتبة لها وزن. ثانيًا، كانت علاقة تلك الفصائل مع البيئات المحلية في إدلب وريفها وريفي حلب وحماة خلال السنتين الماضيتين علاقة قائمة على منطق قهري وتسلطي، فهي لا تحوز على الاحترام والتأييد من قبل تلك البيئات وهذا من عوامل ضعفها. ثالثًا، الفصائل الموجودة في تلك المناطق عبارة عن بقايا (جيش مهزوم)، فتجربة الإسلام السياسي في سورية وغير سورية كانت كارثية، بصرف النظر عن توحش السلطة وعربدة الميليشيات الإيرانية والطيران الروسي، فتلك التجربة إلى أفول لأنها لا تمتلك أفقًا لمشروع وطني سوري، ولا تمتلك عنصر العمومية في منظوراتها.” وأضاف الخطيب ” لم يعد الوضع في تلك المناطق شأنًا وطنيًا سوريًا، بل صار محكومًا بالمساومات التركية- الروسية، والتركية – الأمريكية، أي أن الصراعات المسلحة تلك خاضعة للمصلحة القومية التركية العارية. وهناك إجماع عالمي على إخراج (جبهة النصرة) وملاحقها من إدلب ولا سبيل للوقوف في وجه هذا الإجماع من قبل تلك الفصائل التي أنهكت (مجتمعاتها) المحلية، وستنضم إليه تركيا ومن ورائها قطر عندما ترى تركيا ذلك.
ويمكن أن تقايض تركيا إدلب مقابل ترتيب أوضاع شرق الفرات بما يرضيها، وجاء هذا التصعيد الهستيري من قبل النظام والإيرانيين والروس على ريفي إدلب وحماة، بعد تصريحات وزير الخارجية التركي عن التوصل إلى اتفاق مع الأميركان حول المنطقة الآمنة.
وسيكون أهلنا المدنيون في إدلب وأريافها وفي ريفي حماة وحلب هم ضحايا البراميل المتفجرة وقصف الطيران الروسي، وضحايا سلوك تلك الفصائل العسكرية التي لم تقدم للسوريين والعالم إلا تجربة (للإيجار) في شبكات مصالح الدول المتضاربة وعلى حساب الدم السوري.”
أما الصحافي السوري التركي عبد الله سليمان أوغلو فله رأي مختلف إذ يرى أن ” روسيا تتصرف كثور هائج لا رادع له تحاول تحقيق مكاسب على الأرض فشلت عن تحقيقه عبر المفاوضات، ولا يمكن برأيي أن يستمر الوضع هكذا دون رد فعل تركي وتحرك دولي لإيقاف مجازر النظام والروس بحق الشعب السوري، وإن استمر الوضع هكذا ستذهب اتفاقية أستانة وسوتشي أدراج الرياح، وتتخلى تركيا عن كونها طرفًا ضامنًا للمعارضة، وتطلق يد الفصائل للرد مما يشعل فتيل الحرب من جديد والعودة إلى نقطة الصفر وتصعيد متزايد لا يمكن لأحد توقع نتائجه وتحمل عواقبه، وقد يؤثر على العلاقات التركية الروسية وتعيد تركيا حساباتها من جديد في مجمل علاقتها مع روسيا على كافة الأصعدة”.
أما الكاتب الفلسطيني السوري تيسير الخطيب فيرى أنه ” ليست ادلب حالة استثنائية من عدوانية وهمجية النظام المجرم، وقد اختار النظام الخيار العسكري حلًا وحيدًا للتعامل مع الأوضاع التي نشأت في سورية منذ انطلاقة الثورة السورية المباركة، إلا أن وضع ادلب يحتل لدى النظام اولوية عسكرية وأمنية بعد أن انتهى من وضع المناطق السورية الأخرى، وخصوصًا في ظل السكوت الدولي عن ممارساته وإجرامه وذهاب روسيا إلى آخر مدى في دعم خيارات النظام المجرم. ومن نافل القول إن خطة خفض التصعيد الروسية، لم تكن برأيي إلا خطة هدفها برمجة إنهاء الثورة عبر استراتيجية التطويق والحصار وقطع الاتصال بغير مناطق، ومن ثم التدمير أو فرض الاستسلام على المحاصرين، وقد سخر كل أدواته العسكرية والاستخباراتية وامتداداته داخل بنى الثورة وحالات الخرق التي بدت للعيان في غالبية المواقع ناهيك عن تواطؤ بعض القوى الموصوفة إسلامية مع الخطة الروسية، وهذا ما تكرر في الغوطة ودرعا وجنوب دمشق. فعزل كل منطقة والاستفراد بها تحت عنوان خفض التصعيد، فكانت جوهر الخطة الروسية، وهذا ينطبق على إدلب بعد أن كانوا ينظرون إليها كمستوعب للمنفيين والمهجرين والذين أخرجوا في المراحل السابقة وقد هجروا جميعًا إلى ادلب”. وأشار الخطيب إلى أنه ” يتم استهداف كل المكون الموجود في إدلب والذي للأسف لم تستطع قوى الثورة الاستفادة من هذا الوضع، بحيث تبني من ادلب قاعدة ارتكازية لاستنزاف النظام وضرب مواقعه والتمدد إلى خارج ادلب وتوسيع منطقة نفوذها، نجدها مشتتة ومشرذمة إضافة إلى الدور الذي لعبته جبهة النصرة ومن على شاكلتها لمنع قوى الثورة من ذلك، وتحويل إدلب إلى منطقة تحت سلطتها واحتكار السلطة والقوة في هذه المناطق، بينما في مكان آخر انشغلت الكثير من القوى المسلحة للثورة في مشاريع في الشمال سواء في عفرين أو الباب أو إعدادات معركة شرقي الفرات، وإدلب اليوم تحت تعسف وإجرام روسيا والنظام من جهة والقوى الاسلامية والقاعدة من جهة أخرى وهي المتهمة بالإرهاب حتى من قبل تركيا، الأمر الذي سيضع إدلب في مهب العاصفة، وفي ظل رضى دولي واضح، هدفه التخلص من النصرة والقاعدة. الاتفاق الروسي التركي لتسيير دوريات مشتركة في مناطق معينة في إدلب لن يغير من احتمالات بدء الهجوم العسكري على إدلب. صحيح أن بوتين في آخر تصريح له حول إدلب شدد على مواجهة الارهاب في إدلب، لكنه أضاف بأن أوانه لم يحن بعد. وهذا يعني أن قرار المعركة متخذ، لكن توقيته هو غير الواضح. وما يجري في هذه الأثناء من أعمال قصف ومحاولات اقتحام قلعة المضيق وكفر نبودة، تأتي في سياق عملية استنزاف بدأها النظام منذ زمن، بل هو لم يتوقف عنها أبدًا”. ثم انتهى إلى القول ” الأحداث الجارية توحي بمحاولة قضم المناطق بالتدريج، ودفع الكتل السكانية دفعًا تدريجيًا إلى الخروج نحو مناطق محررة أخرى يساعد النظام على عدم تفجر أزمة فرار السكان المدنيين واللجوء ويخفف من حدتها أمام الإعلام والرأي العام الدولي. ولكني أعتقد أن الأعمال العسكرية التي يقوم بها النظام ستستمر في محاولة للاستنزاف والقضم وللتخفيف من خسائره على كل المستويات سياسيًا وعسكريًا. أما فيما يتعلق بمصير السكان المدنيين ودفعهم للخروج من مناطقهم. سيكون معقدًا وصعبًا خصوصًا في ظل تراجع الاهتمام الدولي بالقضية السورية. وسنكون أمام مأساة جديدة ربما هي الأقسى من كل ما سبقها.”
الكاتب السوري عبد الباسط حمودة أعاد ذلك إلى أنها ” نتيجة المسارات التضليلية والوهمية التي استُجر لها من تنطع للتحدث باسم الثورة وباسم شعبنا الثائر وهم الكذبة والمدلسون، الذين لم يكونوا سوى منفذين لأجندات مموليهم وأسيادهم. ونفس الشيء يقال عن نظام الشبيحة الذي ينفذ أجندات أسياده الروس والإيرانيين وبإشراف صهيوني. فقد شهدت مناطق الشمال السوري المحرر في ريف حماة وادلب وريف حلب الغربي ولازالت منذ خمسة أيام قصفًا جويًا وبريًا مركزًا، من طائرات الغدر الروسي والأسدي على حد سواء، وهو الأعنف منذ بدء تصعيد مليشيا نظام الشبيحة وحلفائها. ولا تزال تشهد محاور القتال اشتباكات عنيفة بين قوى المعارضة والمليشيا الأسدية، مع استمرار حركة نزوح المدنيين من المنطقة المستهدفة. جاء ذلك نتيجة الجو السياسي المُناكف والمغاير للرغبة الروسية الأسدية المشتركة بعد فشل لقاء أستانا (نور سلطان) الأخير. إذ أن الحوار انتقل ليكون بأشلاء أهلنا وأبناء شعبنا بالمناطق المحررة ما دفع الكثير من الفصائل، متأخرة، للتوحد بوجه هذه الهجمة البربرية التي ما كانت لتتم لولا الرعاية الدولية لهذه الهمجية. فلم يكن الضامن ضامن إلا بالكلام لشراء الوقت وتمرير اختراع كذبة خفض التصعيد، والتي كانت مفتوحة على جميع الاحتمالات التي ذكرها الدب لافروف موجه الإجرام البوتيني. فقد استهدفت طائرات الاجرام الروسية قرى وبلدات ريفي ادلب وحماة وحلب الغربي، لينال أكثر من 60 قرية وبلدة ومزرعة القصف والهمجية، ولاحقت طائرات النظام المجرم برشاشاتها الثقيلة تنقلات وتعزيزات الثوار في المنطقة القريبة من الجبهات. ورصدت طائرات الاستطلاع غالبية الطرق. واستهدفت برشاشاتها السيارات التي تنقل الفارين من المناطق المشتعلة نحو شمالي ادلب. ويستمر تدفق النازحين من قرى وبلدات ريفي ادلب الجنوبي وحماة الشمالي نحو الشمال.” ثم نبه حمودة إلى أنه ” حين ثار شعبنا السوري وانتفض في وجه عصابة آل أسد الجواسيس كان يدرك عواقب ذلك ومآلاته الدامية والقاسية، فكانت دماء أكثر من مليون شهيد، وآلام ألوف المعتقلين، وعذابات ملايين النازحين والمهجرين دافعًا آخر للمضي في طريق الثورة الشائك لتحقيق أهدافنا في نيل الحرية والكرامة والتخلص من نظام العبودية والاستبداد والفساد (الأسد بعثي). ولن يكون هناك تفاهم وتلاقي بين جميع دول الاحتلال المتدخلة بالشأن السوري على قضية شعبنا العادلة وثورته، لذلك ستستمر حالات الاستعصاء طالما بقيت قوى الثورة مشتتة ومرتهنة. وهذه الهجمة على الشمال لن تؤدي لحلحلة أزمة إيران المجرمة، وكذلك لن تسفر إلا عن هزيمة جديدة للميليشيا الأسدية ومن خلفهم المحتل الروسي القاتل”.
الدكتور خليل سيد خليل عضو المجلس المحلي في كفر تخاريم تحدث لجيرون بقوله ” إن التصعيد الذي تشهده مناطق خفض التصعيد في ريف حلب وحماه وإدلب هو للضغط من قبل الروسي على المعارضة السورية والأتراك للقبول بتنفيذ مقررات سوتشي من فتح للطرقات الدولية وتسيير الدوريات الروسية التركية لتشغيل الطريق الدولي عبر حلب وإدلب وحماه وقد يكون التقارب بين الأميركان والأتراك الأخير وإحراز تقدم للمنطقة الآمنة المزمع إقامتها شرقي الفرات هو ما دفع الروسي إلى خلط الأوراق من جديد للضغط على التركي للإسراع بتطبيق اتفاق أستانة، وكذلك الضغط على المعارضة لنزع السلاح الثقيل من الفصائل الجهادية، وإنهاء وجودها في المنطقة، ونزوح عدد من السكان المدنيين من المناطق القريبة من الطرقات الدولية للتراجع عن هذه الطرقات ليتسنى تسييرها بشكل آمن دون أي تهديدات.”
المحامي السوري موسى الهايس الملحم قال لجيرون ” الفصائل المسلحة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام تحقق نوعًا من الردع وحماية السكان وهو ما حال دون تغول النظام والميلشيات المتعاونة معه واستباحتهم للمدنيين قبل اختراع كذبة ما يسمى خفض التصعيد حيث طبقت هذه الاتفاقية على فصائل المعارضة في حين بقي الطرف الروسي الضامن، والنظام المضمون من الروس يقومون بقصف المدنيين دون أي رادع بل إن ارتفاع وتيرة الحرب وتكثيف القصف الصاروخي والطيران يتزامن مع كل جولة من جولات أستانة التي شرعنت ووضعت أسس اتفاقية مناطق خفض التصعيد، وبالرجوع إلى البدايات من الجدير القول إن النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة سخر كل إمكاناته لوأد ثورات الربيع العربي، وعمل على شيطنتها، وخاصة الثورة السورية من خلال اتهامها بالإرهاب عن طريق أدواته في المنطقة فحولوا اتجاهها من إسقاط نظام مستبد طائفي مجرم إلى حرب ضد اﻹرهاب (الشعب)بغية دفع الشعب السوري إلى الموازنة الجائرة بين اﻷمن واﻻستقرار في ضلالة اﻻستبداد الطائفي وبين الفوضى واﻻضطراب في ظل الثورة ﻹعادة انتاج النظام بلبوس جديد، فقد كانت هذه رسالتهم الواضحة للشعب السوري الثائر من خلال سياستهم على مدى سني الثورة.” ثم أضاف ” إن الثورات العربية فاجأت الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة والتي هي بالأصل لا تريد أنظمة ديمقراطية في المنطقة، إنما أنظمة خدمية بتدخلها المباشر وغير المباشر فقد أسهمت بتدبير ونشر هذه الفوضى لوضعنا بين الخيارين التي وضعتهما ورعتهما، إما خيار الاستبداد وإعادة إنتاجه أو خيار الفوضى، مع أنهم بالقول كانوا يرفعون شعارات تشجيع الديمقراطية والحكم الصالح واحترام حقوق الإنسان في بلادنا ولكنهم بالفعل يقفون إلى جانب الأنظمة الاستبدادية من أجل تحقيق مصالحهم التي يضعونها فوق القيم التي يتبجحون ويتاجرون بها ، فمن أجل أن لا يستلم السلطة في سورية الذين قاموا بالثورة فهم لم يرفعوا الغطاء السياسي والدبلوماسي عن النظام الطائفي المجرم ويسحبوا الاعتراف به بل قاموا باستخدام سياسة التقاعس والمماطلة والتسويف من منطلق أن بقاءه يعد أكثر أمانًا واستقرارًا لإسرائيل واكتفت الولايات المتحدة بإدارة الأزمة وتوزيع الأدوار على الفاعلين في الساحتين الدولية والإقليمية ولهذا لو لم يعرف نظام العصابات الطائفية المجرم في سورية أنهم حريصون على بقائه لما تجاسر على قتل سوري واحد، مع أنهم كانوا قادرين على إسقاطه منذ اللحظة الأولى، من خلال سحب الاعتراف السياسي والدبلوماسي به، ولكن لم يحصل هذا حتى يبقى يمثل الشرعية ومن ثم قانونية من يتدخل إلى جانبه، وكان الهدف الأساس من هذه السياسة إفشال الثورة وربطها بالإرهاب بغية إعادة إنتاجه من خلال فرض الحل السياسي القائم على المحاصصة على شاكلة اتفاق الطائف اللبناني، واتفاقية دايتون البوسنية، ولاسيما أنهم قد خلقوا معطيات طائفية وعنصرية عسكرية واضحة الملامح على أرض الواقع من خلال التهجير وإعادة رسم الخارطة الديمغرافية التي تهدد بشبح التقسيم، وقد كان لطيران التحالف الدور الأكبر في ذلك بذريعة محاربة الإرهاب. ولم يعد هناك أدنى شك باستخدام الغرب ذريعة الارهاب للوقوف ضد إرادة الشعوب العربية في التغيير والحرية فكانوا على أهبة الاستعداد لوأد أي تجربة ديمقراطية، وهاهم يعملون اليوم بخطى حثيثة على الالتفاف على الثورتين في الجزائر والسودان، ويعود سبب حرصهم على استمرار هذه النظم بالإضافة إلى كونها خدمية فهي فاسدة وسارقة للمال العام بحيث تضعه في مصارفهم، مما يسهم في تنشيط وانتعاش ودوران عجلة اقتصادهم في حين أن وجود النظم الديمقراطية القائمة على الشفافية والمحاسبة تمنع ذلك، كما أن انتشار الديمقراطية في العالم العربي قد يدفعهم لتكامل المصالح وإلى الوحدة على غرار الاتحاد الأوربي، وهذا من المحرمات دوليًا. وبناء على ما تقدم فلإن سياسة الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وكل اللقاءات التي تمت برعاية الأمم المتحدة أو روسيا بين النظام الطائفي، وما يسمى المعارضة، وما نتج عن بعضها ما أسموه مناطق خفض التصعيد والذبح المبرمج الذي يتعرض له الشعب السوري منذ آذار/مارس 2011 وإلى هذه اللحظة مع سكوت مريب ومخزي من قبل المجتمع الدولي الذي تقوده مجموعة العشرين بقيادة الولايات المتحدة، يدخل في سياسة التسويف والمماطلة لوأد الثورة السورية وإعادة إنتاج النظام نفسه بنكهة ديمقراطية مشوهة وبوجوه جديدة، ولاسيما أنهم يرون ضمان مصالحهم التي هي على حساب حياتنا وآدميتنا باستمرار الاستبداد، إما القبول به أو القبول بالفوضى والقتل والتدمير”
الكاتب السوري الفلسطيني نايف محفوظ أكد لنا أن ” الهمجية الأسدية شاملة في الشمال السوري وفي داخل دمشق، ولم يسجل التاريخ أن يلجأ أي نظام لاستدعاء قوات عسكرية بعناصرها وطيرانها لتقصف شعبة، كما يقوم أيضًا بالإعدامات بالجملة في صيدنايا للمعتقلين السوريين والفلسطينيين، إن الأمور سائرة بشكل موضوعي نحو التهجير القسري. رغم وجود خفض التصعيد سيء الذكر”.
أما المعارض وابن الثورة السورية منجد الباشا فكان له رأي مختلف إذ قال ” اليوم ومن خلال التنفيذ العملياتي العسكري المتوحش على الأرض. في مناطق شمال مدينة حماة وجنوب أو غرب مدينة ادلب والنزوح الذي يتحقق يوميًا. يبدو أن أفرقاء أستانة ينفذون ما تم الاتفاق عليه ما قبل أستانة الأخير. وهو تثبيت المناطق التي ستخضع لسيطرة نظام العصابة، وكذلك المناطق التي ستبقى في عهدة الطرف التركي والفصائل العسكرية. والتي تحيط بالطريقين الدوليين m4–m5 .. وبعدها تأتي المرحلة اللاحقة، ألا وهي التعامل مع المربع الأخير من الجغرافية السورية، الذي تتداخل فيه مدينة ادلب وريف حلب الغربي..منبج..شرق الفرات . ويبرز هنا مرة أخرى ما يمكن أن يكون متهيئًا للطرف الكردي من حصة في هذه القسمة.” ثم قال الباشا ” من المؤسف أن جميعنا يلاحظ أن أي حركة على الأرض، ومن خلال تصريحات رموز المتصارعين. مرتهنة للموقف الأميركي المدير الأول في عملية الصراع هذه. ومثال ذلك كيف أن الطرف التركي بعد أن حشد ما حشد من قوات عسكرية لإطلاق جبهة شرق الفرات، وحشد ما حشد على مستوى الرأي العام من أجل تحقيق المنطقة الآمنة في الشمال السوري. عاد فأوقف العمل بكلا الاتجاهين. لأن الموقف الأميركي لم يكن متبلورًا تجاه هاتين المسألتين. لكن الطرف التركي عاد ليفاجئنا بالأمس، أنه قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق مع الطرف الأميركي من أجل منطقة آمنة في الشمال السوري. وذلك بعد أن أعلن الطرف الأميركي أنه ضد أي عمل عسكري واسع في محافظة إدلب.” ثم قال ” ليس لأي أحد أن يخبرنا ما هو مصير مناطقنا وأهلنا في الأسابيع القادمة بالضبط. فهل سيتوافق جميع الأطراف، على الجلوس على طاولة مستديرة يدخلون عليها باب إنهاء الصراع بعد أن يثبت لكل طرف حدود نفوذه التي باتت مرتسماتها واضحة على الأرض. أم أن ذلك سيتم تأجيله إلى مرحلة لاحقة”.
المصدر: جيرون