محمود خزام
رثاء إلى صديقي الكاتب والشاعر نائل بلعاوي
يا نائل.. يا صاحبي.!
لم” نسألك الرحيلا ” كما شدت نجاة الصغيرة يوما…بل قلت لك ” عش أنت ” كما غنى فريد الاطرش، حين فاض الدمع من عيوننا ونحن نودع صديقنا الغالي الدكتور جورج نيقولا بعد أن ووري الثرى في ليلة ” مش أنيسة ” من ليالي فيينا صيف العام الماضي.. وكنا ” احنا التلاته ” أنت. والعزيز نصري حجاج (اطال الله في عمره) وأنا. ورابعنا كأس محبة بصحة جورج..و “المازة ” دمعة حزن وموال عتابا وشجن….!
نائل…
عرفتك من خلال صفحة القدس العربي ” الثقافية ” حين كان العزيز الراحل الشاعر أمجد ناصر مشرفا عليها. وتساءلت ذات يوم من هذا ” ال..بلعاوي ” الذي يكتب بهذا العمق ويقدم ” ترجمة ” عن الالمانية بهذه ” الفصاحة ” ودلال اللغة…
وحين تعارفنا عن قرب عن طريق العزيز جورج في زيارتي الثانية ل فيينا في العام 2006 على ما أذكر.. طال الحديث ” شرٌقنا..و غربٌنا ” ويقيني أنك ” بحت ” بالكثير الموجع..الذي أخذني حينها الى أزمة مع الراحل أمجد ومن كان صديقي يومًا عبد الباري عطوان…!
عشقت أنا فيينا وأصبحت زيارتي لها مرة او اثنتين على مدار السنة..
وتحديدا أيام نشاطنا غير المسبوق إبان تأسيس ” اتحاد الجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في الشتات ” في العام 2005…!؟
في تلك الفترة عرفتك أكثر وأكثر. قهرك، همومك، احتجاجك، حزنك، دموعك…و.. البهدلة والغبن…!
وجاء الربيع العربي. وكأنك كنت / ك..حالي / على موعد معه…لم تفقد الرؤيا والموقف..انحزت للربيع و”نواره” وثقتك بالثورات العربية كانت وبقيت كما هي..
وكان ” المعيار ” عندنا هو ثورة الشعب السوري العظيمة. وكنت حتى آخر ” بوست ” كتبته. وباعتراف كل من بقي مؤمنا بهذه الثورة وأهدافها…المثل الابرز ل ” المثقف النبيل ” بالكلمة والقيمة والمعنى…ولن أنسى جملتك الأثيرة لي وانا في طريق العودة إلى أثينا: ” الظاهر يا صاحبي مش حيضل حدا من هالمثقفين مؤمن بالثورة السورية. غيرنا أنا وانت ونصري “…!
في أزمة ” كورونا ” صال قلمك وجال…
وبرؤية المثقف الواعي ” ترجمت ” أفكارك ووعيك بما يليق بك..
وصارت كتاباتك.. ك ” التطعيم ” الحامي للروح والجسد..وقلت لك اكثر من مرة ان كتاباتك ” ترفع معنوياتي ” الى درجة المناعة…واقترحت عليك أن تقدم ما تكتبه لمنظمة الصحة العالمية..ك ” روشتة ” طبية انسانية تفيد بمواجهة هذا العدو اللئيم..
واليوم..يقف الكورونا ” حاجز منيع ” لا يختلف بشيء عن حواجز نظام القتلة المحتل لسوريا. كي يحرمنا من تحقيق أمنية من دون ” ترجمة ” تسمح لنا. بوداع انساني بكل اللغات. يحمل ” معنى ” الوفا والدفا..
نائل بلعاوي يااااااااا ابن..دولة العشاق….
لروحك السكينة والسلام…. وللغوالي زوجتك وابنك وأهلك وأبناء الجالية الفلسطينية بالنمسا وأبناء فلسطين وأبناء الثورة السورية. خالص العزاء والمواساة..