سعيد عبد الرازق
بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، آخر تطورات الوضع في سوريا، ولا سيما في منبج وشرق الفرات، في وقت يستعد فيه الرئيس التركي لبحث الشأن السوري مع ترمب وبوتين في قمة العشرين التي تفتتح اليوم في اليابان.
وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية، أمس، أن أكار عقد اجتماعاً مع جيفري في بروكسل على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء دفاع الناتو.
وأضاف البيان، أن أكار وجيفري تناولا خلال الاجتماع التطورات في الآونة الأخيرة بسوريا، ولا سيما في منبج وشرق الفرات، وأن أكار أبلغ جيفري بأن تركيا تنتظر من الولايات المتحدة الوفاء بوعودها حيال منبج السورية، ووجهة النظر التركية بشأن المنطقة الآمنة المخطط إقامتها شرق الفرات، أن تكون السيطرة عليها لها وحدها، بينما ترى واشنطن أنها يجب أن تخضع لسيطرة قوات أوروبية من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» مع توفير ضمانات بشأن حماية مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الذي كان حليفاً للولايات المتحدة في الحرب على «داعش».
في السياق، وقبل توجهه إلى اليابان أول من أمس للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين في أوساكا، قال إردوغان، في تصريحات للصحافيين، إن النظام السوري يتصرف بلا رحمة في إدلب، وأن نقاط المراقبة التركية الـ12 هناك تتعرض بين الحين والآخر إلى تحرشات، قائلاً: «لا نريد أن يحدث أي أمر لتلك النقاط، لكن نرغب في أن تسير الأمور كما هو مخطط لها ووفقاً للوعود المقطوعة، فمخاطبنا هي روسيا، وننسق معها عبر التشاور بين وزارات الدفاع أو الخارجية والاستخبارات».
وأشار إلى أنه سيتطرق إلى الشأن السوري خلال لقاءات ثنائية سيعقدها مع نظيريه الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين على هامش الاجتماعات، لافتاً إلى أن تركيا تراقب الوضع في منبج السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مطالباً واشنطن بالوفاء بوعودها بشأن إخراج الوحدات الكردية من المدينة التي يعود 90 في المائة منها إلى المكون العربي.
إلى ذلك، جددت قوات النظام السوري استهدافها محيط نقطة المراقبة العسكرية التركية في شير مغار في ريف حماة الغربي الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من تحذير أنقرة من الرد على أي استهداف لنقاط مراقبتها المنتشرة في المنطقة وبالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية أرسلها الجيش التركي إلى النقطة التي تعرضت للاستهداف أكثر من مرة في الأسابيع الماضية.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة نقطة المراقبة التركية بقرية شير مغار بريف حماة الغربي، من مناطق تمركزها في حاجزي «الكريم» و«التمانعة».
ولفتت المصادر إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الجنود الأتراك أو أضرار مادية في نقطة المراقبة. مضيفة أن القصف تزامن مع دخول رتل للجيش التركي إلى نقاط المراقبة بريف حماة يضم عدداً من الآليات والمدافع الثقيلة.
وقبل 3 أيام من استهداف الأمس، دفع الجيش التركي بتعزيزات شملت 20 آلية عسكرية وناقلات جنود مدرعة، إضافة إلى عناصر من قوات الكوماندوز إلى نقطتي المراقبة التاسعة في شير مغار، والعاشرة في مورك، بعد تكرار قصفهما من قبل قوات النظام؛ ما أدى إلى مقتل أحد الجنود وإصابة عدد آخر خلال الشهر الماضي.
ونشرت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب وحماة ضمن اتفاق مناطق التصعيد الذي تم التوصل إليه في محادثات آستانة بين الدول الضامنة الثلاث (روسيا وتركيا وإيران)، والذي أعقبه في 17 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا لإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح في إدلب للفصل بين قوات النظام والمعارضة.
وتلتزم روسيا الصمت تجاه استهداف النظام لنقاط المراقبة كما تدعمه في الهجوم على جنوب إدلب، الذي انطلق في 26 أبريل (نيسان) الماضي، بعدما أعلنت مراراً أن تركيا لم تف بالتزامها بموجب اتفاق سوتشي، ولم تقم بدورها في إخراج المجموعات المتشددة من إدلب. واستهدفت قوات النظام، في أكثر من مناسبة، نقاط المراقبة التركية المنتشرة في ريف حماة؛ ما أسفر عن إصابة جنود عدة بجروح، وردت القوات التركية على مصادر القصف.
وكانت أنقرة جددت، مساء الثلاثاء الماضي، تحذيراتها من أنها سترد بحزم على هجمات النظام على نقاط المراقبة المنتشرة في إدلب. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك: «نقلنا إلى الجانب الروسي أننا سنرد بحزم على الاعتداءات التي تطال نقطتي المراقبة التركية التاسعة (في شير المغار) والعاشرة (في مورك)، والتدابير التي اتخذناها في هذا الإطار». ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف تجاه انتهاكات النظام السوري لمنطقة خفض التصعيد التي أعلنت في إدلب ومحيطها بموجب اتفاقات آستانة وسوتشي.
المصدر: الشرق الاوسط