أقر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة التابع للنظام السوري، بشار الجعفري، بمدى صعوبة العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة الأمريكية، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة رفعها كي تتمكن حكومة النظام من مواجهة جائحة كورونا على حد زعمه.
كلام “الجعفري” جاء خلال مشاركته، أمس الأحد، في ندوة عن طريق الأون لاين نظمها ما يسمى “ائتلاف العقوبات تقتل” والذي يضم مجموعة منظمات مدنية أمريكية معارضة للسياسات الخارجية الأمريكية التي تتدخل بشؤون البلاد وتفرض عقوبات أحادية الجانب.
ويأتي كلام “الجعفري” الجعفري أيضا، بالتزامن مع قرب تطبيق “قانون قيصر” بعد أسابيع قليلة حسب ما أكدت مصادر أمريكية عدة، والذي سيفرض عقوبات إضافية مشددة على النظام السوري وكل من يتعامل معه.
وقال “الجعفري” حسب ما نقلت وكالة “سانا” الموالية للنظام، إن العقوبات تستمر في التسبب في إضعاف قدرة القطاع الطبي العام والخاص في سوريا على استيراد الأدوية والمواد الطبية، بسبب استهداف هذه الإجراءات الصارمة للقطاع المصرفي السوري إلى جانب تأثيرها على قدرة القطاعات الاقتصادية الرئيسية على أداء مهامها بفعالية.
واشتكى “الجعفري” من التصريحات الأمريكية التي تتحدث عن التزام أمريكا بإيصال المساعدات الإنسانية والتعاملات التجارية مع سوريا لتوفير المواد الطبية والغذائية، معتبرا أن تلك المساعدات ستذهب للمناطق في الشمال السوري، واصفا تلك المناطق أنها “مدعومة من مجموعات إرهابية”.
وكشف “الجعفري” عن سوء المعاملة والتهميش التي يعاني منها “مصرف سوريا المركزي” وقال إن “المصرف المركزي السوري لم يتمكن منذ سنوات من الاستفادة من الأموال السورية المجمدة في الخارج بهدف تمويل استيراد المواد المتعلقة بتأمين الاحتياجات الأساسية للشعب السوري، حيث لا تستجيب المصارف الدولية والأجنبية لأوامر الدفع الصادرة عن المصرف المركزي، ولم تحصل الحكومة السورية على أي رد على الاتصالات مع هذه المصارف، سواء من خلال نظام المراسلات المصرفية أو عبر القنوات الدبلوماسية”.
وادعى “الجعفري” أن حكومة النظام حشدت جميع مواردها البشرية والطبية والغذائية المتاحة لخدمة جميع السوريين أينما كانوا في مواجهة فيروس كورونا، لكن العقوبات أثرت سلبا على تلك القدرات.
وحول ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لـ SY24، إنه” لا يبدو أن الجعفري ونظامه السوري المجرم كان مهتمًا بقوت الشعب أو بأوضاعهم الصحية، بينما كانت آلة الدمار لديه تستمر بالقصف والحرق، وإلقاء الكيماوي المحرم دوليًا فوق رؤوس البلاد والعباد في سورية”.
وأضاف “هو اليوم يتباكى أمام الأمم المتحدة من أجل اتخاذ جائحة وباء كورونا كذريعة، وصولاً إلى وقف الحظر والعقوبات التي أنتجها المجتمع الدولي ضد أكثر الأنظمة في القرن الواحد والعشرين عنفًا وقتلًا لشعبه، حتى أصبحت تكلفة إعادة إعمار سورية التي دمرتها طائراته مع حليفه الروسي ما ينوف عن 400 مليار دولار، حسب تقديرات أممية”.
وتابع أن “ما يطرحه الجعفري هو استمرار لما طرحته روسيا منذ شهر أو يزيد بالتضامن مع الصين وبعض الدول الأخرى، من أجل اتخاذ (الكورونا) هذه الجائحة العالمية، كذريعة لوقف العقوبات على النظام السوري، حيث ظهرت عوامل فساده ونهبه وإفراغ الخزينة والبنك المركزي كلية، نتيجة تكاليف الحرب والدمار والنهب السلطوي المنظم، لتظهر إلى السطح مشاكله مع أولاد خاله آل مخلوف، بعد طلبات الروس لتسديد الديون المترتبة عليه تجاهها”.
وأشار إلى إن “العقوبات الأميركية والعالمية هي اليوم أقل ما يمكن، من أجل لجم الطاغية عن استفراده بشعبه قتلا وحرقا وتدميرا، وهو (هو) وليس سواه، من أهدر المال العالم ونهب الوطن السوري، وجعل من نفسه نظامًا في أدنى الدرك كتصنيف عالمي للفساد والنهب والقمع والقتل”.
وختم بالقول: إن “محاولات الجعفري لن تؤتي أُكلها، ومازالت الإدارة الأميركية تدرك أن هذا النظام أبعد ما يكون عن العودة إلى الصواب، أو الدخول في العملية السياسية، التي يمكن أن تفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة وإلى مستحقيها، ومن ثم لتنزع من أيدي الفساد والإفساد الأسدي الإيراني الروسي”.
وتعيش مناطق سيطرة النظام السوري أوضاعا معيشية صعبة زادت من حدتها غلاء الأسعار واحتكار التجار وسط غياب أي حلول تلوح في الأفق لإنقاذ الاقتصاد المتردي خاصة في ظل انهيار الليرة السورية أمام العملات الصعبة بعد أن تخطى سعر صرف الدولار عتبة الـ 1450 ليرة سورية، ليسجل في تداولات مساء أمس في العاصمة دمشق سعر 1450 ليرة سورية للشراء و1460 ليرة للمبيع، وهو السعر الأعلى للدولار على الإطلاق حسب مراقبين.
المصدر: سورية 24