محمد علي الحايك
على لسان شاب فارق دمشق إلى بلادِ الاغتراب فعاشتْ في خاطرهِ أشواقاً حالمة وأحلاماً لا تنام وحين دقت ساعةُ العودة راح يقول:
مشيتُ إليّكِ ألتمسُ الأمانا
فأشرقَ خاطري ماءً جُماناً
وغرّدَ سربُ أشواقي حُبوراً
وصفقَ غيمُ تحناني افتتاناً
قصائدُ من فضاءاتِ القوافي
سقتْ من روعةِ الحرف البيانا
على شفةِ الرويِّ ظِلالُ روحي
رؤى حلمٍ يُداعبُ أُقحوانا
ويزهو فوقَ أهدابِ المعاني
خيالٌ من سُلافٍ قد روانا
شُعاعٌ من قميصِ الشمسِ فيضٌ
جرى كالنهرِ شوقاً إذْ رآنا
فوارسُ ميسلونَ تطوفُ حَوّلي
وأجيادٌ تركتُ لها العنانَ
مواكبُ من رُبا بردى رِماحٌ
وأرواحٌ تماهتْ في حمانا
ورائحةُ الكلامِ سَمتْ بشعري
تذيبُ برشفةِ الحبِّ الزمانا
عرائسُ في قصورِ الحُسنِ غيدٌ
تُلوّنُ في ليالينا المكانا
وصحوةُ بسمةِ القيثارِ لحنٌ
يُدندنُ في خلايا من دمانا
يُعفّرُ بالحنينِ مشيبَ عُمري
غناءً وانتشاءً ذوّبانا
ومن حِبرِ الجراحِ نسجتُ شالاً
رهيفاً عطّرَ الدنيا حنانا
عبيرُ الياسمينِ رواءُ بوحي
هديلٌ فوقَ ساقيةٍ رمانا
على نغماته الدعواتُ طارت
تلامسُ في السمواتِ الأمانا
وعن لغةِ الهلالِ سألتُ بدراً
فكانت برهةُ الصمتِ الأذانا
ويا شامي بلغتُ بكِ الأماني
إذا ما الدهرُ أقبلَ والتقانا