سعيد عبد الرازق
أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه تم تسيير الدورية الرابعة مع الجانب الروسي، على طريق حلب – اللاذقية الدولية تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقّع بين أنقرة وموسكو في 5 مارس (آذار) الماضي. وذكرت الوزارة، في بيان، أن الدورية جرى تسييرها بمشاركة قوات برية وجوية من الطرفين التركي والروسي.
وسيّرت القوات التركية والروسية 3 دوريات مشتركة منذ 15 مارس الماضي آخرها في 8 أبريل (نيسان) الحالي، إلا إنها لم تستكمل المسار المحدد بالاتفاق الأخير في موسكو، بسبب احتجاجات أهالي المنطقة على الوجود الروسي ورفضهم الاتفاقات والتفاهمات التركية – الروسية في كل من آستانة وسوتشي وموسكو.
وانطلقت الدورية الرابعة أمس من قرية ترنبة بالقرب من سراقب وسارت حتى بلدة النيرب شرق إدلب، ولم تستطع إكمال المسار المحدد بالكامل والذي يمتد من ترنبة إلى عين الحور في ريف اللاذقية.
وانتشرت القوات التركية بشكل مكثف بالقرب من بلدة النيرب وجرى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من آليات وجنود، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع تركية في أجواء المنطقة منذ ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية تمهيداً للدورية التي نُفذت صباح أمس.
وكانت القوات التركية فضّت اعتصاماً لأهالي إدلب واقتحمت مقره وأزالت الخيام التي يعتصمون بها على طريق اللاذقية – حلب الدولية، قرب قرية ترنبة.
ويواصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاطه المنتشرة في إدلب، في وقت عاد فيه نحو 110 آلاف نازح سوري إلى مناطقهم في المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا، عقب توصل تركيا وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار في 5 مارس الماضي.
ونزح أكثر من مليون مدني من محافظة إدلب، على خلفية العملية العسكرية التي شنها النظام السوري وحلفاؤه على المحافظة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وتوجه قسم منهم إلى المخيمات القريبة من الحدود السورية – التركية فيما توجه قسم آخر إلى البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا. وقال مدير «فريق منسقي الاستجابة المدنية في الشمال السوري» المعني بجمع البيانات عن النازحين، محمد حلاج، لوكالة «الأناضول» التركية، إن جزءاً من النازحين المدنيين عادوا إلى ديارهم فور إيقاف النظام السوري وحلفائه عملياتهم العسكرية في المنطقة.
وأضاف أن 109 آلاف و714 منهم عادوا إلى منازلهم مع مرور 40 يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار، وأن جزءاً كبيراً من هؤلاء النازحين يواصلون العيش في مخيمات بالقرب من الحدود السورية – التركية، ولا يرغبون في العودة إلى قراهم وبلداتهم التي سيطر عليها النظام خلال عملياته العسكرية الأخيرة.
في السياق ذاته، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو المجتمع الدولي للتحرك سريعاً ومواجهة تفاقم الوضع في منطقة إدلب في ظل تفشي وباء «كورونا».
وأضاف جاويش أوغلو، خلال مشاركته عبر الـ«فيديو كونفرانس» في ندوة نظمها «المجلس الأطلسي للأبحاث» في واشنطن، ليل الثلاثاء – الأربعاء، بعنوان: «ماذا يجب فعله اليوم من أجل المستقبل»، أن مجلس الأمن الدولي تأخّر كثيراً في تناول ملف الوباء، مشدّداً على «ضرورة تحرّك المجتمع الدولي سريعاً في إدلب قبل فوات الأوان، لأنّ الفيروس زاد مِن تفاقم الأوضاع هناك».
المصدر: الشرق الأوسط