التغيير يجب أن يطال الشخوص التي ترهلت كي تتغير الرؤى، وكي تبنى الاستراتيجية الحقيقية للعمل الثوري. كما يجب أن يطال التغيير العقول المتخشبة والأفكار المتفحمة. الزمن لا يسير بمصلحة أحد إن بقي المؤثرون على تلكؤهم.
يدرك كل من يتابع المشهد السوري أن الثورة بحاجة إلى عملية إنقاذية عبر تبني استراتيجية عمل مختلفة. فعملية الخنق البطيء مستمرة، وبكفاءة، من قبل الروس وحلفائهم، من نظام وعصابات طائفية وقومية. فبعد سيطرة على 75 % تقريباً من الجغرافيا السورية في وقت ما لصالح الثوار، وانكفاء النظام إلى حظيرته الساحلية والعاصمة، انقلبت الآية الآن لنشهد تغيراً في الألوان على خارطة التحكم بالأرض والمصير. وليس الغرض هنا مراجعة تاريخية لطغيان وانحسار السيطرة، بل القصد هو محاولة طرح رؤية جديدة علها تنفع الثورة في التخلص من قبضة بوتين وخامنئي وتابعيهم من عربان الثورات المضادة.
إن تكتيك النأي بالنفس الذي اتبعه بعض من رجالات العمل السياسي الوطني، من باب التعفف عن الارتهان من جهة، ومن باب الترفع على مد التهافت من جهة ثانية، ومن باب القرف من الاسترزاق من جهة ثالثة، جعل صهوة الثورة فارغة ومتاحة لصعاليك تملكوها. ونتيجة الصعلكة السياسية والعسكرية وحتى الإغاثية، اختلفت المواقف من الثورة عالمياً وإقليمياً وحتى شعبياً، وسرى تحول التعاطي معها إلى ماهية المقاربات مع النظام. فبدأ التأسيس لعملية الإنعاش التي أثمرت تكريراً له، فيما بدأ العالم يدير للمعارضة ظهره.
يذكر الكل كيف كانت الساعات السياسية العالمية تعد الأيام لانتهاء النظام، وكيف ظهر تعبير “اليوم التالي”، وكيف بدأت الاستعدادات لملء الفراغات بعد السقوط الذي وصف بالمدوي للنظام. لكن، وبتغير الصورة، باتت الدعوات الآن تنحو نحو إنشاء شراكة مع نفس النظام. وبعد أن كان الدعم الإقليمي، بغض النظر عن آلية توظيفه وحيثيات شروطه، يفيض على الثورة، باتت الجدران تتعالى في وجه الشعب الثائر، بل صارت الدعوات صريحة للعودة إلى الوطن المستلب على المستويات الشعبية و الرسمية، التي كانت تصنف داعمة ومستضيفة، وعلى الرغم من كل هذه المتحولات والمتغيرات الخطرة والمصيرية، بقي المتصدرون للمشهد الثوري على رؤيتهم القاصرة واستراتيجيتهم الفاشلة، وبقي المتعففون على تعففهم الملغز، فيما الوطن يتحول إلى أوطان، وروح الثورة تخبو حتى أصبحت في خبر كان. وتحول تكتيك النأي بالنفس عند المتعففين إلى استراتيجية فاشلة أخرى عمدت الطريق للصعاليك ليتمادوا في صعلكتهم حد التنازل عن ثوابت الثورة تباعاُ، وليبدأ بعضهم بالانسحاب العشوائي من الواجهات الثورية المحتلة، كفعل من أفعال التطهر والبراءة.
في ظل هذا المشهد القاسي والمعتم، بات لزاماُ البحث عن طريق للخلاص. والخلاص لن يأتي إلا بالإقدام على قلب الطاولات وتبني تكتيكاً يفضي إلى سياسة الكشف والمكاشفة، لنصل إلى استراتيجية الاندفاع الجديد، أي إعادة القاطرة إلى سكتها الحقيقية بزخم ثوري. ولتحقيق ذلك ينبغي الانطلاق من المؤسسات التي صنفت على أنها معارضة ولم ترتق لتصبح ثورية. فمؤسسة مثل الائتلاف والحكومة المؤقتة وهيئة تنسيق الدعم وحتى هيئة المفاوضات، بحاجة لهذا التكتيك. ناهيك عن التشكيلات العاملة على الأرض من عسكرية وإغاثية ولوجستية.
لكن، هذا الأمر لا يعني اتباع أسلوب الفوضوية في التنفيذ. فديماغوجيا التطبيق هي من أوصلت العمل الثوري إلى الواقع المأزوم الذي وصل إليه. وبالتالي لا بد من رسم خارطة طريق لتحقيق النتائج المتوخاة من تكتيك قلب الطاولات ذاك. يعني لا بد من الانتقال إلى اللعب السياسي الاحترافي.
هناك ثلاثة أمور ينبغي العمل على تحقيقها بالتوازي: الأول، تثبيت الوجود الفاعل كبديل تدفع اليه الضرورة الوطنية والثورية، الثاني، بناء قاعدة التفاف حوله كبديل وليس كطرف ضمن المؤسسات القائمة، الثالث، امتلاكه شروط الاستقلالية السياسية والمالية على صعيدي القرار والممارسة. أمور قد تبدو للوهلة الأولى مبهمة، وإن زال الإبهام ستبدو بعيدة المنال. لكنها في الحقيقة قريبة، شرط استغلال العامل البراغماتي في تحقيقها.
لم تخل الساحة السياسية من تجمعات عاملة لم تتلوث بطين الانبطاح، ولم تبع أو تُشرى بالمال السياسي. وعلى ندرتها أضحت الحامل الوحيد للتنظيمات الأخرى، أو القائمين عليها، والتي تبحث عن رافعة تنتشلها من حال الكوما الحراكية والانشقاق عن الحاضنة الشعبية. وعلى هذه التجمعات يقع عبء اتخاذ القرار المصيري بضرورة ولوج بوابة المؤسسات المعارضة بشروط التغيير والإصلاح، والعمل السريع على التطبيق الفعال. وهذا ما نعنيه بفرض الوجود. وهو يسري على جزء كبير من الأمر الثاني، ألا وهو الدفع بالإحراج.
ولتحقيق كامل الأمر الثاني، يتدخل العامل السيكولوجي لاستفزاز الانتماء الوطني عند الأفراد المتعففين عن التورط في العمل الثوري نتيجة ما رأوه من تهافت رخيص لاحتلال المناصب من بعض المنتفعين. وإن تحقيق العامل الأول بكفاءة سيدفع بهؤلاء إلى التحمس للخروج من عزلتهم، لا سيما حين يروا المكان المناسب لهم ولخبرتهم متاحًا. وهذا مدخل هام لتحقيق الأمر الثالث، ونعني به الإبعاد القسري للمرتزقة عن المؤسسات المعارضة، والذي يتقاطع بشكل كبير مع الدفع بالإحراج، إنما خروجاً، للوصول إلى الخلاص المستهدف والبدء بعملية وضع استراتيجية الاندفاع الجديد موضع التنفيذ.
الثورة بحاجة إلى ثورة. والتغيير يجب أن يطال الشخوص التي ترهلت كي تتغير الرؤى، وكي تبنى الاستراتيجية الحقيقية للعمل الثوري. كما يجب أن يطال التغيير العقول المتخشبة والأفكار المتفحمة. الزمن لا يسير بمصلحة أحد إن بقي المؤثرون على تلكؤهم، وإن تابع المعارضون سياسة البدء من اختراع الدولاب بدل البناء على المبني، أو لنقل بدل تأهيل البناء الموجود وإعادة تفعيله.
I can get an erection but its a very weak one and can barlely keep it can this be from kilo sports trenadrol or from nolvadex best site to buy priligy