حول التصعيد الخطير في إدلب قال المتحدث باسم الجيش الوطني – أحد أكبر تشكيلات المعارضة المسلحة – الرائد يوسف حمود: «يبدو أن التصعيد الروسي على منطقة إدلب لن يتوقف حتى تحقيق هدف موسكو في قضم مساحة محددة من ريف حماة، موضحاً لـ»القدس العربي» أن القصف على المنطقة «تخلله تصريح للقيادة الروسية بإمكانية القيام بعمل محدود في المنطقة، وهو ما يشير إلى رغبة روسية في اجتزاء بعض قرى سهل الغاب لتأمين ومراقبة قاعدتها في سقيلبية والمزمع تعزيزها في المستقبل من قبل الروس وتأمين طريق استراد اللاذقية عن طريق أوستراد الغاب». وأضاف حمود « لا يوجد تراجع للقواعد التركية من مناطقها، بعد استهدافها من قبل قوات النظام، حيث تم تعزيزها بالجنود والأسلحة» معتبراً قصف المدنيين وسياسة الأرض المحروقة التي يقوم بها النظام وروسيا، هي من أجل الضغط وتحقيق مكاسب لم يستطع الروس تحقيقها عبر طاولة المفاوضات سواء بالاجتماعات المباشرة او خلال مؤتمر سوتشي.
إدلب – «القدس العربي»: المعارض السوري درويش خليفة قرأ زيادة التصعيد والهجمات الجوية على ادلب ومحيطها بأنها مقدمة لمحاولات الروس الرامية إلى فرض أمر واقع على الحل السياسي وفق رؤيتهم، بمعزل عن مساعي الحلفاء الإقليميين، معتبرا ان هذه الهجمة «خطوة استباقية من الروس في حال فرضوا حلًا سياسياً ليذهب السوريين في العام المقبل لانتخابات رئاسية يكون الأسد جزءًا منها، وبذات الوقت رسالة روسية لحلفائها الاقليميين مفادها، القدرة على صياغة حل بمعزل عنهم، مع الحد الأدنى من التنسيق فيما بينهم».
وحسب خليفة فإن ما يحصل في إدلب اختبار للعلاقات التركية – الروسية، ومن وجهة نظره فإن الروس «على ما يبدو ليسوا جادين في علاقات استراتيجية مع تركيا».
وقال المتحدث، ان فتح الطريق الدولي من الشمال السوري يحتاج لبيئة آمنة، وهذه البيئة تحتم دحر قسد من ريف حلب الشمالي في تل رفعت ومحيطه، الذي يعتبر الخط الأطول في سوريا إذ أنه يربط جنوبها بشمالها من درعا مروراً بدمشق وحمص إلى حماة وحلب، وكذلك تأمين ضفتي الطريق الدولي، في مسافة تقدر ب 450 كم، تكون ممراً للصادرات التركية إلى الأردن والخليج، وفي الوقت ذاته تنعش بعض الشيء الاقتصاد السوري المتأزم بعد مجموعة العقوبات الأمريكية على حليف النظام الإيراني الذي كان يمده بالنفط والمواد الغذائية.
المصدر: القدس العربي