محمد فرحات
بالأمس توفي اللواء الركن محمد طارق الخضرا رئيس هيئة الأركان بجيش التحرير الفلسطيني هذا الجيش الذي يحمل شعار تحرير فلسطين منذ تسلم طارق الخضرا قيادة الجيش خاض معارك كثيرة ضد الشعب اللبناني والفلسطيني وحاصر مخيمات الفلسطينيين في لبنان وسورية وكذلك خاض معارك ضد الشعب السوري وضد المعارضة السورية التي تمردت على النظام منذ العام ٢٠١١ وقد ذهب ضحية هذه المعارك التي لا علاقة لها بفلسطين عشرات الجنود والمجندين والضباط من صفوف هذا الجيش ولم يخض معركة واحدة ضد العدو الصهيوني منذ تسلمه قيادة هذا الجيش والمعركة الوحيدة التي خاضها هذا الجيش بعهده ضد الصهاينة هي معارك بيروت اثناء الاجتياح الصهيوني للبنان عام ١٩٨٢ لكن خاضها الجيش حينها بقيادة المقدم عطية عوض والذي كان قائد كتيبة بجيش التحرير بعد ان تخلت الأركان بدمشق عن جيش التحرير الفلسطيني المحاصر في بيروت مما دفع المقدم عطية تسلم زمام المعارك حينها ضد الصهاينة الغزاة وطبعا كانت مكافئة القيادة السورية ممثلة بحافظ الأسد أن اعتقلت عطية عوض بتهمة الخيانة وقتلته بمعتقله حتى دون تسليم جثمانه لذويه… وكوفئ حينها طارق الخضرا كبطل وبقي محافظا على منصبه… بجميع الأحوال مات عطية عوض و بالأمس مات طارق الخضرا ونعاه الكثيرين من ابناء الشعب الفلسطيني ولكل منهم له مبرراته منهم من اعتبره قائد يستأهل ان ينعيه ومنهم بحكم القرابة نعاه ومنهم من برر نعيه له ان الرجل عبد مأمور لا حول ولا قوة له ومنه من نعاه مجاملة لصديق كتب بوست ينعوه فيه ‘ وكذلك منهم من تشفى بموته متهما إياه بأنه هو من زج أبناءنا المجندين في معارك لا علاقة للفلسطينيين بها هي معارك النظام ضد معارضيه وحملوه مسؤولية فقدناهم لفلذات أكبادهم في هذه المعارك ؛ ومنهم من اعتبره نافق مشبها إياه بالحيوانات ولكل منهم مبرر .. يعني جميع من تفاعل بموت هذا الشخص ان كان سلبا أو إيجابا له مبرراته.. في الختام عطية عوض الذي حافظ على مقاتليه ببيروت مات تحت التعذيب ولم يجرؤ أحد على نعيه حتى ذويه، وطارق الخضرا والذي هو بنظر الكثيرين مجرم تسبب بفقدان العشرات وربما المئات من أبنائنا في معاركه العبثية أو معارك عبوديته لأسياده الأسديين هما اليوم بحوزة العدل السماوي هناك سيحاكمان لدى العادل الذي لن يظلمهما. انت بنظرك هل حقا طارق الخضرا تجوز عليه الرحمة ام هو مجرم تسبب بمقتل أبنائنا المجندين وشارك وتكتم عن اعتقال ومقتل زميله عطية عوض.